نسرين تملك حسا إنسانيا عززه ‘‘سند‘‘ واقعا وعلما
تحمل نسرين ابراهيم الفلاح حسا إنسانيا اتجاه ذوي الاحتياجات الخاصة ايمانا منها بانهم جزء لا يتجزأ من المجتمع، بل لديهم ميزات كثيرة تفوق غيرهم إذا ما حصلوا من المجتمع على العناية والمحبة، ولذا اصرت على دراسة التربية الخاصة وهي حاليا طالبة على مقاعد الكلية.
بدأ كفاحها بالعمل والدراسة معا لتساعد أهلها من جهة وتبني خبرات تساعدها بعد انتهاء دراستها على الحصول على فرصة عمل من جهة اخرى، فالظروف المعيشية صعبة ليس لها فقط بل لابناء مجتمعها خاصة فئة الشباب والذين وضعوا شبح البطالة نصب اعينهم واحبط الكثير من التقدم والاستمرار، ولكن نسرين اصرت على كسر ذلك الخوف والمضي قدما.
وتعمل نسرين من منزلها في إربد من خلال تقديم خدمات المساعدة في مجال التدريب الوظيفي والتأهيلي لذوي الاحتياجات الخاصة لخمسة أطفال يرتادون اليها، بالإضافة إلى أنها تذهب في بعض الاوقات لتدريب وتأهيل اولئك الأطفال في منازلهم مما يشكل موردا ماليا مهما لها.علما بانها تخطط إلى إنشاء مركز متخصص لذوي الاحتياجات الخاصة خلال الفترة المقبلة.
لان طموحها كبير، ارتأت نسرين البحث عن برامج تدريبية لتطوير مهاراتها الشخصية والمهنية، فلجأت لجامعتها لتستفيد من خبرات موظفيها وقاموا بتعريفها ببرنامج سند الممول من الوكالة الكندية للتنمية الدولية Global Affairs Canada والمدار من مركز تطوير الأعمال BDC والمصصم من قبل المنظمة الدولية ILO، والذي يهدف إلى تطوير مهارة الشباب وتزويدهم بالمهارات الشخصية والمهنية اللازمة للدخول في سوق العمل بالإضافة إلى تعريفهم بمفهوم ريادة الأعمال، وكيفية بناء مشاريع خاصة تساهم في خلق فرص عمل جديدة.
كل ذلك بدا مهما بالنسبة لنسرين وقررت الالتحاق بالبرنامج بالرغم من عدم معرفتها بماهية ريادة الأعمال وكيف ممكن لفتاة على مقاعد الدراسة البدء بمشروع دون وجود خبرة عملية أو دراية بإدارة المشاريع.
بدايات البرنامج التدريبي كانت محفزة، وعن تلك المرحلة تقول: "بدأ المدربين البرنامج بتعريفنا بانفسهم وخبراتهم العملية ومن ثم التعرف علينا مما أعطانا شعورا أن وجودنا ليس فقط لاخذ المعلومة بل لمشاركة آرائنا ومعرفتنا بوصفنا جزءا من العملية التعليمية".
وتضيف: "زاد ذلك من رغبتي بالاستمرار وشعرث من خلال التمارين والانشطة التي شاركت فيها رأيي دون خوف أو تردد بانني قادرة على الابداع والتفكير خارج الصندوق، تعرفت على صفات شخصية لم أدركها قبل وتعلمت كيفية تطويعها في بناء مسار مهني بالمجال الذي احبه، بالإضافة إلى التعرف على مفاهيم الإدارة المختلفة وكيفية انشاء مشاريع خاصة بنا بوضع خطط عمل ودراسة الاحتياجات، لن أنسى أي شيء مما تعلمته لأنني ببساطة تعلمت من خلال التطبيق العملي والممارسة فاستنبطنا الأفكار بانفسنا". وتتابع: "كما ساعدني البرنامج على تنظيم وقتي خاصة بانني أعمل وأدرس بنفس الوقت، فأصبح لي برنامج واضح استطيع من خلاله التركيز على دراستي والابداع في عملي بالإضافة إلى امضاء الوقت مع عائلتي".
حققت نسرين نجاحا بارعا في دراستها لتحصل على المركز الأول في تخصصها بالامتحان الشامل وتقدير ممتاز في الكلية، بالإضافة إلى التحاقها ببرامج تدريبية في مجال تخصصها واستمرارها في اعطاء الحصص لطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.
وتعتبر نسرين أن برنامج "سند" علمها كيف تبحث عن الفرص بدلا من انتظارها، وتقول: "أصبحت أنظر للحياة بمفهوم ايجابي واختلف أسلوبي بالتعامل مع زملائي وأهلي وحتى طلابي من ذوي الاحتياجات الخاصة، فهمت ذاتي ونقاط قوتي لتعزيزها ونقاط ضعفي للتخلص منها. أًصبحت أكثر ادراكا لما أريد في حياتي وهو بالتأكيد عمل مشروع متخصص لذوي الاحتياجات الخاصة".
وترى نسرين أن برنامج "سند" هو الموجه لوضع الشباب في الاتجاه الصحيح سواء لحياتهم الشخصية أو مسارهم الوظيفي.