خسارة 4 مليارات دولار مع غياب السائح الخليجي
ذكر رئيس “نقابة أصحاب الفنادق اللبنانية” بيار الأشقر، أن القطاع السياحي اللبناني خسر حوالي 4 مليارات دولار خلال الخمسة أعوام الماضية، معظمها ناتج عن غياب السائح الخليجي.
ولا يخفي الأشقر حجم الخسائر المتراكمة والأعباء المالية على أصحاب المؤسسات السياحية، بعدما تراجعت نسبة مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي من 7 مليارات دولار في 2010 إلى 3.5 مليار دولار خلال 2015، لتبلغ حد الإقفال الجزئي لبعض منها، وصرف الموظفين، في محاولة لخفض التكاليف، والصمود قدر المستطاع.
ونوه بأن أيام الإقامة في الفنادق تراجعت بحوالي 60%، فالزائر الخليجي الذي كان يمضي حوالي الشهر والنصف في لبنان، أو الذي كان يستفيد من مشاركته في المؤتمرات والفعاليات ليطيل إقامته لأكثر من أسبوع، بات لا يمضي ما يتجاوز الثلاثة أيام.
مطاعم تغلق أبوابها.. وفنادق يتراجع أدائها
وأكد رئيس “جمعية تجار عاليه” سمير شهيب، لموقع “العربية.نت”، أن الأوضاع الاقتصادية مع وجود الخليجيين لا يمكن أن تقارن أصلاً مع غيابهم، لأنها اختلفت بشكل جذري.
وبين أن غياب السائح الخليجي يترك فراغاً كبيراً، لأنهم يحسِنون الوضع التجاري من خلال مشترياتهم، فالقدرة الشرائية للخليجي أكبر من قدرة اللبناني على الإنفاق، وبغيابهم، شهدت الأسواق تراجعاً بنسبة تفوق 50%، كما انخفض النشاط الفندقي 80% فضلاً عن التصدير والاستيراد.
ورأى الخبير الاقتصادي، لويس حبيقة، أن هناك عدداً من المطاعم التي أغلقت خلال الأعوام الماضية دون أن يعني هذا بالضرورة خسارة في القطاع، ولكن بعض هذه المطاعم لم يعد قادراً على المنافسة في ظل غياب السائح الأجنبي والخليجي، كما أن الأسعار المرتفعة التي لا تشجع اللبناني على زيارتها.
وأفاد حبيقة، أن القطاع السياحي لا يشكل سوى 8% من الناتج المحلي، وتراجع النسبة بأكثر من النصف بعد الغياب الخليجي، ورغم أنها لا تشكل نسبة كبيرة من الناتج المحلي، إلا أنها تؤثر على قطاعات أخرى ضمن الدورة الاقتصادية.
انخفاض أعداد السياح الخليجيين 73%
واعتبر مصدر في “وزارة السياحة اللبنانية”، أن خسارة القطاع السياحي، جراء تحذير دول الخليج العربي لمواطنيها من زيارة لبنان، ستكون كبيرة.
وتراجع عدد الخليجيين القادمين إلى لبنان بنسبة 40.2% نهاية 2011، وفي 2012، هبط عددهم بنسبة 57.8%، في حين سجل تراجعاً بنسبة 40.6% خلال 2013.
لكن موجة الهبوط هذه سرعان ما جوبهت بتحسن في حركة الخليجيين بنسبة ملموسة خلال 2014 و2015، لتسجل نمواً بنسبة 12.8% و6.8% على التوالي، فيما تراجع عدد الخليجيين من 385.984 في 2010 إلى 104.551 زائراً نهاية 2015، أي بانخفاض حاد بلغت نسبته نحو 73%.
ويوجد ما يقارب 460 فندقاً، تضم نحو 23 ألف غرفة، ولكن منذ 2011 تراجعت أسعار الغرف، لتبلغ نسبة التراجع اليوم 40%، في ضوء نسبة إشغال تتراوح بين 25 و45%، مقابل 76 و80% خلال 2009-2010.
ولفت مصدر في الوزارة إلى أن أعداد السياح السعوديين في لبنان انخفضت من حوالي 200 ألف سائح خلال 2010، إلى 48 ألف سائح فقط العام الماضي، معتبراً أن هذا الانخفاض سيزداد أكثر خلال 2016.
وجاء في إحصاءات “وزارة السياحة اللبنانية”، إلى أن السياح السعوديين، احتلوا المرتبة الأولى في ترتيب الإنفاق السياحي، خلال العام الماضي، بنسبة 15%، تبعهم الإماراتيون بنسبة 14%، ثم الكويتيون 6%، والقطريون 4%.
التوجه إلى السوق العراقي والأردني
كشف رئيس “نقابة أصحاب الفنادق اللبنانية” بيار الأشقر، عن برنامج عمل جديد لاستقطاب السياح العراقيين، واسترجاع 200 ألف سائح أردني كانوا يأتون إلى لبنان براً، وذلك عبر تخفيض تذكرة السفر ضمن باقة من التقديمات.
ويستهدف البرنامج التعويض ولو جزئياً عن تراجع أعداد السياح الخليجيين، الذين كانت أرقامهم قبل 2011 تشكل العمود الفقري للقطاع السياحي اللبناني.