تعثر ارتفاع أسعار النفط وسط شكوك حول تخفيضات "الأوبك"
أحدث الانتعاش المؤقت لسوق النفط انتكاسة مع الشكوك حول تخفيضات منظمة الدول المصدرة للنفط (الأوبك).
وكانت سوق النفط تمتعت بأقوى أداء لها في 6 أسابيع الخميس الماضي، وذلك مع الأخذ بالاعتبار نفط برنت عند 56.50 دولاراً تقريباً للبرميل الواحد، ولكن سعر البرميل تراجع إلى 55.30 دولارا مع عودة ظهور حالة التوتر.
وفي بدايات الأسبوع الماضي، جاءت البيانات الخاصة بالسوق مشجعةً في ضوء اقتراحات بتخفيضات أعمق من المتوقعة من قبل المملكة العربية السعودية؛ إحدى أكبر منتجات النفط في العالم، ودعَّم الدولار الأضعف الذي عقب أول مؤتمر صحفي استضاف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب قوة هذه البيانات.
وأوضحت تقارير أن السعوديين تجاوزوا مستويات التخفيضات المتفق عليها في صفقة التوريد الأخيرة البارزة، في حين أنهم ينتجون أقل من 10 ملايين برميل من النفط في اليوم الواحد، الأمر الذي يشير إلى كونهم قد خفضوا الإنتاج بنحو 625.000 برميل بدلاً من الـ500.000 برميل المتفق عليها.
وتقول مذكرة استثمار أصدرتها شركة الأوراق المالية المتخصصة "بروكيريج كينكوس" في هذا الصدد "إن هذا يقترح أن السعوديون على استعداد لتحمل آلام التخفيضات قصير الأجل فوق الحصص المتفق عليها من أجل استيعاب زيادات الإنتاج الليبي، وبالتالي الحفاظ على الأسعار على المدى الطويل".
وكانت ليبيا أعفيت من تخفيضات "الأوبك"، في ضوء أن الدولة الشمال أفريقية المنكوبة تعاني من أجل إعادة صناعتها النفطية المتضررة إلى سابق عهدها.
ولكن المخاوف تملأ قلوب التجار حيال إذا ما كان سيتم الالتزام بالصفقة التي أبرمت في أواخر العام الراحل بين "الأوبك" وأكبر منتجي النفط في العالم.
وفي سياق متصل، قال أولي هانسن من "ساكسو بنك" إن ذروة الأسعار قصيرة الأجل قد أعقبت بعمليات بيع واسعة النطاق في محاولة من التجار لفهم المجموعة المتنوعة من الأخبار ذات العلاقة بالإمدادات النفطية.
وفسر هانسن الأمر، قائلاً: "خفض أعضاء الأوبك الرئيسيون الإنتاج كما وعدوا، ولكن على النقيض من ذلك لدينا تحفظات إزاء العراق إلى جانب الإنتاج الليبي والتحديث الذي يتعلق بإنتاج الولايات المتحدة".
ويزعم العراق أنه خفض إنتاجه اليومي من الذهب الأسود بمقدرا 160.000 برميل يومياً لتحقيق هدفه المنشود عند 210.000 برميل يوميا في وقت قريب. ولكن بيانات حمولات السفن الخارجة من الدولة تشير إلى أن صادرات شهر شباط (فبراير) المقبل سوف تكون أكثر. وبالإضافة إلى ذلك، لم يبدِ الشمال -الذي يسيطر عليه الأكراد- أي إشارة إلى نية اتباع التخفيضات، تاركاً هذه التخفيضات لحكومة الجنوب، وفقاً للسيد هانسن.
وقفزت الأسعار من أخفض مستوى لها في 12 عاماً، عند 27.50 دولارا للبرميل قبل عام من الآن، ولكنها كافحت في الوصول إلى سعر الـ60 دولارا للبرميل الرئيسي بدون تدخل من "الأوبك".
ويعد اتفاق "الأوبك" على تخفيض الإنتاج، إلى جانب تخفيضات روسيا الإنتاج أيضاً، الأول من نوعه في 15 عاماً، وهو ضرورة لا مفر منها لمساعدة السوق على مواصلة انتعاشها المؤقت بعد عامين من التراجع الكارثي للأسعار.
وأصدر مقر المنظمة في فيينا تحذيراً يقول إنه بدون اعتماد هذه الصفقة يمكن للسوق أن تواجه عبء عرض من 1.24 مليون برميل نفط في اليوم، ما يتجاوز بـ300.000 برميل توقعات الشهر الماضي، ما قد يفضي إلى تدمير الانتعاش الذي تحارب السوق لإنفاذه.