الملك والتغيير
مع بداية العام الجديد القادم ووداع العام الفائت الحافل بخيبات الأمل ربما يحق للمواطن أن ينظر بعين التفاؤل بحدوث تغيير حقيقي ملموس على جميع الأصعدة وقد عانى كثيرا وقد طالب بتغيير غده وغد أبنائه لما هو أفضل
نخاطب جلالة الملك كثيرا ولانمل من مخاطبته حتى لو لم نلمس اجابة لأننا على يقين تام أن الكثير من المسؤولين ممن هم حول الملك ليس من مصلحتهم نقل رسائلنا بأمانة لأن هذا لو حدث فهذا يعني التضحية بجميع امتيازاتهم ووضع حد للفساد وخروجهم من دائرة التنفيع لأنهم غلبوا مصالحهم الضيقة على مصلحة الوطن وعلى مصلحة ملايين المواطنين الأردنيين الذين تم حرمانهم عن قصد من كافة حقوقهم بل من أدنى حقوقهم
نعتقد بأن رسائلنا المتواصلة للملك ستصل في نهاية الأمر حيث يوجد مخلصين قلبهم على الاردن وهم مثلنا يحلمون بالتغيير
بعد شهر من الآن نستقبل عام 2017 حيث نأمل أن يكون العام القادم فرصة للبناء والتخلص من المعضلات التي وقفت حجر عثرة في طريق الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي
نبدأ من تشكيل الحكومات حيث لاهم للشخصيات سوى الوصول للسلطة حيث يقيمون الولائم وينفقون الأموال الطائلة بهدف الوصول منهم رئيس وزراء منهم وزير ومنهم مسؤول يتبوأ منصبا هاما
لماذا يصارعون من أجل منصب ويبذلون الغالي والرخيص
المسألة جوابها بسيط حيث يوفر المنصب وجاهة لأي مسؤول كما يوفر له مظلة للنهب واستغلال منصبه وتنفيع من حوله من الأقرباء والمحاسيب ثم تتسع دائرة الفساد ليطال ضررها المواطن وخزينة الدولة الخاوية بل أصبحت خاوية بسبب هذه الممارسات والأغرب من ذلك أن هذه الممارسات هي من صُنع الدولة فهي من تشجع ذلك بطريقة غير مباشرة حيث توفر مظلة لهم وتمنحهم الامتيازات بطريقة تجعل أي مسؤول منهم يعتقد أن هذا المنصب الذي وصل اليه هو تكريم من الدولة له ولعائلته وليس تكليف بخدمة الناس
على الدولة أن تلغي جميع الامتيازات والحوافز الممنوحة لهم ثم على من يريد أن يصل للمنصب أن يضحي بجميع الامتيازات من أجل الخدمة العامة وبشكل لايمكن أي مسؤول من الحصول على أي منافع تتعارض مع القانون
بعد مضي هذه السنوات شهدنا وجود الكثير من الأعباء التي لم تكن موجودة في مرحلة سابقة فاليوم نشاهد غير الأردنيين يزاحمون الاردنيين في أخذ فرص العمل المتاحة مثل الأطباء والممرضين والصيادلة علما أن هذه القطاعات كانت مغلقة أمام غير الأردنيين ولكن حالها اليوم تغير تغييرا جذريا وانقلبت الموازين
الجامعات الأردنية ذات السمعة العريقة لم تعد وجهة الأردنيين المفضلة بسبب ممارسات الحكومات وبسبب البعثات التدريسية التي تكلف خزينة الدولة مبالغ باهضة
لماذا يتم ابتعاث أبناء المسؤولين للدراسة في الخارج ثم لايتم الاستفادة منهم
لماذا لايتم الغاء البعثات الدراسية والاكتفاء بما توفره الجامعات الأردنية من تعليم لهم
مجمل القول أن الحديث طويل في مثل هذه القضايا وغيرها في حين أن رسائلنا للملك لن تتوقف حيث نأمل أن نستكمل الحديث في مقالات قادمة