الإصلاحات الجديدة في صندوق الاستثمار السعودي تدعم تحقيق التنمية المستدامة
أشار الدكتور يوانيس ايوانو، البروفيسور في الاستراتيجية وريادة الأعمال لدى كلية لندن لإدارة الأعمال في أحدث أبحاثه، إلى أن إعادة الهيكلة الناجحة في صندوق الاستثمارات العامة السعودي تمثل فرصة كبيرة، ليس فقط على مستوى المملكة فحسب، بل أيضاً على المستوى العالمي. وتعتبر إعادة الهيكلة من إحدى العوامل الأساسية لتحقيق رؤية السعودية.
ووجد ايوانو أنه إذا ما تم تطبيق رؤية 2030 بشكل فعّال وواقعي، فإنها تمثل فرصة فريدة من نوعها للمملكة العربية السعودية، للاستفادة من الدور التي تلعبه أسواق الأسهم عالمياً في تحديد الموارد المالية الشحيحة لبناء اقتصاد مستدام وتوليد وظائف وتقديم أعمال صديقة للبيئة وإنشاء مؤسسات اجتماعية شاملة.
وتهدف خطة إعادة الهيكلة إلى خفض الإسراف الحكومي، وإنشاء الاقتصاد غير النفطي من خلال زيادة استثمارات القطاع الخاص والتمهيد لاستفادة السكان من التنوع الاقتصادي، والذي يرى فيه ايوانو مساهمة حقيقية في خلق العديد من الفوائد على المجتمعات، والوصول إلى اقتصاد مستدام.
وتركز الأبحاث التي قام بها الدكتور ايوانو على عناصر الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية للشركات، مشيراً إلى عوامل النجاح لصندوق النفط النرويجي في الولايات المتحدة الأمريكية بقيمة 870 مليار دولار، وقال: "يعتبر الصندوق النرويجي من أكبر الصناديق السيادية في العالم، وهو الذي دمج بشكل واضح القضايا البيئية والاجتماعية والحكومية باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من استثماراته، حيث قام بالتخلي عن 23 شركة منتجة لنفط النخيل واستبعد أربعة من التكتلات الصناعية الأكبر في أسيا بسبب المخاوف من الأضرار البيئية."
وأضاف ايوانو: "لقد باتت قضايا الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية من التحديات الأساسية التي تواجه البشرية في السنوات الأخيرة حول العالم، بدءاً من التغير المناخي إلى الفساد والفقر المنتشر على سبيل المثال لا للحصر. مما يؤكد على أن الاستدامة هي الحل الأمثل للحد من هذه المشاكل."
وفي السياق ذاته، يرى الدكتور ايوانو بأن النتائج ستكون الإيجابية على الصعيد العالمي إذا ما تم تنفيذ رؤية السعودية 2030 بنجاح، كمساعدة الدول التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وتسهم في تحفيز الجهود العالمية لتخفض معدلات انبعاثات الكربونية التي نصت عليها اتفاقية باريس."
وتابع قائلاً: "ليس هناك أدنى شك أن تنفيذ مثل هذه الخطط بالطريقة الأفضل يمثل تحدياً كبيراً، وهو ليس بالأمر السهل، لكن باعتقادي أن دعم المتغيرات المحلية والعالمية والتي غالباً ما تهدف إلى اقتصاد مستدام وشامل وشفاف هي المحور الرئيسي لهذه الرؤية."