عجبا
عجبا يفوق العجب نفسه مما نشاهد باأعيننا وعلى القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي ومما نسمع عن تصرفات تصدر من الغالبية في مجتمعنا تسيء للسوء نفسه.. اختلط الحابل بالنابل واختلطت المسميات مع بعضها البعض وصلنا لمرحلة التوهان الحقيقي.
نشاهد ونسمع يوميا عن أحداث ووقائع في مجتمعنا تقشعر لها الأبدان (وتتيبس) لإجلها الأطراف فهناك من يقدم على قتل أمه او أباه او أخته وأخاه او زميله في العمل وهناك فئة تسعى في اعراض خلق الله.
وهناك فئات تخصص نصب وأحتيال وخداع وهناك فئة مجرمة مهمتها توزيع الحبوب المخدرة والحشيش بانواعه بين شبابنا التي هي سبب غالبية المشاكل التي ذكرتها.
لاأعرف لما الصمت عن هذه المشاكل التي غزتتا واصبحت تهدد المجتمع باأسره.
اين دور الأسرة والدولة والمجتمع معا قد يبرر البعض بأن غالبية هذه المشاكل بسبب الفقر والبطالة والحرمان نعم قد تكون احد الاسباب الرئيسةولكن هناك أسباب اخرى كثيرة اهمها التربية الأسرية وضعف الوازع الديني وكذلك ضمان البعض بعدم المحاسبة والعقاب.
من هنا لزاما على الدولة تشديد العقوبات على من يرتكب هذه الجرائم الإجتماعية وتجفيف منابعها من الاصل والدور الآخر تكاتف جميع الخيرين والغيورين من ابناء المجتمع الواحد بمحاربة هذه ألآفات الخطيرة وإجتثاثها من جذورها والوقوف صفا واحدا بوجه دعاتها واصحابها. لانريد فقط احاديث وكتابات ونصائح تكتب وتنشر هنا وهناك لانها بالنسبة لهم كغثاء السيل.
فالامور بحاجة الى جهد الجميع ليتم انقاذ مايتم إنقاذه وعدم التمترس خلف كلمة الانا والقول اللهم نفسي.
فاالنار قد تصل لثوب كل واحد فينا وحينها يصعب اخمادها. بالماضي الغير بعيد جميعنا كنا يد واحدة على الخير والمحبة وجميعنا يقف وينبذ كل من يخرج عن قيمنا ومبادئنا نغيث الملهوف ونؤمن الخائف ونطعم الفقير ونعاقب المجرم ونؤازر الدولة بمحاسبته.
مادعاني ان اكتب وانا اشعر بالمرارة هو انها اصبحت هذه الآفات ظواهر اجتماعية مستفحلة زالت عن اصحابها كل اقنعة الحياء والخجل والاخلاق والتربية بل واصبحت لدى الغالبية مباهاة( وشطارة) وبطولة وكذلك لو عدنا للتاريخ لوجدنا ان هناك امم انهارت بسبب تفشي وإنتشار الفساد والجرائم فاالعلاج بين ايدينا هو العودة الى ديننا الحنيف والالتزام بتعاليمه قال تعالى( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم: 41].
لذا من واجب كل انسان منتمي ومحب لوطنه التصدي بالفعل لهذه الآفات والوقوف سدا منيعا امامها ليبقى مجتمعنا كما عهدناه آمنا مستقرا بفضل الله وتكاتف ابناؤه ووعي وحنكة قيادته.