كبير في مختلف مجالات عملها منذ خصخصة مجموعة الاتصالات الأردنية العام 2001، والتي اعتبرها الخبراء قصة نجاح بارزة وغير مسبوقة لنهج الخصخصة في الأردن، وذلك لآثارها الإيجابية على القطاع والاقتصاد بشكل عام.
مشاركة في التنمية المستدامة
وتمكنت الشركة من الاستفادة من مكانة علامتها التجارية العالمية للإسهام في ردم الفجوة التقنية والرقمية، والمشاركة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة عبر دعم أولويات المجتمع المحلي من خلال سلسلة واسعة من المبادرات المجتمعية التي نفذتها بشكل منفرد أو بالشراكة والتعاون مع شبكة من الشركاء من المؤسسات ومنظمات المجتمع المختلفة من أجل تمكين أبناء المجتمع، وبناء مواطنين منتجين، وبالتالي بناء أردن أفضل وأقوى ومن خلال استراتيجية طويلة المدى صممتها بشكل يضمن تقديم قيمة نوعية مضافة وقابلة للقياس لكافة المعنيين وأصحاب المصلحة.
وكانت Orange الأردن وعبر الشريك الفرنسي "Orange العالمية" (فرانس تيليكوم سابقاً) اتخذت فور اتمام عملية الخصخصة العديد من الخطوات، فضخت الاستثمارات، وصاغت الخطط والسياسات، وأطلقت على يد الخبراء المتخصصين الاستراتيجيات المجدولة زمنياً التي تميزت حينها بأنها كانت خارطة طريق للقطاعين الخاص والعام في الوقت ذاته، والتي ساهمت مجتمعة في إحداث التغييرات الجذرية في جوانب عملها وفي المشهد العام لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
ووضعت الشركة على عاتقها ومنذ دخولها السوق الأردنية الارتقاء بالقطاع الذي حظي باهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني منذ توليه سلطاته الدستورية، والذي كانت أولى لبناته قد وضعت عام 1921 لدى إنشاء دائرة البريد والبرق التي ظلت تقدم خدمات التلغراف والبريد حتى العام 1951، ثم أنشئت وزارة متخصصة بالاتصالات كرست جهودها لتحسين وتوسيع خدمات الاتصالات الهاتفية والبرقية، إلى أن تم العام 1971 إنشاء مؤسسة الاتصالات السلكية واللاسلكية المملوكة للحكومة والتي تولت تأمين الاتصالات السلكية واللاسلكية الأرضية منها والفضائية للبلاد وتنظيمها.
توسعة شبكة الاتصالات
وعملت الوزارة على توسعة شبكة الاتصالات الأردنية بشكل ملحوظ خلال الفترة ما بين 1973 و1985 والتي تبعها العديد من التغييرات التي كان من أبرزها إنشاء هيئة تنظيم قطاع الاتصالات وما تلاه من تحويل المؤسسة إلى شركة مساهمة عامة تملك الحكومة كامل أسهمها في العام 1997 تحت اسم "شركة الاتصالات الأردنية" كخطوة أولى نحو خصخصة الشركة.
وترى الشركة حكايتها بدأت مع البدء ببرنامج الخصخصة التي تعود جذورها لرغبة الحكومة في تطوير قطاع الاتصالات وتحريره، نظراً لإيمانها بأنه قطاع واعد يمكنه جذب المزيد من الاستثمارات.
وتأتي نتائج التقرير العالمي لتكنولوجيا المعلومات لعام 2015 التي أبرزت احتلال الأردن للمرتبة الثانية والخمسين على مستوى العالم في محور الجاهزية التكنولوجية الرئيسية، شاهدةً على مدى التقدم الذي أحرزته المملكة في تطوير مشهد الاتصالات المحلي الذي تصدرت Orange الأردن قيادته، حيث استطاعت في المرحلة الأولى تحصيل جزء كبير من مديونية الحكومة لها والتي توزعت آنذاك على الوزارات والمؤسسات المالية بموجب الاتفاقية التي تم إبرامها مع وزارة المالية لسداد شركة الاتصالات دين الحكومة، كما مكنت الحكومة الأردنية من استخدام 82 % من إجمالي عوائد خصخصة شركة الاتصالات لسداد جزء من الدين العام الخارجي.
وفي المرحلة التالية، آتت الخصخصة ثمار التطوير المستمر للشبكة الخاصة بـ Orange الأردن عبر تطويرها للمقاسم والمحطات والمعدات والأجهزة والأنظمة التقنية وآليات العمل وإجراءاته، ونقل التكنولوجيا الحديثة والمتقدمة إلى المملكة، فضلا عن تحسين وتعزيز تجربة الزبائن والفوترة والتحصيل، هذا إلى جانب الاستثمار في الموارد البشرية والكفاءات وبناء القدرات، وتحسين بيئة العمل وغيرها الكثير مما انعكست آثاره الإيجابية على انتشار كل ما هو جديد من حلول وخدمات ومنتجات وعروض في عالم الاتصالات، ووضعها في متناول الجميع بأسعار في متناول الجميع وضمن باقات وحزم تلبي مختلف احتياجات الأفراد والمؤسسات من مختلف الشرائح والقطاعات.
توفير فرص عمل
لم تكتف Orange الأردن بهذا الحد من العمل والإنجاز، حيث سعت لوضع بصماتها الإيجابية على التطور الاقتصادي والاجتماعي المستدام، وذلك من خلال استحداثها وتوفيرها لفرص العمل المباشرة المستدامة وآلاف الوظائف الأخرى غير المباشرة من خلال الشركات الحليفة والمتعاونة معها، وبالتالي المساهمة في تعزيز التمكين الاقتصادي والاجتماعي لدى كافة الشرائح المجتمعية بالاعتماد على استراتيجية طويلة المدى للمسؤولية المؤسسية المجتمعية هدفت خلالها لإحداث المزيد من التغييرات الإيجابية لتحسين واقع الحياة اليومية في شتى مجالات الحياة.
انتهجت Orange الأردن تعزيزاً لإرثها العريق نهجاً مرناً جديداً يعزز قدرتها على مواصلة التميز في تلبية احتياجات قاعدة زبائنها التي تصل إلى 4.8 مليون مشترك، مع منحهم المزيد من القيمة مقابل السعر، وذلك بإطلاقها في العام 2015 استراتيجية جديدة "Essentials 2020"، تتميز بالطموح والتفرد، وتتمحور حول منح الزبائن كل على حدة وأينما تواجدوا تجربة وخدمة لا تضاهى، بالتركيز على خمسة محاور رئيسية تتمثل في تقديم خيارات اتصال أكثر تنوع وغنى، وإعادة تشكيل العلاقة التي تربطها مع زبائنها، وبناء نموذج عمل رقمي متطور ويهتم بالناس ويتوجه نحوهم بكل ما يقدمه، هذا بالإضافة إلى مساندة الزبائن من قطاع الشركات في تنمية أعمالهم، وتنويع عملياتها بالاستفادة من أصولها على نحو أكثر فعالية.
وستواصل Orange الأردن عملها بجد وإخلاص في تشكيل التوجهات في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وفي مجال المسؤولية الاجتماعية، وذلك ترجمة لرؤية سيد البلاد في الارتقاء بالقطاع والأردن.
أهداف متصلة بالثورة العربية الكبرى
يأتي هذا السرد التاريخي بالتزامن مع ذكرى الثورة العربية الكبرى والأهداف الكبرى التي قامت من أجل تحقيقها، والتي كان أبرزها وأسماها بناء كيان عربي حر ومستقل، يسهم في إحياء الأمجاد العربية من خلال تحقيق التطور المتكامل والشامل للأمة، وعبر البناء المتواصل عليه بالشكل الأمثل.
وباعتبار المملكة حاضنة الثورة العربية الكبرى، وحاملة رسالتها النهضوية والإنسانية، فقد شهدت مسيرة عطاء ما يزال يتواصل، قادها الهاشميون منذ تأسيس إمارة شرق الأردن في عهد الملك المؤسس عبدالله الأول، والذي تبع بنيل الاستقلال ووضع الدستور في عهد الملك طلال، ومن ثم بناء مؤسسات الدولة الحديثة وإرساء دعائمها في عهد الملك الباني الحسين بن طلال، وصولاً إلى تحقيق النقلات النوعية في جميع المجالات التي يأتي هذا اليوم ليكون شاهداً عليها، والتي أحرزها قائد المسيرة الحالية جلالة الملك عبدالله الثاني، وذلك بفضل العمل الجاد والإنجاز الذي كلل مسيرة البناء، وخطى بالأردن لمكانة مرموقة بين دول العالم كدولة عصرية متمسكة بالحداثة، لكنها لا تزال ملتزمة بثوابتها الوطنية والقومية.
ولمّا كان بناء الدولة الحديثة يستلزم تشييد وبناء وتطوير البنى التحتية المتقدمة في شتى المجالات، والتي مهدت الطريق لعملية البناء الاجتماعي والاقتصادي والتحول الديمقراطي بالتركيز على قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كونه محوراً رئيسياً من محاور التنمية، وركيزة أساسية في قياس تطور الأمم.