عويدي يكشف تفاصيل خلية السمن البلدي


أنباء الوطن -

•    قصة تصنيفي “الأردني الأخطر “على الكيان الهاشمي /  ما هو أصل الحكاية / وثيقة للتاريخ

 

السجال والخلاف بيني وبين دائرتي الحكم والتحكم ومكوناتها ( في الاردن )  من رأسها إلى اخمصها , بأذرعتها وأدواتها وذيولها  زرافات ووحدانا , تحول ( بتشديد الواو ) بيننا  مع تداول الايام وتعاقبها إلى صراع وكسر عظم ومحاولات كارثية  منهم لتدمير مصيري ، وتهميشي واقصائي والتي نجحت طورا في بعض المواقع والمواقف , وفشلت اطوارا  , واحيانا  كنا نصل إلى معادلة لا غالب ولا مغلوب , واحيانا  كثيرة انتصرت عليهم , بفضل الله , وانا المنتصر دائما والحمد لله , لان المنتصر  الحقيقي هو المنتصر في ذاته وارادته , وهو حالي  , وحينها لا تهزمه ولا تكسر ارادته قوى الضلال واسلحتهم , لان الارادة اقوى من الاسلحة , واما المنهزم في ذاته وارادته , وهي حالهم  , فان سائر اسلحة الدنيا لا يمكن إن تنصره , فالهزيمة والنصر هي بالدرجة الأولى هزيمة ونصر الذات  والارادة والاعماق والنفس والقلب , قبل خوض المعارك واستعمال السلاح .

       أقول: هذا الخلاف والصراع لم يكن وليد لحظة من طرفهم، ولم يكن من طرفي لعواطف أو لحاجات آنية، او متاع زائل، ولم يكن عفويا منهم بل كان ممنهجا رسميا ضدي وضع دولة بقضها وقضيضها في مجابهة رجل، ووضع رجلا في مجابهة دولة ولا اقول حكومة، والرجل هو حضرتنا العبد الفقير لله الغني به سبحانه. انه صراع الهوية والشرعية والقضية الوطنية بيننا، انه صراع بين كلينا من اجل البقاء. هذه هي الحقيقة

        ولكي نوضح الامر للتاريخ والاجيال، فإننا نقول إن هذا الصراع المرير بيني وبينهم يعود في جذوره العملية إلى نهاية الستينات ومطلع السبعينات من القرن العشرين الميلادي، لأنني تبنيت بالفطرة التلقائية الانسيابية ,ومنذ البداية القضايا الوطنية الأردنية العامة والهامة والمصيرية رغم صغر رتبتي وسني وخبرتي في حينه وغياب الملهم المفكر امامي والناصح الناضج من حولي، وكان على إن أتعلم (في جلدي) من خلال تضحياتي وتجاربي وما لحق بي وباهلي من اذى. واعترف أن هاتين الدائرتين ( دائرة الحكم , ودائرة التحكم  وادواتهما ) اكتشفتا هذا التوجه الوطني الأردني عندي في وقت مبكر في أثناء أحداث أيلول المؤسفة في عام 1970 وما قبلها قليلا , وما بعدها عندما كنت برتبة ملازم أول في الأمن العام , حيث قام  ضابط  انكشاري  من مثلث الغم   برتبة رائد في حينه بكتابة تقرير  ضدي ووصفني بالضابط الأخطر في جهاز الأمن العام , على النظام الملكي  بالأردن  والملك ؟؟؟  , رغم أنني كنت شابا يافعا , وكان غيري في سني لا زال في طور المراهقة العبثية التي ما عرفتها ولا عرفت الطفولة في حياتي ( واحيانا اقول للأسف الشديد واحيانا الندم لضياع فرص من بين يدي لن تعود فكل شيء يمكن إن يعود للإنسان الا العمر إن ذهب ومتعة الحياة إن فاتت فلكل شيء زمانه واوانه , واذا فات اوانه ينطبق حينها عليه المثل الاردني – اللي ما هو في اوانه يا هوانه) .

       كانت  رتبتي  ملازم ( نجمة )ومن ثم ملازم اول ( نجمتان )  , وكنت صغير السن وخدمتي في الجهاز في حينه لم تتجاوز الخمس سنوات  ونيف  حيث انخرطت به بعد اكمالي التوجيهي وبدأت الدراسة بالجامعة بالانتساب , وبقي هذا التقرير مصدر الهام المسؤولين في دائرتي الحكم والتحكم وادواتهما   في قراراتهم ضدي وضد اشقائي ومن ثم ضد اولادي واسرتي  إلى يومنا هذا , أي عبر أربعين سنة ونيف من كتابته  , والذين لم تتغير عقلياتهم ( أي المسؤولين ) رغم تغيري وتغير  الزمن والمؤهلات والتجربة والسلوك ونضوج الفكر والآلية  عندي في العمل  وبقائها جامدة عندهم , رغم تعاقب السنين , وظل  أصحاب كهوف وظلمات معاقل الظلم  صغارا لم يكبروا ولم يتطوروا ولم ينضجوا في حالة معاكسة ومعادية للحال التي طورت بها واليها نفسي وتطورت بها اسرتي , وصرت كبيرا وناضجا في فكري وسلوكي وتعاملي مع الحياة , وظل هذا التقرير  أيضا يولد ( بتشديد الواو ) الأزمات  تلو الازمات لي ولأسرتي منذئذ إلى الآن , رغم اننا اسرة  مميزة بالمؤهلات والسلوكيات الراقية العلمية والاكاديمية والوطنية والسياسية والاخلاقية وكل منا مبدع في مجاله ايما ابداع , واسال الله سبحانه الا يبقى  الامر كذلك إلى آخر يوم في حياتي , وان كنت اراه باقيا إذا بقيت الدنيا مع هؤلاء على حالها ولا أظنها ولا أتمناها ان تبقى معهم  ولهم كذلك . ولا أرى في نهاية النفق من أمل أو حل إلا الحل الذي اتمناه واتمنى أن تكتحل عيني برؤياه إن شاء الله ؟؟؟.

     ومع هذا ورغم أن دائرة الحكم اتخذت قرارا بإيفادي في عام 1980 م إلى نيل الدكتوراه من ارقى واعرق وأصعب الجامعات  في العالم وهي كامبريدج البريطانية , إلا  انه وكما يبدو لي  أن هذه الدائرة  شعرت فيما بعد   بالندم  في أوامرها لمدير الجهاز في حينه لإيفادي لمواصلة دراساتي العليا في بريطانيا, لان من أمر بالبعثة  كان يريد  ويعتقد إضافتي إلى قائمة العبيد وعبدة الاصنام وجوقة المطبلين والمزمرين والسحيجة والتنابلة من حوله وسائر المواقع الذين يحملون مؤهلات ورقية ( اقول ورقية ) عالية  في العلم  , لكنها مقرونة باستطابتهم حمل المباخر النفاقية والتنبلية (من التنبلة ) , وهم  يمارسون بلذة عجيبة أسوأ صنوف العبودية  للأصنام في الآن نفسه , وهو مالم ولن يكون مني ابدا بإذن الله  ,  فضلا عن كوني ابن قبيلة عريقة وعميقة وهي ثاني اكبر قبيلة أردنية وهم ألعبابيد الذين يحيطون بعمان كالسوار بالمعصم ويمتدون في محافظة البلقاء على حد  نهر الأردن مسافة خمسين كيلو مترا ونيف في متاخمة فلسطين المحتلة, وهو امر يدركه اهل معاقل الظلم والظلام .

      كانت دائرة الحكم تعتقد (وهي التي اكتشفت فيما بعد أنها كانت واهمة) إنني سأسلك الذل وأسعى بذلة إلى تقبيل الايادي ولعق الأحذية وممارسة طقوس الانحناء المهين، كما هو شان كثير من المطايا وعبيد السياسة والنخاسة والطراطير والتنابلة، ولكن الواقع اللاحق بدد هذا الاعتقاد والوهم والامل عندهم بشكل مطلق لا رجعة فيه، واكتشفوا انني شخص من نمط آخر مغاير لرغباتهم تماما. وانني رجل مستقل عن هذه الجوقة، لي فكري وشخصيتي وعالمي ومنهجي الخاص، وغير مستعد للمساومة على المبادئ والوطن، كما إن مواقفي وجسدي ولساني وبياني وقلمي ليس للبيع ولا للإيجار.

       ثم نعود إلى قصة وحكاية التقرير الانكشاري المشار إليه أعلاه , ويالها من قصة وحكاية ندونها هنا للتاريخ واي قصة وحكاية هي : ولنبدأ من اول المشوار حيث كنت في  نهاية  الستينات من القرن العشرين وحتى مطلع السبعينات ضمن فريق امني سري جدا غير مرتبط بالمسؤولين ولا يعلمون عنه شيئا , وقد تشكل تلقائيا في حينه من نخبة مميزة من الضباط ابناء العشائر الاردنية العريقة , تم انتقاؤنا لبعضنا  بعناية فائقة جدا, وانسجام وطني تام , وكانوا كوكبة وطنية  من النشامى في المخابرات والاستخبارات ,  ودخلت شخصيا على الخط دون علم الجهاز الذي انتمي اليه( وهو الامن العام )  , وكنا نشكل خلية منسجمة ومنتمية ورائعة وكان اعلى رتبة فينا : عقيد وكنت ادناهم رتبة ( ملازم ثاني ثم ملازم اول ) واصغرهم سنا  ولم اكن ادناهم شرفا وكرامة وعلو همة , وكنا نعمل من اجل الاردن فقط  ونعقد جلساتنا  السرية في داخل عمان وخارجها , وكان الاجتماع ديموقراطيا إلى درجة لا يمكن إن يتخيلها ارباب الديموقراطية والمطايا والتنابلة  في العصر الحديث والوقت الحاضر , حيث يبدي كل منا  رايه وتقييمه للموقف بصراحة ووضوح بدون حساسية وان خالف الجميع , وكنت اكثرهم مخالفة لما يطرحون , وكانوا يتقبلون مخالفتي لهم بكل صدر رحب , وكنا مدرسة كل منا يعلم الاخرين ويتعلم منه , ولم يكن احد منا يفرض رايه على الاخرين رغم فارق الرتب والسن , وانما يتم اختيار ما تراه اللجنة مناسبا لمصلحة الاردن , وانتبه اعضاء اللجنة الكرام  في نهاية المطاف إلى دقة ما لدي ( شخصيا ) من معلومات وتحليل وتوقعات وحصافة في الراي والرؤيا , والقدرة على الاختراق لبعض المعاقل التنظيمية والسياسية المعادية  الصعبة والثقيلة دون إن يلفت عملي هذا انتباه الضحية والجهاز .

    وحيث كنت الأدنى رتبة والاصغر سنا , فقد كنت اخر من يتكلم ودأبت على اجمال آرائهم واخذ النقاط المشتركة في مداخلاتهم والخروج براي يوافقني عليه الجميع او الاكثرية في غالبية الاحيان لأنه راي توافقي يحترم الآراء ويقدمها بحلة جديدة، حتى صاروا يقولون بعد إن يدلوا بدلائهم: نسمع راي العويدي (ولم يقولوا مداخلته)، كنا في الاجتماع على قدم المساواة فكلنا ابناء عشائر وطنيون مخلصون لا يريد أي منا شيئا لنفسه ,  وكانت المكتومية شيئا مقدسا، واي تسريب او تهريب للمعلومات فان النتيجة هي نقل او ترميج من يقترف هذه الخطيئة،وايهامه إن اللجنة توقفت عن عملها , وتحذيره من عواقب البوح بالسر  لأننا كنا نقول إن مصلحة الاردن لا تحتمل الاختراق ولا تحتمل الخطأ ولا الغباء ولا التجربة ولا الخيانة .  كانت اللجنة رجالا واي رجال كانوا، وكانوا مدرسة صادقة شجاعة لا يقمعون أيا منا في الاجتماع، ومنهم تعلمت وعلمت الكير في جو الرجولة الوطني والصلافة المؤدبة في الانتقاد، والتي لو صدرت الان لعوقب من يقولها  بالسجن سنين طوال.

           كنا ديموقراطيون من اجل الاردن. فأولاد العشائر إن جلسوا معا التزموا الادب والضبط تجاه بعضهم بعضا بعكس ما يشاع عنا من سلبيات تماما. لان المثل الاردني يقول : (مجالس الرجال ضيقة ولو كانت وسيعة ) وانا على يقين إن أيا من هذه الخلية الوطنية التي كنا نطلق عليها اسماء حركية متعددة : (السمن البلدي / السمن البلقاوي / الجميد الكركي , اللزاقي , الهيطلية , الرشوف , المنسف الخ وذلك لغايات التمويه ) واطلق عليها الاعداء :  اسم الشعبة الخاصة,   لم يتحدث أي منا حولها , ولم ينبس أي منا ببنت شفة عنها عندما كنا نلتقي   في جلسات عامة , رغم انهم كانوا ابطالا حقيقيين , الا اننا كنا نستمع إلى أقوال الابطال الوهميين  الكرتونيين , ونحن نبتسم الما ’فمن هذه الخلية  من قضى نحبه وذهبت الاسرار معهم إلى قبورهم , ومنهم من ينتظر، وانا على يقين انني اول من يتحدث عن هذه الخلية ويكشفها  ويكتب عنها  للتاريخ كي لا تبقى طي الكتمان  والنسيان , ولكي يعرفها ابناؤنا من بعدنا , وليعرفوا  كيف حمينا الاردن وطهرناه من الدنس والارجاس التي عادت بطوفان اغرق عملنا وبدد جهودنا . ولم اتكلم الا بعد مرور أكثر من اربعين سنة على انتهائها وتشتيت ومعاقبة اعضائها. هكذا حافظنا على الاردن وهكذا اوصلناه وسلمناه إلى ابنائنا واحفادنا، ولكن هل سيحافظون عليه كما فعلنا: الاجابة بين ثنايا الايام والكرة في ملعب الاجيال الحاضرة والقادمة.

      كان محرم جدا إن يكون في هذه الخلية الامنية السرية غبيا او أحمقا او متهورا او ثرثارا او فاسدا او لا ابالي، او فيه شائبة تخص الانتماء للأردن والجذور والدم لأنها مزايا كريهة تتساوى مع الخيانة. كان ممنوعا إن تكون لأي منا علاقات نسائية حميمة خارج إطار الشرعية رغم توفر ذلك بكثرة، لان احضان النساء أخطر مكان لكشف اسرار الرجال واختراق الامن الوطني، وسر الخلية والاردن لا يحتملان البوح والحديث والتسريب، وكانت الخيانة تتساوى مع اية صفة من هذه الصفات الممنوعة، واعترف إن أي امرأة في الدنيا لم تستطع اخذ سر مني منذئذ وان توهمت هي ذلك، فقد كنت تلميذ تلك المدرسة بامتياز وعندما اسمينا الخلية (السمن البلدي وبقية التسميات اعلاه) فإنما كان تعبيرا عن اصالة اعضائها ووطنيتهم. وقد حزت بجدارة عدة مرات على تصفيق اللجنة بسبب ما حققته من اختراق نوعي واستراتيجي داخل عدد من الاهداف السياسية والتنظيمية المهمة والكبيرة والثقيلة. وكان انتماء الأسرة الواحدة في تلك الاهداف إلى أكثر من فصيل يساعدنا على الاختراق حيث (وفي حالات عديدة) لا يتوانى الواحد إن يوقع بالآخر قريبا كان ام غريبا , بسبب هذا الاختلاف. لقد كنا بررة بقسمنا حقا، وكنا نتفوق على المخابرات الاجنبية في هذه الاختراقات والمعلومات , وكل منهم يعمل على طريقته، وكانت طريقتنا هي الافضل والانجع.

      وكنا نجهز كثيرا من الامور والقرارات على شكل توصيات وتذهب من خلال قنوات الاستخبارات والمخابرات إلى الحكومة والقصر , على أنها من صنع هاتين الدائرتين وهم لا يعرفون عنا  شيئا , فتصدر على شكل قرارات، ونحن في الحقيقة نصنعها صناعة وطنية بدون عواطف وانما همنا المصلحة الاستراتيجية الاردنية العليا، وانني اتساءل الان بعد اربعين سنة : ترى لو تشكلت هذه الخلية هذه الايام , كم كانت ستحتاج من الوقت لكشفها ونقل اجتماعاتها نقلا حيا ومباشرا ؟  بينما استمرينا في هذا العمل الامني السري حوالي أربع سنوات , ويفترض الا يعرف أحد اعضاء هذه الخلية الا الخاصة من علية اصحاب القرار الامني والعسكري فقط او من يأتي بالصف الثاني منهم وليس الاول ، ولم يكن القصر يعرف عن الخلية شيئا، وكنا متفقون الا يعرف القصر ورجاله عن خليتنا اطلاقا, لأنه لن يتوانى عن شطبها ومعاقبتنا , حيث سينظر إلى أي تنظيم من هذا النوع انه اخطر من الاعداء الذين يحملون السلاح , وهذا ما حدث بعد حوالي اربع سنوات حيث انه وبمجرد اكتشافه للأمر اقترف مجزرة جماعية بحق الخلية بين نقل وترميج وتقاعد , وكنت الناجي الوحيد اذ تم نقلي وتجميدي , ومحاولة ترميجي التي اصطدمت بالخلاف بين كبار الضباط  في المديرية , وبعضهم كان يريد بقائي نكاية باخرين , فأنجاني الله سبحانه ..

   اننا هنا لا نستأذن لكتابة مذكراتنا وتاريخ الاحداث التي كنت جزءا منها ومن صناعها (بضم الصاد وتشديد النون)، ومن حقي كأردني إن ادون الحقيقة للتاريخ حتى لا يأتي يوم ويقال اننا كنا شعب لا نفس فيه ولا  حياة ولا وطنية. ونحن في الحقيقة شعب عظيم ولحق بنا من الحيف والظلم والاضطهاد والتهميش والاحتقار والقمع مالم يلقاه شعب اخر على وجه الارض 

          كنا نعمل من اجل الاردن وكنا في اجتماعاتنا نوجه انتقادات إلى السياسيين جميعا بما فيهم الكيان السياسي وراسه والى النظام نفسه ولا نجد في ذلك حرجا امام بعضنا، وليس منا من يريد الصعود على ظهر الاخر، وكان السياسي الوحيد الذي يسلم من انتقادنا هو المغفور له الشهيد وصفي التل وكذلك المغفور له المشير حابس المجالي. وكنا نقول في اجتماعاتنا: إن الساسة والسياسة والكيان السياسي اضاعوا الاردن وعلينا إن نستعيدها ونحافظ عليها. ولو جاء يوم وتم نشر التقارير السرية لهذه الخلية الامنية لوجد القارئ دقتها، ووجد أن كثيرا منها مكتوب بلغتي وصياغتي الشخصية مشاركة او صياغة حيث كنت وبطلب من اللجنة أملى امامهم على من يكتب من الضباط  خلاصة القرارات ويتم التعديل بكل ديموقراطية ورجولة؟ وقد وصفتنا الجهات المعادية واعلامها الكريه الحاقد آنذاك : اننا الشعبة الخاصة وقيل فينا مالم يقله مالك في الخمر، وكنا نسخر من وصفهم لنا بالشعبة الخاصة لان الرمز لنا هو: السمن البلدي، وبقية العناوين  اعلاه.

           واذكر من جملة الانتقادات التي كانت اللجنة توجهها : احتجاجنا على سلوك النظام  والساسة  قبل وأثناء أحداث 1970ايلول ( لا اعادها الله علينا )  , بترك الأمور سائبة في الأردن  وفتحها لكل الأفاكين والأعداء والمخربين والقطعان الضالة من المسلحين ,  لان ذلك ادى إلى هدم بلدنا  وهويتنا وشرعيتنا ,  وبالتالي توريطنا في صراع دموي أهلي داخلي كنا  بغنى عنه ولا نريده , وكنا بغنى عنه لو أن الساسة في حينه صدقوا الاهل ولم يغرروا  بالقادمين ولم يدهلزوا  على أهل البلاد  إن هذه الاجراءات والخطابات كانت في سبيل القدس وفلسطين دونما ذكر للأردن التي لا توجد في الخطاب  السياسي بالأردن  اصلا , ولا في خطاب دائرتي  الحكم  والتحكم  وادواتهم بالأردن عبر قرابة نصف قرن من قبل ذلك التاريخ , وامتدت  إلى يومنا هذا , وكنا نقول : اننا كأردنيين لم نفرح يوما أو مرة  منذ مطلع القرن العشرين .

         كنا في جهاز الأمن العام والمخابرات والاستخبارات ( أي سائر الاجهزة الامنية )  في تلك الحقبة وما قبلها وما أعقبها من سنوات , نعمل بشكل متكاتف ومتعاون  كفريق واحد  وخلية نحل لا تعرف الكلل والملل بأعلى قمة التعاون والتنسيق على جميع المستويات , لان همنا كان إنقاذ الأردن وهويته وكيانه وأهله وشرعيته , ومن يقل غير ذلك فانه يزور التاريخ , فانا اكتب من ممارستي وتجربتي وخبرتي الشخصية  , وانه كان لدينا جيشا من المخبرين في شتى أنحاء الدوائر والفصائل والمنظمات والتجمعات السكانية من الوطنيين ومن العملاء , وكنا نخترق كل شيء , ولا اقول سرا إنني شخصيا  وفي مرات عديدة واهداف ثقيلة , قد اخترقت العائلة النووية ( أي اسرة البيت ) من اجل الاردن واقولها للتاريخ من اجل الاردن.

          اما من كان مرتبطا معي من المخبرين فلا يمكن للجيل الحالي إن يتصور حجمه ودقته واختراقنا لكل شيء فقد كنا رجالا نعمل من اجل الاردن واهله، وبدون مقابل سوى انقاذ الاردن. فقد كانت مخصصاتهم تصلني آنذاك عبر رائد مهم في المخابرات العامة لم يكن من خلية السمن البلدي لأنه غير مؤهل إن يكون عضوا فيها، وكان مخصص لكل واحد منهم مرتبط بي مبلغ ثلاثين دينارا تعطى لكل مخبر على رأس كل شهر أو مكافأة من حين إلى حين بما يساوي ذلك، وكانت تعطى وتمرر إلى من ارتبط بي من المخبرين عبر ذلك  الضابط الرائد الإنكشاري، وهي آنذاك رتبة عالية، إلا أن المبلغ الذي كان يعطى إلينا لتمريره إلى المرتبطين بي شخصيا يقتصر على خمسة عشر دينارا فقط. وقد سالت أحد ضباط المخابرات من خلية السمن البلدي عن القيمة الحقيقية للمبلغ المخصص لعملائي، لان ما يصلنا لا يكفي ولا يرضي المخبرين. فقال الضابط لي: أنهم في الدائرة يرسلون ثلاثين دينار لكل واحد من المخبرين المرتبطين بي عبر الرائد فلان منذ بداية تجنيدهم من قبلي (من طرفي).

      وهنا صارحت الرائد بالأمر , وكان ذلك بالحسنى  في البداية , فانكر  ورفع صوته علي , فأبديت احتجاجي وقلت له بلغة حازمة إن عليه إن يسلمني ما فات من المبالغ المخصصة برمتها للعملاء، لكنه أصر بعناد إنكشاري وبصوت مرتفع : انه كان يستلم عن كل مخبر خمسة عشر دينارا فقط لا غير، فقلت له أن مصادر الدائرة أخبرتني أن المبلغ هو ثلاثين دينارا لكل مخبر لان هؤلاء المخبرين يخاطرون بأرواحهم أيضا وهذا مبلغ (أي ال 15 دينارا) لا يكفي، وليس من حقك إن تاكل حق العملاء ,  وهنا طلب إلى إن ازوده بأسماء من أخبرني من ضباط الدائرة، فقلت له: هذا ليس شانك وأقرب اليك إن تقبل كوعك (تبوس كوعك) من معرفة اسمائهم مني، المهم عليك اعادة سائر المبالغ والايفاء ببقيتها من الان فصاعدا، وصار بيننا مشادة طويلة حامية الوطيس كلما تجاوز علي بكلمة لقي مني عشر امثالها من التجاوز عليه ,  ولم يستطع مرافقه من تهدئة الوضع بيننا، وكادت تصل  الامور إلى الضرب بالأيدي، حيث أصر على صدقيته بالمبلغ ال 15 دينار، ومعرفة من هو مصدري في الدائرة. وهنا تعالت الشتائم والاتهامات بيننا واصريت على اعادة المبالغ واتهامه بانه خائن وفاسد ولا تهمه مصلحة الاردن، وانه عميل خفي لأعداء الاردن والاردنيين. واصيب بالذهول لشدة وحدة هجومي وتهجمي عليه دونما مراعاة لرتبته ومركزه، ففي الحز واللز فان ابن القبيلة يبقى هو الاقوى بغض النظر عن فارق الرتب بين المتخاصمين.

  جرى هذا كله بيننا في سيارته الفولكس فاجن والتي كانت في حينه سيارة ذات مستوى (حيث كنا نلتقي وهي متحركة لاسباب امنية ولأنه من الصعب رصد الهدف المتحرك امنيا)، وكان يقودها الرائد بنفسه بينما مرافقه وهو من طينته يجلس خلفه مباشرة وليس خلفي، وبالتالي فان اية حركة منهما ستكون مرصودة مني وتحت سيطرتي وكنت في المقعد الأمامي اجلس في مواجهتهما. كان الوقت ليلا، ونحن في زقاق بعيد عن حركة السير وانتباه الناس، وعندما وصلنا إلى طريق مسدود في النقاش , وكان لازال يثرثر بصوت مرتفع ولم اعد اطيق ثرثرته وصياحه,  طلبت منه التوقف , وكذلك فعل,  فأشعلت ضوء السقف واخرجت مسدسي  الطاحونة  من بيته بنطاقي واشهرته عليهما , قائلا له إذا لم تخرس فسوف أجيبك من بوزه فورا (أي سأطلق عليك النار), اخرس يا   ويا , ويا  .........الخ  أنت واحد خائن مرتزق برمكي انكشاري  , وانت  لص وتأكل مال الوطن وتخون امانة العمل والواجب الوطني الاردني  , ويجب أن تفهم أن برمكيا مثلك مهما علت رتبته ليس له حق رفع صوته على أردني ابن قبيلة أردنية مثلي مهما دنت رتبته, ثم وجهت الحديث لرفيقه قائلا له: وانت تخرس واذا اتى أي منكما بأية حركة سارديكما قتلى معا ولن استثني منكم احدا ولن اترك شاهدا علي منكم ابدا , فقال المرافق : انا ما خصني ولا علاقة لي بالأمر . وهنا شعر الرائد بالذلة الحقيقية وأدرك ان فارق الرتبة لن يحميه، وخرس بالفعل وخنقته عبرته واغرورقت عيناه بالدمع قهرا وذلة وما أصعب قهر الرجال. وساد صمت للحظات وانا انظر اليهما وكان على رؤوسهم الطير.

        رفع ناظره إلي بكل ذلة وقد نشف ريقه وشعر إن اجله دنا وهو يرى المسدس مصوب نحوه , وكان همه هو حماية نفسه والنجاة بروحه ليس الا , واستأذن مني  بالحديث فأذنت له, ولا زالت لغة السلاح في اوجها  , وجاء حديثه مثلما توقعت لأنها مدرسة  ومهرب وملجأ المقاطيع والمرتزقة والغرباء انهم عندما يذلون امام ابن القبيلة الاردني يلجأون إلى عباءة النظام، حيث لا توجد لديهم عباءة القبيلة مثلي، ونطق بتثاقل وتأنأ قائلا : انه يحارب ويعمل ويقاتل من اجل الملك والنظام، وهنا أعطيته درسا في الوطنية وان هذا السلوك لن يعفيه من المسؤولية وسمع مني مالم يكن يتوقعه اطلاقا ولا حتى في خياله , ثم قلت له والمسدس لازال في يدي في حالة التأهب. أما أنا فاعمل من اجل بلدي اما انت فليس لك مكان عندنا ولا من أحد يحميك، من هنا فلأنك تحب نفسك تدعي أنك تعمل من اجل النظام والملك. (وقلت كلاما كثيرا يتعذر نشره) وهنا صعق وصمت، ذلك إن الانسان لا يتحدث الحقيقة الا إذا كان غاضبا، ( ويقال ) عندما يكون شاربا، وانا رجل ما شربت الخمر ولا الدخان في حياتي، واستأذن لإشعال سيجارته وهو مدخن شره، ولم اسمح له لكرهي وتحسسي من الدخان، ولكن بدلا من ذلك قلت له : عليك إن توصلني إلى مركزي من حيث أخذتني وكذلك كان، واستمريت في طريق العودة ممسكا بمسدسي في حالة التأهب ضده وضد رفيقه الإنكشاري ايضا. وكان هذا آخر عهد لي به إلى يومنا هذا منذ اربعين سنة ونيف.

    وهنا اخبرت الخلية التي نصحت بتقديم تقرير خطي إلى رئيس الوزراء في حينه المغفور له الشهيد وصفي التل ويتابعونه في الاستخبارات والمخابرات كجزء من واجبهم، وكذلك كان، وكنت اعمل معه (مع وصفي) في الخفاء رحمه الله بدون علم الأمن العام وشرحت ذلك في حلقات سابقة.  ولكن يا للأسف أن تقريري بحقه جاء متأخرا أي بعد مرور أكثر من سنتين، (منذ عام 1968/69 إلى 1971/) من هذا الاقتطاع والسرقة التي مارسها الرائد. فأمر الشهيد وصفي بتشكيل لجنة تحقيق وتابعها شباب الخلية كجزء من واجبهم المخابراتي، ووجدوا صحة ما قلته له وتم تأنيب الضابط، وقفل الباب أمامه من تسلم إدارة المخابرات مستقبلا، حيث كان ممن تتحدث عنهم أوساط الدولة انه يجب تهيئته ليتسلم مديرا عاما  فيما بعد. وقد شن كل منا حربا شعواء على الاخر لمحوه من الوظيفة وقد ساعدني النشامى من الخلية في داخل الدائرة والاستخبارات   بالدفاع عني وتعريته , وكانت النتيجة هذا الاذى الذي لازمني طيلة حياتي , واما هو فقد انتهى من الخارطة ومن معه من اقاربه الذين كان بعضهم على وشك إن يستلم ادارة الدائرة وانتهى ايضا  بعد إن صار قاب قوسين او ادنى من نيل المنصب , وكنت واعضاء الخلية ندرك إن تسلم أي منهم لهذا المنصب سيكون نهايتي ونهاية شباب الخلية اذا تم اكتشافها لاحقا حتى ولو كانوا متقاعدين في بيوتهم .حينها ستكون نهايتي ونهايتهم المأساوية. لقد كان صراع بقاء ووجود، نكون او لا نكون. هكذا دخلت في معارك مع هؤلاء وشاء الله سلامتي والحمد لله

         وبعد التحقيق بالفساد المذكور وتيقن الرائد إن مستقبله قد انتهى، أوعز إلى شقيقه (وكان زميلا لي بالعمل) أن يغتالني، حيث لازال الوضع العام في خضم الفوضى، ولا زالت الامور طعة وقائمة، وكان قتل الرجل أسهل من قتل شاة من الغنم، ولا زلت أحفظ لحظات محاولة الاغتيال تلك في ذاكرتي:

   طلب إلى زميلي بالعمل وهو شقيق الرائد أعلاه أن نتمشى صباحا في أحد ازقة عمان القريبة من مركز عملنا وكان في جيبي تقرير مفصل اخر عن شقيقه , كنت سأقدم صورة عنه إلى اللجنة ( بناء على طلبها )  ونسخته الاصلية إلى المغفور له وصفي التل قدمته صبيحة اليوم التالي (وربما سيجدونه في اوراق وصفي رحمه الله ولو بعد حين) وما أن غبنا عن أنظار الناس، حيث تأخر شقيق الرائد خطوتين بحجة , واذا به يفاجئني  يسحب مسدسه الطاحونة ويشهره على من الخلف طالبا إلي رفع يدي حيث كنت احمل مسدسا ايضا , وعندما استدرت وجه  إلى كلمات بذيئة ونابية تنم عن طبيعته الإنكشارية، وقال سوف أقتلك الآن لأنك دمرت شقيقي. وتروح (... نسر) وهنا كان على أن أتصرف خلال جزء من الثانية، وأنا اعرف أن قتلي في تلك الأيام سيعتبر من فعل الأعداء والأسلحة المعادية والتراشق بالأسلحة وسيتم تغطية الموضوع بترتيب مخابراتي على يد الرائد المذكور. كان على أن أتصرف في أسرع من لمح البصر والضوء وخلال رمشه عين رسمت الخطة للنجاة بإذن الله تعالى.

      وبذات خطتي على النحو التالي: عندما فرغ من كلامه وشتائمه ، ضحكت (وكنت قلت في نفسي انه لن يقتلني إلا إذا عرف سبب ضحكي)، فقال وهو مصوب مسدسه نحو راسي، أريد أن اعرف لماذا ضحكت؟ وهنا أدخلته في متاهة أخرى فقلت له اضحك لأنك غبي. (وقلت ذلك لأنه لا يمكن أن يقتلني إلا إذا عرف لماذا هو غبي فهذه عقلية ونفسية الانسان وبخاصة البرامكة والإنكشاريين). فقال كيف غبي؟ لماذا أنا (أي هو) غبي؟ فقلت: لأنني اعرف المؤامرة التي اتفقت أنت وأخوك عليها لقتلي وأنني أخبرت ألعبابيد انه في حالة قتلي أن يقتلوك وأباك وإخوتك واولادكم كلهم وأسرتك أيضا وكل من ينتمي إلى فئتك. ويمحوكم عن الوجود صغيرا وكبيرا وذكرا وانثى عجوزا وطفلا، فاقتلني أن كنت رجلا، لأنك إنما تقتل نفسك واهلك جميعا. وفي الحقيقة انه لو تم القتل فان العبابيد في حينها سيفعلون في ذلك الحين ما قلته.

       وهنا كان الشخص ولا أقول الرجل جبانا وسقط المسدس من يده على الأرض وانهال على يدي يقبلهما متوسلا إلى طالبا مني المسامحة، وهنا قلت له: خليك / كن رجلا والتقط المسدس مرة أخرى واقتلني ولا تصير جبانا. ولكنه بدا يتوسل ويتوسل، وهنا أقفلت الحديث في الموضوع، قائلا له: بإمكاني قتلك بمسدسي هذا ولكنك واخوك لا تساويان ثمن الطلقات الخمسة التي سأقتلك بها , اذهب فانت الطليق , ولكن نهايتك وشقيقك قد تم بوضوح والى الأبد إن شاء الله .قلت له إن الجبان مهما تمرجل يبقى جبانا مهما علت او دنت رتبته

         كانت كلمتي مسموعة عند كثير من اصحاب القرار وعلى راسهم المغفور له الشهيد وصفي التل رحمه الله. وأخبرني شباب الخلية في الدائرة إن الرائد كتب بي تقريرا مختصر فحواه: إن الملازم الاول احمد صالح عويدي العبادي هو أخطر ضابط بالأمن العام على النظام الهاشمي والملك. وأخبروني انه جاء بالتقرير ما معناه انه يجب مراقبة هذا الضابط وطرده من الجهاز ووضعه بالسجن , لأنه ( أي حضرتي ) أخطر من الضباط الاخرين الذين تم طردهم بسبب انتمائهم إلى المنظمات الفدائية المسلحة، وأخبروني إن التقرير حوى اشياء كثيرة وتوصية بإنهائه (أي انا) قبل إن يستفحل ويتقوى، وانني  أحمل فكرا معاديا للنظام) ولا أدرى إن كان التقرير لازال محفوظا بصيغة او بأخرى . وبغض النظر عن دقة اخبار التقرير من عدمها، فذلك ليس مجال نقاشنا هنا، لكن فحواه بقيت هي المنارة التي تهتدي بها دوائر الحكم والتحكم والمهمات إلى يومنا هذا والى أن ألقى وجه ربي، إذا لم تتغير الأمور قبل ذلك ونسأل الله أن تتغير، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

       وعندما صرت نائبا في البرلمان علم 1989 كان هاجسي الحصول على نسخة من هذا التقرير لإبرازه تحت قبة البرلمان وفضح المؤامرة ضدي , ولم يعرف احد لماذا اريده الى الان من خلال هذه الكلمات ,  فانا كتوم إلى درجة انني اتكتم على نفسي احيانا , فعملت جهدي لاختراق  مديرية المخابرات ونجحت في ذلك خلال  مدة وجيزة  اكثر مما كنت اتوقع , وجيء بملفي كاملا من خزانة حفظه ومكث الملف عندي ثلاث ليالي  قراته كاملا , وقرات كل ورقة فيه . كان ملفا ضخما , ولكنني لم اجد التقرير المنشود . ولكن الذي أذهلني في ذلك الملف انه كان يخلو من الدقة والصحة وانه مليء بأحداث وقصص تخصني ما سمعت بها في حياتي ولم تحدث معي الا في ذلك الملف , وحزنت إن يتم تقييم رجالات الاردن بناء على تقارير كاذبة وهمية خيالية  تحفظ بالملفات   . كانت نسبة الغلط والكذب فيه تتجاوز ال 95% من فحواه. ونسبة الصدق لا تصل إلى ال5%  .


واعدت الملف من حيث اتاني , ولم يحالفني التوفيق  بالحصول على نسخة من التقرير , فقال لي شباب مخلصون في داخل الدائرة  آنذاك :  إن التقرير قد يكون تم اتلافه او انه في ملفات الرائد الانكشاري والتي جرى استلامها ممن جاء بعده  . او في ملف سري لي , حيث إن الطريقة كانت إن يكون لدى الضابط ملفات خاصة بالشخص موضوع المراقبة وعندما يجري فتح الملف العام يشار إلى الروابط بالأرقام إن التقرير المفصل لدى الغرفة الفلانية او الضابط الفلاني .

(انتهت الحلقة)