هَذِهِ البلادُ مخطوفةٌ
كتب : باسل الرفايعة
هَذِهِ البلادُ مخطوفةٌ، وثمَّةَ عصابةٌ تطالبنا بِفدْيةٍ، لتعيدها لنا. وهي تعرفُ أننا نُريدها، ولا نقبلُ بسواها. تعرفُ كم هي غاليةٌ وعزيزةٌ، ولذلك تبتزُّنا كلَّ يوم.
تبتزُّنا بالفقرِ، وتأكلُ من لحمنا. وصلت السكّينُ إلى عظمنا، ولا تزالُ تحزُّها عميقاً، وتحثُّنا على الصبرِ، واحتمالِ الجوعِ، والبردِ، والذلّ، وإلا ستذبحُ الرهينة.
تبتزُّنا العصابةُ بالخوفِ على البلادِ من الإرهاب، وتشدُّ قبضتها على أعناقِ القرى والبيوت والمدارس. تعلمُ أنَّ نارَ الجارِ باتت في الدار، ونعلمُ أنَّ الأسوأَ في حوش الدار، لا على أسوارها، فنحنُ نرى اللصوص، ونعرفهم واحداً واحداً. نعرفُ الهاربينَ، والمقيمينَ، ونراهم كلَّ ليلةٍ، يُشعلونَ العتمةَ، ويتقاسمونَ خبزنا وحطبنا، ويرمونَ فُتاتاً للرهينةِ، من تحتِ الباب.
هذه البلادُ مخطوفةٌ. أيُّ فِدْيَةٍ تريدون؟. لقد دفعناها من دماءِ أولادنا. وَمِنْ بطونهم الجائعة، ومن جلودهم المتشققة من الزمهرير، ومن ماءِ وجوهنا. ومن غربتنا، ومن كلّ مرارةٍ تسكبونها في حلوقنا.
أيُّ فِدْيَةٍ تُرِيدُون. وَمَنْ يضمنُ لنا أنكم لن تذبحوا الرهينةَ، بعدَ أنْ تأخذوا كلَّ ما تبقّى من عظامنا. على الأقل. نريدُ أنْ نتأكَّدَ بأنّها على قيدِ الحياة
............
- عن الصفحة الشخصية للكاتب