اشهار كتاب للدكتور ابراهيم بدران عقول يحاصرها الضباب – أزمة التعليم في المجتمع العربي


أنباء الوطن -

عقد منتدى الفكر العربي في عمان  يوم الثلاثاء 29-11 ندوة فكرية لإشهار الكتاب ادارها الدكتور محمد ابو حمور رئيس المنتدى  تحدث فيها د. ابراهيم بدران وقال :    

يمثل التعليم الصحيح احد اهم المحركات للانطلاق والتغيير على مستوى الفرد والمؤسسة والمجتمع، وقد اصبح عماده الاساسي منظومة متماسكة قوية ومتجددة من العلم والتعلم والتفكير الناقد  ،ويكتسب التعليم اهميته من قدرة المعلم والعالم والمتعلم التأثير في المجتمع ، واذا غاب هذا التأثير تراجع المجتمع .

ان اهم ما يميز الدول التي نجحت في تطوير التعليم لديها بشكل جذري هو  قدرتها على بلورة رؤية وطنية  وتوفر ارادة سياسية  للتدخل في المجتمع  لتغييره  تغييرا جذريا ومقصودا وسريعا وعدم تركه للتلقائية والتحرك على سجيته .

ان اجواء الديمقراطية والانفتاح والمشاركة وتداول السلطة ،هي التي تتيح الفرصة للمعلم واستاذ الجامعة والمفكر والباحث للانطلاق وتحقيق رسالة الابداع  على اكمل وجه ،اما عدم الاكتراث واغفال اهمية العلم والتعليم تلك  الاهمية الحقيقية  ،فيكشف عن العجز العربي  ممثلا بالإدارات المعنية بالموضوع عن الربط بين العناصر التي تشكل الدعامات الرئيسية لاستقرار الدول والحفاظ على مسيرة النهوض في العلم والتعليم والاقتصاد .

لقد اخفق التعليم في معظم المجتمعات العربية في احداث التغيير الذي كان متوقعا .وكان دور المتعلمين في تغيير المجتمع اقل بكثير مما تحقق لدى مجتمعات اخرى، كانت على الدرجة نفسها من التخلف أو ادنى منها .وما زالت الدول العربية تحتل مكانة ادنى من المتوسط العالمي في معظم المؤشرات ذات العلاقة ، ابتداء من الديمقراطية والحاكمية  ،مرورا بالتعليم والبحث العلمي ،.ولعل اهم عوامل فشل التعليم في المنطقة العربية يتمثل في غياب الرؤية المجتمعية للتعليم وعدم ملاحظة ان التعليم الذي هو في جوهره كتلة من العقول  الفاعلة والخيال المبدع يتطلب البيئة المجتمعية والسياسية والثقافية الحاضنة ،  وفي غياب هذه البيئة يضمحل التعليم ويتوارى المتعلم ليصبح فعله وتأثيره شيئا ثانويا .

ان التعليم والتعلم هما المدخل الاساس للوعي الذاتي والوعي بالآخر، وهما الاداة الأهم لفهم الحقوق والواجبات، واساس حرية الانسان والمجتمع الحديث، والدولة العصرية ؛ فالتعليم بوابة الحرية والتغيير وتقدم المجتمع .

ان التعليم الناجح هو التعليم القادر على إحداث التغيير في الفضاءات الثمانية التالية : العقل والتفكير والتعلم \الوطن والمواطنة والدولة \ القيم الأخلاقية والانسانية \

العلم والمعلومات والتكنولوجيا \المعرفة \ الانتاج \الفكر والثقافة والفنون \التجديد والابداع والمستقبل .

ومن جانبه قال الزميل الباحث زهير توفيق الذي شارك في الندوة ، أن أهم ما يميز الكتاب تحويل ازمة التعليم في الاردن  من مشكلة الى اشكالية أي ارتباطها بجملة من المشاكل والازمات المجتمعية الراهنة التي تتبادل معها التأثر والتأثير ، وهذا يعني عدم حل مشكلة التعليم إلا بحل تلك المشاكل , ويتطلب هذا الأمر إصلاح شامل يمس كل البنى المجتمعية التي تتطلب الاصلاح  ،ونوّه الباحث في التعقيب على النواحي المنهجية في الكتاب , ومنها التركيز الشديد على التكميم؛ اي توظيف الارقام والمؤشرات الاحصائية الدالة خدمة للتحليل، فقد حفل الكتاب بعشرات الجداول والمؤشرات والنماذج والخرائط المعرفية ،كما تميز منهج المؤلف (د. ابراهيم بدران) بنحت المفاهيم والمصطلحات الخاصة واستعمالها موضحا معناها الخاص اولا ثم عمل على  توظيفها خدمة للنص والتحليل، فجاء الكتاب حافل بالمفاهيم والمصطلحات. ومن الخصائص المنهجية الأخرى, عدم الاكتفاء بتشخيص المشكلة بل طرح البدائل والحلول ،وهي الثيمات والمقولات دائمة الحضور في خطاب د. ابراهيم بدران  – في مقالاته وكتبه – واهمها العقلانية والحرية والابتكار والريادية والاقتصاد الانتاجي والتصنيع والتطلع إلى المستقبل والبحث العلمي  . ورفض الاستبداد والماضوية والانغلاق والتلقين ، والاقتصاد الريعي والتابع ودونية المرأة، وتهميش العلماء والمفكرين  ،وتسطيح المشاكل والاكتفاء بالحلول الجزئية.