وتلألأت ابتسامة الأردنيين
كتب : علي عبيدات
ابتسمت الأردن كثيرًا، خلال 48 ساعة رافعةً رأسها بين دول العالم رغم وجودها في مستنقع الشرق، إلّا أنها تبتسم بعيدًا عن مزبلَة المنطقة وأكثر من مكارم المؤسسات الأردنية البائسة والدعم الوطني للكفاءات، ومن هذا أن الطالبة الأردنية المتأملة في لواء الكورة سلاف مالك عبد النبي شاركت بالمسابقة العالمية للرياضيات الذهنية ucmas السمعية «وهي الأصعب عالميا» وحصلت على بطولة العالم Grand Champion بدون منازع بين جميع المشاركين في المسابقة، وهذا انجاز غير مسبوق عربيًا، فمنذ 21 عاما لم يفز بالبطولة أي عربي.
ابتسامة أخرى لطفل أردني من عمق الحصن في لواء بني عبيد الإربدي، فقد حقق الطفل مروان الجوينات مركز وصيف أول للبطل بمسابقة عالمية للرياضيات الذهنية عن فئته العمرية. وكذلك ابتسامة العداء الأردني محمد الحموري بعد انجاز عالمي بحصوله على المركز الاول بماراثون لوس انجلوس الدولي «لونج بيتش»، بزمن مقداره ساعتين و58 دقيقة لمسافة 42 كيلومترا، عداءٌ فاز على السلحفاة الحكومية في الأردن بسرعة تفوق مكرهة الشرق الصحية.
وتلألأت ابتسامة عريضة مثل سماء انفرج غيمها بعد مكوث سحب عابسة، كانت على وجه العالم الاردني سديم القديسات الذي تعلم وتأمل وركض في مدارس اربد، فبيّض وجوهنا في مسابقة للعلماء حيث وصل لنهائي برنامج «نجوم العلوم» باختراعه جهاز قد يبعث الأمل للمصابين بالسرطان، أملٌ أكبر من مكارم تقدمها الحكومة الأردنية لصحافي منافق.
وانطلق الضحك أيضًا مع الإربدي ركان بني دومي الذي شرب من كفر الماء ومرّ بسموع وتبنة بعد أن انتزع المركز الاول من ألف مشارك ببطولة عالمية بأمريكا لبناء الاجسام بشيكاغو، أجسام لا تعرف المحسوبية للفواز مثل أجسام حكومتنا التي تحترف الخسارة.
ضحكٌ في كل مكان، ستحاول أن تستقطبه الحكومة للتكريم على شاشة التلفزيون الأردني البائس، مع مذيع عُيّن بالواسطة ويضرب إدارته مع أبناء عشيرته أو مع مذيعة تلدغ وتعاني من سمنة مفرطة، وكما حدث مع الطير الهائم في مسرة الله «الشهيد معاذ الكساسبة» سيحدث مع أصحاب هذه الابتسامات، فقد قالت المذيعة لأم الشهيد «هذه مكنسة كهربائية لتساعد البنات في عمل المنزل، ورحم الله معاذ»، بائسةٌ هذه المؤسسات. بائسة لا يليق بها الفرح. لنفرح نحن فقط.
- عن الصفحة الشخصية للكاتب