خبيرة استراتيجية تتوقع أن تلحق الأسهم الأوروبية بنظيرتها الأميركية
في الوقت الذي يُرسل فيه المستثمرون الأسهم الأميركية إلى قمم وذروات جديدة، ساحبين أموالهم من أوروبا، تراهن الاستراتيجية البارزة سبريا مينون – من الشركة السويسرية "بيكتيت لإدارة الأصول" التي تدير رأس مال من 150 مليار دولار- على أن هذا الاتجاه سينعكس عند نقطة ما.
وتتوقع مينون أن يتغلب مؤشر "يورو ستوكس 50" على "ستاندرد آند بور 500" في الشهور الستة القادمة. وبينت في هذا الخصوص أن التقييمات الأقل واحتمالية إنتعاش المكاسب، فضلاً عن احتمالية تحصيل تحفيزات أكثر من البنك المركزي، تشع في الأفق.
وفي الحقيقة، فحتى عقب الارتفاع بنسبة 6 % خلال أربعة أيام، سيتطلب اللحاق بالأسهم الأميركية الكثير من الدرجات على المؤشر الأوروبي الذي بقي منخفضاً بنسبة 10 % خلال العام الحالي، وذلك بالمقارنة مع مؤشر "ستاندرد آند بور 500" الذي ارتفع بما يقارب 5 %. ومع ذلك، هناك شيء واحد يصب في مصلحة المؤشر الأوروبي، وهو التقييم: فلم يكن المؤشر أخفض مما هو عليه الآن بالنسبة للولايات المتحدة، وفقاً لبيانات "بلومبيرغ" التي تعود إلى العام 2005.
وعلى صعيد متصل، قالت مينون عبر الهاتف: "نحن نتوقع أن ينعكس الأداء، منذ بداية العام وحتى الآن، لتتفوق أوروبا على مؤشر (ستاندرد آند بور 500) خلال الشهور الستة المقبلة". وأضافت: "وذلك بالنظر إلى حقيقة أن الأسهم الأوروبية حققت ذروة في المبيعات على كافية المقاييس في المؤشرين (يورو ستوكس 50) و(يورو ستوكس 600)".
وفي حين أن تقييمات إيرادات "ستاندرد آند بور 500" واصلت الارتفاع منذ العام 2009، تحركت توقعات أرباح "يورو ستوكس 50" في الاتجاه المعاكس في الفترة التي تلت العام المذكور، منهارةً إلى الإنخفاض الأدنى في سبع سنوات في وقت سابق من العام الجاري. ولكن فجوة المكاسب بين المؤشرين ستنتهي على مدى السنوات القليلة المقبلة، بل وسيتحول المد لصالح الأسهم الأوروبية أيضاً، وفقاً لمينون.
وربما يعزز قرار انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي المزيد من التعاون الدولي والمطالبات بسياسة نقدية أكثر مورنة أيضاً. ويمكن لتقديم البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا حوافز إضافية أن يصب إيجابياً في مصلحة النمو الأوروبي، كما بينت مينون.
ووفقاً لتقرير صدر عن بنك أميركا يوم الجمعة الماضي، كان استشهد ببيانات شركة "إي بي إف آر جلوبال"، كافحت أسهم المنطقة كثيراً في استرداد الخسائر التي عقبت تصويت خروج بريطانيا من الاتحاد، خاصة مع سحب المستثمرين أموالهم من الصناديق للأسبوع الـ22 على التوالي.
وحتى قبل الاستفتاء، كانت أسهم منطقة اليورو تعاني من القلق إزاء آفاق القارة العجوز الاقتصادية، لاسيما مع عدم اليقين السياسي في إسبانيا وقوة النظام المصرفي الإيطالي. وكان الاستراتيجيون عكسوا، في شهر نسيان (إبريل)، مزاعم إمكانية تحقيق "يورو ستوكس 50" مكاسب جيدة هذا العام، ليتوصلوا على إعتقادهم بأنه سينخفض.
وبواقع الحال، تشارك مجموعة "بيكتيت" مجموعة من مدراء الصناديق، مثل "جي بي" لإدارة الأصول، في الدعوة إلى اقتناص الفرص. وقد حافظت الشركة السويسرية عل ثقلها في الأسهم الأوروبية خلال فترة التصويت لخروج بريطانيا من الاتحاد، كما وقامت بتحديث تقييماتها حول الأسهم العالمية والبريطانية عقب الاستفتاء.
وتقول مينون، في سياق متصل، إن مخاطر التي تواجهها أسهم المنطقة مبالغٌ فيها، لاسيما وأن الجنيه الاسترليني الأضعف سيواصل في دهم المُصدرين. لقد دخل مؤشر "إف اي إس إي 100" سوق الأسهم الناهض يوم الاثنين، ليحقق ارتفاعاً يزيد بنسبة 20 % عند الانخفاض الذي مر به في شهر شباط (فبراير).
ويتداول "يورو ستوكس 50" عند 12,8 من الأرباح المقدرة، مقابل ما يقارب 17 بالنسبة لـ"ستاندرد آند بور 500". وإذا أخذنا الأمر من منظور السعر بالنسبة للقيمة الدفترية، فالأسهم الأميركية أكثر تكلفة من نظيرتها الأوروبية بمرتين. وسوف ترتفع أرباح شركات منطقة اليورو بنسبة 13 % في العام 2017، بصرف النظر عن تراجعها هذا العام، وذلك وفقاً لتقديرات المحللين وتماشياً مع زيادة الـ14 % في توقعات شركات "ستاندرد آند بور 500".
وكانت مينون أشارت إلى أن آفاق القطاع المصرفي في أوروبا، الأكثر تضرراً هذا العام، ستبدأ بالتحسن هي الأخرى في حال نوى البنك المركزي الأوروبي جمع حزمة إعادة رسملة جديدة. ونوهت إلى أن المقرضين الإيطاليين يقدمون "قيمة مقنعة"، لكن أية توقعات مستقبلية ستتوقف على إذا ما قامة بإعادة رسملتهم أم لا، وتحتفظ الشركة بتقييم محايد للقطاع في الوقت الراهن. وقابلت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، وزير المالية الإيطالي، بيير كارلو بادان، يوم الثلاثاء الماضي كإشارة إلى الثقة بأنه سيتم تجنب أزمة مصرفية إيطالية جديدة.
وفي نهاية المطاف، أوضحت مينون أن: "الجميع يرسمون صورة لعدم يقين عميق من حيث المستقبل السياسي للمشروع الأوروبي. ولكنك إذا ما كنت تملك تصوراً أكثر تشاؤماً، ستكون توجد مبرراً للمخاطر المحتملة. وإذا ما فكرت، كما نفعل نحن، بأن هناك سيناريو بديل محتمل الحدوث، ستكون الصورة مقنعة".