ديمقراطية الهاشميين على منابر البرلمان
هي حقاً لحظة تاريخية للأردن، عندما يتواصل العمل لقيام حكومة برلمانية، تكون فيها الانتخابات هي الأداة الرئيسية والسبيل الأهم للولوج في عملية البناء السليم والمتواصل من أجل رفعة الوطن وضمان حصانة ورسوخ جبهته الداخلية، مسنودة بقيادة هاشمية حكيمة على رأسها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، عميد آل البيت الكرام.وهنا لا يخفى على الجميع أن تلك المنافسة الكبيرة التي يتجهز لخوضها المئات من المترشحين للانتخابات البرلمانية والتي ستبصر النور بعد منتصف أيلول المقبل، ستضع المتنافسين أمام أمانة ثقيلة، تتجسد بمفهومها الوطني الخالص بأن يتجند أولئك النواب من أجل مواصلة البناء والتقدم لما أنجزه وينجزه جلالة الملك في سبيل القضاء على التحديات المختلفة التي تواجه المواطن الأردني في هذا الوطن الغالي.فلا بد من تبليغ رسالة واضحة إلى كل المرشحين لخوض غمار ذلك الاستحقاق الوطني الهام، مع احترامنا الكبير لهم جميعهم، بأن يضعوا نصب أعينهم مصلحة الوطن الأولى، الا وهي الحفاظ على تماسك جبهته الداخلية، وإبقائه متماسكاً، صلباً، صامداً في وجه كل الظروف والمتغيرات الصعبة التي تشهدها المنطقة، وأن يكون ذلك كله بعيداً عن كل أشكال المصالح الضيقة التي لن تعود علينا إلا بتعميق الظواهر السلبية التي لا تتناغم مع المسيرة الوطنية والإصلاحية، مسيرة الأمل والتغيير الإيجابي والصمود.فالتحديات التي تواجه كل مواطن في مملكتنا الحبيبة هائلة، ويجب أن تكون بلا أدنى شك على رأس أولويات كافة الكتل البرلمانية المتنافسة، على صعيد أزمة البطالة والطاقة والسياسة الضريبية والضمان الاجتماعي والسياسة التعليمية، فضلاً عن تحسين الخدمات التي تمس مصالح المواطنين وحماية حقوق المواطنة وحقوق الإنسان وصياغة السياسات والمساهمة بشكل فعال في صناعة القرار من أجل ضمان الوصول إلى عملية إصلاح متكاملة خالية من كل أشكال النقص والسلبية.وها هو وطننا الغالي ينعم بديمقراطية كافية لأي عملية إصلاح شاملة، في صورة ايجابية مُلهمة، يعود الفضل فيها لصاحب الجلالة حفظه الله ورعاه، بوقوفه المباشر على كل عمليات الإصلاح والقضاء على مظاهر الفساد، وتوفير البيئة الخصبة للإصلاح ودعم وتقوية ركائز الاقتصاد الوطني وتمكين كافة أجهزة الدولة من الاستعداد ومواصلة المُضي في تحقيق مهمات صعبة، حققت الرفعة والريادة للأردن على مستوى الاقتصاد والأمن والاستقرار والسلام.وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى الأوراق النقاشية الخمسة التي وضعها جلالته وطرح فيها رؤيته العميقة والشاملة للإصلاح، متبنيا التعددية الحزبية على ما تنطوي عليه في الاختلاف في المعتقدات والأفكار السياسية والحلول المطروحة لمشاكل الأردن ما دام الهدف هو خدمة الوطن والمواطن.وهنا لا بد من التشديد على أن الفائزين في انتخابات مجلس النواب سيكون أمامهم مهام جسام وملفات معقدة، ويجب أن يقوم كل واحد منهم بدوره على أكمل وجه من أجل تحقيق مصلحة البلاد التي بلا شك ستحمي مصالح كل المواطنين في مملكتنا، وستضمن تعزيز كل أشكال التعاضد والتكافل بما يضمن بقاء أردننا في مقدمة دول المنطقة، وصاحب الرسالة الرائدة في كافة المجالات.مع خالص التقدير وأطيب الأماني للجميع بالتوفيق والنجاح.