اثر استخدام التكنولوجيا في التعليم
Today, 10:54 AMYou
اثر استخدام التكنولوجيا في التعليم
نحن نعيش في عصر المعلومات أو في فترة مجتمع المعلومات، هذه الحقيقة يلمسها كل فرد يعيش أحوال هذا المجتمع الحديث المتغير فالمعلومات عنصر لاغني عنه في أي نشاط نمارسه، وتبرز الحاجة إلى المعلومات في كل أوجه النشاط الإنساني السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية وغيرها، فهي أساس البحوث العلمية، وقاعدة اتخاذ القرارات الصائبة، فمن يملك المعلومات الصحيحة في الوقت المناسب، يستطيع التحكم في موارد الطبيعة والسيطرة عليها لتحقيق صالحه وصالح مجتمعه.
ويرى كثير من المراقبين أن مجتمع المعلومات هو البديل الجديد للمجتمع الصناعي الذي عايشناه معظم القرن العشرين، وظهور التفجر غير المسبوق في تدفق المعلومات نتيجة الحاجة للتطوير المستمر لتكنولوجيا الإعلام والاتصال، لأن الاتصال هو محور الخبرة الإنسانية، والذي يعني تبادل الأفكار والمعلومات التي تتضمن الكلمات والصور والرسوم والرموز المختلفة، كما أن التكنولوجيا تسمح بتزويدنا بالعديد من المعارف الإنسانية من خلال الإمكانيات غير المحدودة في التعامل مع المعلومات، وتوظيف إمكانيات التكنولوجيا الحديثة لخدمة البشر باعتبارهم منتجين ومستهلكين لهذه التكنولوجيا، وباعتبارها تشكل جزءا لا غنى عنه في تسيير الحياة اليومية، حيث تستخدم تكنولوجيا الاتصال في كل أبعاد الحياة الاجتماعية، وعلى جميع المستويات.
وتعتبر الجامعة من أهم أقطاب المجتمع، لما لها من دور في دفع عجلة التنمية الشاملة، وذلك من خلال دعم القطاعات الاقتصادية والاجتماعية بالإطارات المتكونة في العديد من التخصصات، ولكي تلعب الجامعة دورها كاملا في هذا الاتجاه عليها أن تسعى إلى تطوير جميع مكوناتها بما فيها المناهج والأساتذة والأدوات المساعدة، على اعتبار أن التقدم التكنولوجي الذي يميز عالم اليوم، أصبح يمس جميع القطاعات مما يتطلب متابعة جميع المستجدات العلمية والتكنولوجية.
ومن بين هذه التكنولوجيات التي تمثل قمة التطور في مجال المعلومات والمعارف، واختطفت الأضواء لتعكس مرحلة جديدة في عالم المعرفة الإنسانية، جاءت الشبكة العالمية العملاقة "الانترنت"، وتعتبر أكبر مزود للمعلومات في الوقت الحاضر لأنها تضم عددا كبيرا من شبكات المعلومات الموزعة على مستويات محلية وإقليمية وعالمية، في مختلف بقاع ومناطق المعمورة، حيث يمكن لأي حاسوب مزود بمعدات مناسبة سهلة الاستخدام، بالاتصال مع أي حاسوب في أي مكان من العالم، وتبادل المعلومات المتوفرة معه أو المشاركة فيها، ومهما كان حجم معلوماتها التي يمتلكها، أو موقعه أو طريقة ارتباطه.
وإذا كانت الانترنت قمة التطور في مجال تكنولوجيا الإعلام والاتصال، فإن الحديث عنها أصبح الشغل الشاغل، لا للعلماء، الذين يحتاجون التواصل مع زملائهم العلماء والباحثين داخل وخارج حدودهم الجغرافية، وتبادل الخبرات والمعلومات البحثية والعلمية المختلفة فحسب، بل ولطلبة المعاهد والجامعات والمدارس، بمختلف مستوياتهم التعليمية الذين أصبحوا اليوم يتهافتون على استخدام شبكة الانترنت.
وبالرغم من تضارب الاتجاهات الفكرية وارتفاع أصوات المناهضين للعولمة بمختلف مظاهرها، فان استخدام التكنولوجيا الحديثة للإعلام والاتصال يبقى واقع يفرض نفسه على الساحة الدولية، فالمؤسسات التعليمية من واجبها حاليا تطوير كل من المحتويات "كالبرامج" والتقنية "الانترنت مثلا" وتسخيرها لخدمة الهدف المعرفي، لما تتمتع به من خصائص في الوسط التعليمي والمتمثلة في:
- إثراء عمليتي التعليم والتعلم.
- تمكين الفرد من التعليم حسب وتيرته.
- تمكين المتعلم من تنظيم أفكاره من ناحية الفهم وتخزين المعلومات.
- دفع المتعلم لتحمل المسؤولية في أخذ المبادرة والتصرف.
إن هذه المميزات تزيد من إقباله على استعمال هذه الأدوات لإشباع حاجاته التعليمية، فالمعلم في ظل هذا التغيير لم يعد يحتل مكانة الداري بالمعارف أكثر من الطالب إنما أصبح بإمكانه التعلم في الآن ذاته مع الطالب في علاقتهما بالمعرفة، إذ أصبح يلعب دور الموجه، المنظم والمساعد في العملية التعليمية