الحوكمة الرياضية على طاولة اللجنة الأولمبية
قامت اللجنة الاولمبية أخيراً بعرض استراتيجة تسعى من خلالها إلى إدارة وتوجيه المنظومة الرياضية للسنوات الأربع المقبلة.ولعل العرض الذي قدمه امين عام اللجنة الاولمبية ناصر المجالي يؤكد ضرورة ان يكون العمل تشاركيا وتتحمل كل المؤسسات والمنظمات الرياضية مسؤولياتها تجاه الحركة الرياضية لايجاد سبل حقيقة لدعم الرياضة وتطويرها. يقودنا هذا المدخل الى ضرورة حوكمة الرياضة بما يضمن وجود انظمة وقوانين تحكمها وتعمل على تطوير عملها حيث اصبحت حوكمة المنظمات الرياضية حاجة ملحة في كل دول العالم المتقدم.وترتكز اليوم اللجنة الاولمبية على الاتحادات التي وظيفتها تنظيم المسابقات والمباريات ولكن هذا الدور غير كاف مع التطور الكبير الذي طرأ على الحركة الرياضية التي اصبحت اليوم اكثر تعقيدا لما يحتاجه اعداد اللاعبين من برامج وخطط ودراسات تضمن دعم المنافسات الرياضية وايصالها الى الانجازات الدولية والاولمبية لذلك فإن انجاز مشروع الحوكمة مرتبط بتوافر أدوات النجاح فبقدر ما تطلب المنظمات الرياضية الاحتراف الرياضي من لاعبيها ومدربيها فلا بد ان تقدم هي نفسها الاحتراف الاداري سواء في مجالس الادارات او المكاتب التنفيذية لقيادة الرياضة في الاتجاه الصحيح وخلق بيئة أمنة تعمل وفق خطط مدروسة لتطبيق الحوكمة التي اصبحت نهجاً لكثير من المؤسسات الدولية.ويشير مصطلح الحوكمة إلى مجموعة القوانين والقواعد والمعايير التي تحدد العلاقة بين مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية من ناحية، وأعضاء الجمعية العمومية من ناحية أخرى واستكمال الإطار القانوني واستصدار اللوائح ومناقشتها مع أصحاب الشأن بما يضمن الالتزام بها و تطبيقها التطبيق السليم.وتشير مراجع ومصادر ان «جاك روج» رئيس اللجنة الأولمبية الدولية السابق اكد ان الرياضة تستند الى الخلق والمنافسة الشريفة ويتحتم أن تحقق حوكمة الرياضة أعلى المستويات الممكنة من الشفافية والديمقراطية والمساءلة، ولهذا أخذت اللجنة ومنظمات دولية على عاتقها النظر في موضوع الحوكمة عن طريق الاقتباس من سوابق في المؤسسات التجارية والمؤسسات خارج الرياضة والاستفادة من خبراتهم في وضع الأطر التي تحدد الأدوار بين الهيئة العامة والمجالس الادارية والإدارة ، وأن آخر هذه الاهتمامات كان وثيقة « مبادئ عالمية للحوكمة الجيدة للحركة الاولمبية في كوبنهاجن في 3-5 تشرين الاول 2009م.وما قاله روج يقودنا الى ضرورة المطالبة بتوفير الحوكمة التي ستؤدي الى ايجاد لجان مستقلة تقوم بوضع الاهداف ورسم الموازنات وتفعل الاستثمار في الموارد الرياضية وإصدار تقارير أداء مالي سنوية يمكن من خلالها الحكم على أداء هذه المؤسسات، ومحاسبة المقصرين.وعودة الى اللجنة الاولمبية الاردنية نؤكد ضرورة ان تشمل جهودها المجتمع المحلي ضمن خطط المسؤولية الاجتماعية لتشمل المبادرات التي تعمل على نشر الثقافة الاولمبية بهدف ان تكون ممارسة الرياضة للجميع القاعدة التي تبنى عليها اجيال رياضية تحمل المواصفات التي توصلها الى الاحتراف وبدون شك هنا يجب ان يكون للجنة الاولمبية اذرع قوية تشمل المدرسة والجامعة التي تعد طريقاً اساسياً للوصول الى الانجازات.