تحولات تاريخية في العالم الرقمي خلال 2016


أنباء الوطن -

شهد العالم الرقمي، خلال العام الماضي، أحداثا وإعلانات وتحولات كبيرة ستسجل في تاريخ هذا القطاع كعلامات مميزة، وخصوصا أن أسماء وشركات تقنية كبرى لعبت دورا رئيسيا في صوغ هذه الأحداث والتحولات.
وفي الوقت الذي واصل فيه العالم الرقمي تطوره المتسارع ونموه والنجاح في طرح منتجات وأجهزة وتقنيات حدثية في ظل منافسة شرسة بين عمالقة صناعة التواصل الاجتماعي وصناعة الهواتف الذكية، شهد هذا العالم خسارات وانهيارات لأسماء كبيرة تأثرت بالمنافسة الشديدة أو الأخطاء التقنية التي قد تسببت في طرح منتج غير مكتمل أو غير مناسب لمستخدمين أصبحوا يبحثون عن كل جديد وذكي في جميع أسواق العالم.
كان العام 2016 مليئا بالمفاجآت والتطورات والأحداث على المستوى التقني وفي العالم الرقمي، الا أن أبرز الأحداث تمثلت في عقد صفقتين كبيرتين بين أسماء كبيرة في هذا القطاع، كانت إحداها أكبر صفقة استحواذ في تاريخ القطاع على الإطلاق، كما أن العام الماضي كان مميزا بخروج وإعلان نهاية لمنتجين عملاقين في عالم الهواتف الذكية.
خلال العام الماضي، شهدنا الإعلان عن صفقة تاريخية هي صفقة استحواذ شركة "ديل" العالمية على شركة "EMC" بقيمة تجاوزت 67 مليار دولار، كما شهدنا الإعلان عن صفقة استحواذ عملاق البرمجيات "مايكروسوفت" على شبكة التواصل الاجتماعي المهني "لينكد ان" بقيمة 26 مليار دولار، وفي المقابل تفاجأنا جميعا العام الماضي بأنباء إيقاف شركة "سامسونج" العالمية إنتاج هاتفها الحديث "جالاكسي نوت 7" بعد شهر من طرحه في الأسواق في أكبر عملية سحب لمنتجات هواتف ذكية حول العالم، فيما أعلنت واحدة من كبرى شركات الهواتف الذكية وهي "بلاك بيري" أيضا التوقف عن تصنيع أجهزتها كليا بعد سنوات من خسائر تعرضت لها الشركة بسبب عدم مقدرتها على مجاراة المنافسة في أسواق الهواتف الذكية.
وفيما يلي ترصد "الغد" هذه الأحداث الأربعة الكبيرة التي شهدها العالم الرقمي في 2016 ببعض التفاصيل: 
صفقة استحواذ "ديل" على شركة" اييه ام سي": جرى الإعلان خلال العام الماضي عن استحواذ عملاق صناعة الحواسيب العالمي "ديل" على شركة "إييه أم سي" المتخصصة في تخزين البيانات مقابل مبلغ ضخم قدر بـ67 مليار دولار.
وتعد عملية الدمج هذه أكبر صفقة استحواذ في تاريخ التكنولوجيا، وسمحت هذه الصفقة لشركة "ديل" بالاستحواذ على جميع منتجات "إي أم سي" إضافة إلى الخدمات السحابية والحلول التحليلية لشركات قطاع الأعمال، كما ستتملك "ديل" بشكل كامل شركة الحلول الأمنية.
ومع إنجاز هذه الصفقة الكبيرة، تكون قد ولدت شركة تقنية ضخمة ستعمل على مساعدة مؤسسات القطاعين الخاص والعام حول العالم في التأسيس لمستقبلها الرقمي، وخصوصا مع تقديم هذا الكيان الجديد لخدمات أساسية في البنية التحتية لتقنية المعلومات وفي مجال البيانات وتخزينها وحمايتها.
صفقة استحواذ "مايكروسوفت" على "لينكد ان": وخلال العام الماضي، وصلت شركة "مايكروسوفت" إلى اتفاق للاستحواذ على شبكة "لينكد إن" للتواصل المهني عبر الانترنت مقابل ما يزيد على 26 مليار دولار.
وأكدت "مايكروسوفت" أن " لينكد إن" ستحتفظ "بعلامتها المميزة وثقافتها واستقلالها"؛ حيث ستسهم هذه الصفقة في تطوير الشبكة الاجتماعية المهنية التي ركزت على ربط المهنيين في جميع أنحاء العالم ببعضهم بعضا، وتسريع نموها. وفي المقابل، تسعى "مايكروسوفت" من الصفقة إلى توسيع قاعدة بياناتها كون "لينكد إن" تعلم كل المعلومات عن المستخدمين، وبالتالي سيفيد ذلك في استراتيجية التعامل بين الشركات والمكاتب والمجالات الأخرى.
يذكر أن موقع "لينكد إن" متخصص في الربط بين الموظفين والمهنيين من مختلف أنحاء العالم ببعضهم بعضا عبر بيئة اجتماعية رقمية تعد الأضخم في مجال الأعمال بعدد مستخدمين يتجاوز 400 مليون مستخدم.
وسبق لـ"مايكروسوفت" أن استحوذت على "سكايب" العام 2011 في صفقة قيمتها 8.5 ملايين دولار، وفي العام 2006 استحوذ "غوغل" على موقع "يوتيوب" بـ1.65 مليار دولار في صفقة استثنائية حينها.
"سامسونج" تسحب "جلاكسي نوت 7" من الأسواق: بعد أن أطلقت شركة "سامسونج" العالمية هاتفها الجديد "جلاكسي نوت 7" نهاية الربع الثالث، اضطرت الى سحبه من الأسواق بعد أقل من شهرين على طرحه عالميا عندما تعرض الجهاز لضربات قاسية نتيجة عيوب ظهرت لاحقا في بطاريته وكانت تؤدي الى انفجارات في الأجهزة، ما اضطر الشركة لرصد حالات الانفجار في مختلف أسواق الاتصالات حول العالم، ومحاولة سحب المنتجات المتضررة واستبدالها، ما تسبب في أكبر الخسارات التي شهدتها الشركة المسيطرة على حصة الربع من سوق الهواتف الذكية العالمية.
حاولت "سامسونج" حل أزمتها وإنعاش هاتفها الجديد، إلا أن جميع محاولاتها باءت بالفشل، لتقرر بعد ذلك التوقف كليا ونهائيا عن إنتاج "جالاكسي نوت 7"، لتطلق الشركة العالمية رصاصة الرحمة على منتجها المريض.
هذا المنتج كبّد شركة "سامسونج" أكبر خسارة في تاريخها بأكثر من 17 مليار دولار بسبب عمليات التصنيع وسحب المنتجات ومعالجة شكاوى المستخدمين حول العالم. 
"بلاك بيري" تتوقف عن تصميم هواتفها الذكية: وفي نهاية الربع الثالث من العام الماضي، أعلنت شركة "بلاك بيري" أنها ستوقف تصميم وتصنيع هواتفها الذكية، في مصانعها الخاصة وسيتولى طرف آخر إنتاجها، وذلك بعد 14 عاما من العمل في هذا القطاع.
وتكافح الشركة، التي كانت ذات مرة رائدة في هذه السوق، لمواكبة أجهزة الهواتف الحديثة التي ينتجها منافسوها أمثال "أبل" و"سامسونج".
وتعد هذه الخطوة من قبل الشركة الكندية نقطة مفصلية جديدة في تاريخها؛ حيث وقعت الشركة اتفاقية ترخيص مع شركة مشتركة إندونيسية تدعى BB Merah Putih لتصنيع وتوزيع وتسويق الهواتف الذكية التي تحمل علامة "بلاك بيري" والعاملة بنظام أندرويد.
هذا يعني أن "بلاك بيري" ستتوقف عن أنشطتها التصنيعية كافة وتطوير الهواتف الذكية وتنتقل إلى التركيز أكثر على البرمجيات والأمان بالتالي تحسن وضع الشركة المالي من خلال تخفيض رأس المال اللازم للمصانع وغيرها.