عمل الأطفال في الأردن: واقع اقوى من التشريعات والسياسات


أنباء الوطن -

 

أشارت‭ ‬ورقة‭ ‬تقدير‭ ‬موقف‭ ‬أن‭ ‬واقع‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬التشريعات‭ ‬والسياسات‭ ‬الأردنية‭ ‬التي‭ ‬منعت‭ ‬تشغيل‭ ‬الأطفال،‭ ‬ولم‭ ‬تمنع‭ ‬النصوص‭ ‬التشريعية‭ ‬الأردنية‭ ‬الواضحة‭ ‬التي‭ ‬تحظر‭ ‬تشغيل‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬اتساع‭ ‬رقعة‭ ‬عمالة‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬الأردن‭.‬

جاء‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬ورقة‭ ‬تقدير‭ ‬موقف‭ ‬اعدها‭ ‬المرصد‭ ‬العمالي‭ ‬الأردني‭ ‬التابع‭ ‬لمركز‭ ‬الفينيق‭ ‬للدراسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بمناسبة‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬لمكافحة‭ ‬عمالة‭ ‬الأطفال،‭ ‬والذي‭ ‬يصادف‭ ‬في‭ ‬الثاني‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬حزيران‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭.‬

وجاء‭ ‬في‭ ‬الورقة‭ ‬أن‭ ‬أعداد‭ ‬الأطفال‭ ‬المنتشرين‭ ‬بكثرة‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬الأردني‭ ‬كفيل‭ ‬بإعطاء‭ ‬صورة‭ ‬أكثر‭ ‬واقعية‭ ‬من‭ ‬المؤشرات‭ ‬الاحصائية‭ ‬الرسمية‭ ‬وغير‭ ‬الرسمية‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تداولها‭ ‬بين‭ ‬المعنيين‭ ‬من‭ ‬صناع‭ ‬السياسات‭ ‬والباحثين‭ ‬والمختصين‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬والدولية‭. ‬والرقم‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬الحديث‭ ‬عنه‭ (‬33‭) ‬الف‭ ‬طفل‭ ‬تم‭ ‬تطويره‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2006‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بالواقع‭. ‬مع‭ ‬ظهرور‭ ‬مؤشرات‭ ‬احصائية‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬2016‭ ‬استندت‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬مسحية‭ ‬اجرتها‭ ‬منظمة‭ ‬العمل‭ ‬الدولية‭ ‬تفيد‭ ‬أن‭ ‬عمالة‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬وصلت‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬100‭ ‬الف‭ ‬طفل‭.‬

وأشارت‭ ‬الدراسة‭ ‬كذلك‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬الى‭ ‬اتساع‭ ‬عمالة‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬داخلية‭ ‬واسباب‭ ‬خارجية‭. ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬بنية‭ ‬وطبيعة‭ ‬الواقع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬الأردن،‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬تفاقم‭ ‬التفاوت‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وعدم‭ ‬المساواة،‭ ‬وضعف‭ ‬مؤشرات‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬والتي‭ ‬نجمت‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬عن‭ ‬تنفيذ‭ ‬سياسات‭ ‬اقتصادية‭ ‬لا‭ ‬تأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬النتائج‭ ‬والآثار‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لهذه‭ ‬السياسات،‭ ‬وتركزت‭ ‬هذه‭ ‬السياسات‭ ‬على‭ ‬تحرير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬والامعان‭ ‬بتنفيذ‭ ‬سياسات‭ ‬مالية‭ ‬تقشفية‭ ‬متنوعة‭. ‬والذي‭ ‬أدى‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬الى‭ ‬تراجع‭ ‬المستويات‭ ‬المعيشية‭ ‬لقطاعات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬الأردنية‭ ‬والتي‭ ‬برزت‭ ‬مؤشراتها‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬ازدياد‭ ‬رقعة‭ ‬الفقراء،‭ ‬فالمؤشرات‭ ‬الرسمية‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬تفيد‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬الفقر‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬ارتفع‭ ‬من‭ ‬13‭.‬3‭% ‬عام‭ ‬2008‭ ‬الى‭ ‬14‭.‬4‭% ‬عام‭ ‬2010،‭ ‬واقترابها‭ ‬من‭ ‬20‭% ‬في‭ ‬عام‭ ‬2014،‭ (‬نتائج‭ ‬لم‭ ‬تعلن‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة‭).‬

ناهيك‭ ‬عن‭ ‬نسبة‭ ‬‮«‬الفقراء‭ ‬العابرين‮»‬‭ ‬الذين‭ ‬عاشوا‭ ‬الفقر‭ ‬ثلاثة‭ ‬اشهر‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬السنة،‭ ‬وهم‭ ‬الشريحة‭ ‬الدنيا‭ ‬من‭ ‬الطبقة‭ ‬الوسطى،‭ ‬والتي‭ ‬تشير‭ ‬أرقام‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬الحديثة‭ ‬أن‭ ‬نسبتهم‭ ‬تقارب‭ ‬18‭.‬6‭% ‬من‭ ‬المجتمع‭. ‬وللأسف‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬مؤشرات‭ ‬حديثة‭ ‬ونحن‭ ‬الان‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬توضح‭ ‬مستويات‭ ‬الفقر‭ ‬في‭ ‬الأردن‭. ‬والأطفال‭ ‬العاملين‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬يكونوا‭ ‬من‭ ‬أسرة‭ ‬فقيرة،‭ ‬تضطر‭ ‬لدفع‭ ‬ابنائها‭ ‬الى‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬دخل‭ ‬للأسرة،‭ ‬و‭/‬أو‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬الانفاق‭ ‬على‭ ‬اطفالها‭ ‬في‭ ‬المدارس‭.‬

يضاف‭ ‬الى‭ ‬ذلك‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬التسرب‭ ‬من‭ ‬المدارس‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الأساسية،‭ ‬والتي‭ ‬تقارب‭ (‬0.5%‭) ‬سنويا،‭ ‬وفي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬تزيد‭ ‬عن‭ ‬1‭ %‬،‭ ‬والذي‭ ‬يعود‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الأسباب،‭ ‬ويساهم‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬انخراط‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭.‬

وفاقم‭ ‬دخول‭ ‬مئات‭ ‬الآف‭ ‬اللاجئيين‭ ‬السوريين‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬مضاعفة‭ ‬أعداد‭ ‬العاملين‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬الأردني‭. ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬ضعف‭ ‬الخدمات‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬للاجئين‭ ‬السوريين،‭ ‬اذ‭ ‬لا‭ ‬تكفي‭ ‬المساعدات‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬هذه‭ ‬المنظمات‭ ‬للاجئين‭ ‬لتوفير‭ ‬بمستويات‭ ‬مقبولة‭ ‬من‭ ‬شروط‭ ‬الحياة‭ ‬اللائقة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يدفع‭ ‬هذه‭ ‬الأسر‭ ‬الى‭ ‬تشجيع‭ ‬أطفالها‭ ‬للانخراط‭ ‬بسوق‭ ‬العمل‭. ‬ومع‭ ‬ازدياد‭ ‬تدفق‭ ‬اللاجئين‭ ‬السوريين‭ ‬الى‭ ‬الأردن‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬تفاقمت‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬بشكل‭ ‬ملموس،‭ ‬حيث‭ ‬أصبح‭ ‬واضحا‭ ‬للعيان‭ ‬كثافة‭ ‬تواجد‭ ‬الأطفال‭ ‬السوريين‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬الأردني‭ ‬وفي‭ ‬أعمال‭ ‬مختلفة،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬يتكثف‭ ‬فيه‭ ‬وجود‭ ‬اللاجئين،‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬شمال‭ ‬الأردن،‭ ‬وبدرجات‭ ‬أقل‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الوسط‭. ‬

وأشار‭ ‬أحمد‭ ‬عوض،‭ ‬مدير‭ ‬مركز‭ ‬الفينيق‭ ‬للدراسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وامعلوماتية،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬رغم‭ ‬أهمية‭ ‬الجهود‭ ‬والبرامج‭ ‬والمشاريع‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬وما‭ ‬تزال‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأردنية‭ ‬الرسمية‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬ومنظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬الأردنية‭ ‬والعالمية‭ ‬والتي‭ ‬تهدف‭ ‬الى‭ ‬اعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬الأطفال‭ ‬العاملين‭ ‬واعادتهم‭ ‬الى‭ ‬مقاعد‭ ‬الدراسة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬بعض‭ ‬النجاحات‭ ‬في‭ ‬دمج‭ ‬الأطفال‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬التعليمي،‭ ‬الا‭ ‬أن‭ ‬مشكلة‭ ‬اتساع‭ ‬رقعة‭ ‬الأطفال‭ ‬المنخرطين‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬تزايد‭ ‬مستمر‭. ‬

وأفادت‭ ‬الورقة‭ ‬أن‭ ‬التشريعات‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬عمل‭ ‬الأطفال‭ ‬تتوائم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬مع‭ ‬المعايير‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬المذكورة،‭ ‬اذ‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬العمل‭ ‬الأردني‭ ‬رقم‭ (‬8‭) ‬لسنة‭ ‬1996‭ ‬والتعديلات‭ ‬التي‭ ‬أجريت‭ ‬عليه،‭ ‬يحظر‭ ‬تشغيل‭ ‬الأطفال‭ ‬والأحداث،‭ ‬فقد‭ ‬نصت‭ ‬المادة‭ (‬73‭) ‬منه،‭ ‬على‭ ‬منع‭ ‬تشغيل‭ ‬الأحداث‭ (‬الأطفال‭) ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يكملوا‭ ‬السادسة‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬عمرهم‭ ‬بأي‭ ‬صورة‭ ‬من‭ ‬الصور،‭ ‬وحظرت‭ ‬المادة‭ (‬74‭) ‬من‭ ‬القانون‭ ‬ذاته‭ ‬تشغيل‭ ‬الأحداث‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يكملوا‭ ‬الثامنة‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬عمرهم‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬الخطرة‭ ‬أو‭ ‬المضرة‭ ‬بالصحة‭. ‬وهذا‭ ‬ينسجم‭ ‬مع‭ ‬المعايير‭ ‬الدولية‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الدولية‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬بإلغاء‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬عمالة‭ ‬الأطفال‭ ‬أهمها‭ ‬اتفاقية‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬عام‭ ‬1989‭ ‬ودخلت‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ‭ ‬عام‭ ‬1990،‭  ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬بعض‭ ‬اتفاقيات‭ ‬منظمة‭ ‬العمل‭ ‬الدولية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬اتفاقية‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬لسن‭ ‬الاستخدام‭ ‬رقم‭ ‬138،‭ ‬واتفاقية‭ ‬حظر‭ ‬أسوأ‭ ‬أشكال‭ ‬عمل‭ ‬الأطفال‭ ‬رقم‭ ‬182،‭ ‬واتفاقية‭ ‬العمل‭ ‬الجبري‭ ‬رقم‭ ‬29‭.‬

وتفيد‭ ‬القراءات‭ ‬التي‭ ‬طورها‭ ‬فريق‭ ‬المرصد‭ ‬العمالي‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬الفينيق‭ ‬للدراسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والمعلوماتية،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬متابعته‭ ‬لسوق‭ ‬العمل،‭ ‬أن‭ ‬عمالة‭ ‬الأطفال‭ ‬الأردنية‭ ‬والسورية‭ ‬تتكثف‭ ‬بين‭ ‬الذكور‭ ‬وفي‭ ‬القطاع‭ ‬غير‭ ‬المنظم،‭ ‬حيث‭ ‬هنالك‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬يعملون‭ ‬كبائعين‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬وعلى‭ ‬الإشارات‭ ‬الضوئية‭ ‬وفي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الحرف‭ ‬مثل‭ ‬النجارة‭ ‬والحدادة‭ ‬وتصليح‭ ‬المركبات‭ ‬وأعمال‭ ‬الدهان‭ ‬وتنظيف‭ ‬السيارات‭ ‬والمطاعم‭ ‬والمخابز،‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬الأخرى‭.‬

وأوضح‭ ‬عوض‭ ‬أن‭ ‬مختلف‭ ‬الدراسات‭ ‬تشير‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬الأطفال‭ ‬العاملين‭ ‬يتعرضون‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬أثناء‭ ‬عملهم‭ ‬وأبرزها‭ ‬الضرر‭ ‬من‭ ‬الآلات‭ ‬الثقيلة‭ ‬والأصوات‭ ‬العالية‭ ‬والإضاءة‭ ‬الضعيفة‭ ‬والتعرض‭ ‬للمواد‭ ‬الكيميائية،‭ ‬ولإصابات‭ ‬عمل‭ ‬بحكم‭ ‬عدم‭ ‬موائمة‭ ‬قدراتهم‭ ‬الجسمانية‭ ‬وطبيعة‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬يقومون‭ ‬بها‭. ‬هذا‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬غالبيتهم‭ ‬يعملون‭ ‬بأجور‭ ‬متدنية‭ ‬جدا،‭ ‬وبساعات‭ ‬عمل‭ ‬طويلة،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬سوء‭ ‬المعاملة‭ ‬والاهانات‭ ‬النفسية‭ ‬والجسدية‭ ‬التي‭ ‬يتعرضون‭ ‬لها‭ ‬أثناء‭ ‬عملهم،‭ ‬وفي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬الى‭ ‬اعتداءات‭ ‬جنسية‭. ‬ويعاني‭ ‬الأطفال‭ ‬العاملين‭ ‬من‭ ‬مشكلات‭ ‬واضطرابات‭ ‬نفسية‭ ‬واجتماعية‭ ‬وجسمية‭. ‬

وأوصت‭ ‬الورقة‭ ‬بضرورة‭ ‬اعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬عززت‭ ‬التفاوت‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وأدت‭ ‬الى‭ ‬زيادة‭ ‬معدلات‭ ‬الفقر،‭ ‬وضرورة‭ ‬تحمل‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لمسؤولياته‭ ‬تجاه‭ ‬اللاجئين‭ ‬السوريين،‭ ‬للحؤول‭ ‬دون‭ ‬اضطرارهم‭ ‬لدفع‭ ‬أطفالهم‭ ‬الى‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬لمساعدة‭ ‬اسرهم‭ ‬في‭ ‬تغطية‭ ‬نفقاتهم‭ ‬الأساسية‭. ‬وتطوير‭ ‬العملية‭ ‬التربوية‭ ‬والتعليمية‭ ‬خلال‭ ‬المرحلة‭ ‬الأساسية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬تسرب‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬مدارسهم‭. ‬وتشديد‭ ‬الرقابة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬على‭ ‬الأماكن‭ ‬التي‭ ‬تتركز‭ ‬فيها‭ ‬عمالة‭ ‬الأطفال،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬القوانين‭ ‬التي‭ ‬تحظر‭ ‬عمل‭ ‬الأطفال،‭ ‬ووضع‭ ‬عقوبات‭ ‬رادعة‭  ‬بحق‭ ‬المخالفين‭ ‬وعدم‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بدفع‭ ‬غرامات‭ ‬بسيطة،‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تفعيل‭ ‬الحملات‭ ‬التوعوية‭ ‬حول‭ ‬الآثار‭ ‬السلبية‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬والأسر‭. ‬وضرورة‭ ‬تطوير‭ ‬قاعدة‭ ‬بيانات‭ ‬دقيقة‭ ‬يتم‭ ‬تحديثها‭ ‬دوريا‭ ‬لعمالة‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬الأردن‭.‬

وينطبق‭ ‬مفهوم‭ ‬عمالة‭ ‬الأطفال‭ ‬على‭ ‬فئتين،‭ ‬الاولى‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬الأطفال‭ ‬دون‭ ‬سن‭ ‬16‭ ‬عاما،‭ ‬ويحظر‭ ‬تشغيلهم‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال،‭ ‬والشريحة‭ ‬الثانية‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬ما‭ ‬بين‭ (‬16-18‭) ‬عاماً،‭ ‬يسمح‭ ‬بتشغيلهم‭ ‬في‭ ‬مهن‭ ‬غير‭ ‬خطرة‭ ‬وغير‭ ‬مضرة‭ ‬بالصحة‭. ‬وتفيد‭ ‬المؤشرات‭ ‬الاحصائية‭ ‬العالمية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بعمالة‭ ‬الأطفال‭ ‬والصادرة‭ ‬عن‭ ‬منظمة‭ ‬العمل‭ ‬الدولية‭ ‬أن‭ ‬العدد‭ ‬الإجمالي‭ ‬للأطفال‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬يبلغ‭ (‬168‭) ‬مليون‭ ‬طفل،‭ ‬يعمل‭ (‬85‭) ‬مليون‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬الخطرة‭. ‬وتتركز‭ ‬النسبة‭ ‬الأكبر‭ ‬منهم‭ (‬78‭) ‬مليون‭ ‬تقريبا‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬آسيا‭ ‬والمحيط‭ ‬الهادي‭.‬

‭....................‬

‭- ‬عن‭ ‬‮«‬المرصد‭ ‬العمالي‮»‬