طرق لحياة أكثر صحة وتوازنا
تحقيق التوازن والانسجام بين الحياة اليومية والصحة العامة، أمر شبه مستحيل، ولكن يمكن تهيئة الظروف لتغدو مواتية لنوم مريح والتعلم والاسترخاء، والعمل بحيوية أكبر.
ومن هنا، فإن تعزيز الأكل الصحي وتشجيع وتبني ممارسات ونشاط بدني ليغدو روتينا يوميا أمر بالغ الأهمية، وبخاصة أن نمط الحياة الصحي يؤدي إلى منع 80 % من الوفيات المبكرة الناجمة عن أمراض القلب والسكتات الدماغية و60 % من الوفيات المرتبطة بالسرطانات، وأساس ذلك كله حياة متوازنة بكل المعايير وعلى الأصعدة كافة.
كيف تأكل بطريقة صحيحة؟
تحويل عادات تناول الطعام السيئة واستبدالها بأخرى صحية، يعني تحسين نوعية الخيارات التي تقدم عليها خلال تناول الطعام يوميا، ما ينعكس على القدرة على التركيز واليقظة، فحين تتخطى وتهمل وجبة الإفطار ينجم عنه زيادة في الوزن وفقدان للطاقة والاكتئاب والتعب والإجهاد.
ومقاومة إغراءات الطعام ليست بالأمر السهل؛ إذ إن رائحة الطعام في كثير من الأحيان تسبب لنا إغراءات كبيرة تنعكس على كميات الطعام التي تدخل الجسم بمعدل يومي وعال، لذا تجنب إبقاء تلك المغريات في كل مكان من المنزل، وابتعد عن تلك الطرق التي تقودك لشراء كميات كبيرة من الأطعمة التي لا تحتاجها مثل الشيبس والمشروبات الغازية والوجبات السريعة التي تعبق بالدهون والكولسترول.
وهذا يعني أن تتسوق بذكاء، بحيث تكون الأولوية للمأكولات الطازجة من خضار وفواكه موسمية، وابقَ على ما كتبته على القائمة التي جئت من أجلها للسوق.
ومن الآليات الفعالة الكبيرة في التغلب على كل العادات السلبية، الإرادة، فعلى سبيل المثال يمكن وضع خطة وهدف كأن تفقد من وزنك من أجل مناسبة خاصة أو لتبدو أفضل في الصيف وغيرها الكثير.
والأهم من كل هذا أن لا تعمل على تجويع نفسك، فهو ما يدفع للمبالغة والإسهاب في تناول الطعام؛ أي اعمل على تقسيم الطعام لوجبات خفيفية طيلة اليوم، وبدلا من ثلاث وجبات فلتتحول إلى خمس، ولتكن أصغر حجما وتشمل خيارات مختلفة مثل الفواكه، الخضار، المكسرات غير المبهرة، أو أي وجبة خفيفة الدهون.
تغييرات صغيرة فروق كبيرة
التغييرات الصغيرة التي تتبعها في الطريقة التي تتناول فيها الطعام يوميا، ستحسن من نوعية أسلوب الحياة التي تحياها وتجعلها ملائمة أكثر ونظيفة، وهذا يعني:
- التخلص من المياه الغازية والصودا، واستبدالها بمشروبات طازجة كالأعشاب، وإضافة النعناع والليمون والفواكه مثلا لكأس الماء، ما يجعله ألذ طعما وتقبل عليه بحيث لا تنسى تناول كميات وافرة.
- أن تأكل حين تكون بحاجة للطعام، فإن كنت غير مرتاح لا تقم بتناول أي طعام، لأن ذلك سيؤثر عليك سلبا، إلى جانب جعلك أكثر جوعا بوقت لاحق، ويجب توزيع الطعام على مدار اليوم؛ بمعنى أن تتناول الطعام بانتظام طوال اليوم بمعدل كل ساعتين إلى ثلاث ساعات، بواقع وجبات خفيفة صحية بين الوجبات الرئيسية، ما يسهم في الحفاظ على عملية التمثيل الغذائي ويساعدك على تحديد كميات الطعام للوجبات الثلاث، علما أن أول وجبة خفيفة، ينبغي أن تكون بعد 90 دقيقة من الاستيقاظ.
- لا تأكل وأنت منشغل بأمر آخر؛ أي خلال مشاهدة التلفزيون، العمل والقيادة، فهي تلهيك عن الكمية التي تدخل إلى معدتك، بحيث تصل لأضعاف ما تحتاجه فعليا، بينما حين تركز فيما تتناوله ستستمتع بوجبتك وتلقي بالا وأهمية لخياراتك وتكون أكثر ارتياحا.
- مارس الأنشطة، اجعل يومك نشيطا، أي ألا تبقى خاملا، أدخل الحركة عبر التنقل والمشي وممارسة السباحة بوقت ملائم.
كيف تدخل التوازن لحياتك؟!
أن تحيا بتوازن أمر ليس بسهل، لكنه يبدأ وقبل كل شيء بالتركيز على نفسك من وقت لآخر، بتدليل ذاتك، لا تتوقع من الآخرين أن يغذوا طاقتك ويشعرونك بالحيوية، وأن تعلم متى تقول بدون الشعور بالذنب أمر مهم؛ فإيجاد حدود بطريقة صحية يساعدك على تنظيم ما يمكن لك تقبله وتحمله، وهذا يجنبك الكثير من المشاكل والتوتر.
عليك الإقرار والاقتناع بأن خياراتك الخاصة هي التي تقرر الاتجاه الذي تسير فيه حياتك، ففهم كل شيء لا يلزم ولا يعني أن الأمور يجب أن تكون معقدة وصعبة حتى تكون جديرة بالاهتمام وصحيحة، ففي معظم الحالات الحس السليم والبساطة هي أقصر المسارات لتحقيق الأهداف.
وحين تعلم كيف تتوقف عن إضاعة الوقت الثمين وطاقتك من خلال القلق إزاء أمور وأشياء لا تملك أي سيطرة عليها بكل بساطة، مثل الطقس والمتغيرات الحياتية وحركة المرور والحشود والضرائب وسلوك الآخرين، والحل يكمن في الحفاظ على الهدوء وتقبل حقيقة أن بعض الأشياء لا يمكن تغييرها خصوصا تلك التي لا يمكنك السيطرة عليها.
وكن مدركا بشكل تدريجي أن الواقع عملية متواصلة، أنه لا مفر من النكسات والتحديات وفترات الإحباط في مرحلة وحياة كل فرد، فهي جزء من النمو والتغيير والتعلم، وهذا أمر طبيعي، ولأن جميع البشر لديهم أخطاء وعيوب، فنحن نستفيد من التعلم وممارسة الفهم والصبر من خلال التعامل مع الناس والتواصل معهم، وإدراكنا أنه في بعض الأحيان من غير الممكن أن نتفق مع كل شخص نقابله، وأننا لا يمكن أن نرضي الجميع طوال الوقت. وبالتالي فإن الشيء الوحيد الذي يمكننا فعله، هو التركيز على ذاتنا وتحسينها من خلال الممارسة والتدريب المتواصل، وهذا يدعم بالمواقف الحياتية والتواصل الذي يسهل الحياة اليومية، ويتيح لنا مع الوقت استعادة السيطرة على أنفسنا، ونشعر بالتوازن مجددا في حياتنا الخاصة، ومن المحتمل أن تشعر بأن لديك حمولة عاطفية إيجابية، وستميل لتصبح أكثر هدوءا وأكثر سعادة ونفسية صحية أكثر مع مرور فترة من الوقت.
كيف تحسن من نومك؟!
النوم أساسي لجميع وظائف الجسم، ومع بلوغك 30 من عمرك فأنت فعليا أمضيت 10 أعوام منها نائما، وأسس النوم المريح ترتبط بالبيئة أولا وأخيرا، بمعنى أن يكون السرير مريحا، والغرفة هادئة بما يكفي، فيما الإضاءة خافتة وباردة بما يكفي كي تجعل الجسم يخلد لنوم عميق؛ حيث إن الشعور بالدفء والحرارة يصعب الخلود للنوم، وهنا تلعب درجة حرارة الغرفة دورا كبيرا في النوم. وتحديد ما ترتديه ونوع البطانيات وطريقة النوم أيضا، فهي ترتبط بتوفير درجة الحرارة الصحيحة للجسم.
ويفيد مارك ليفي اختصاصي الرعاية الصحية في مركز ميرس الطبي في بالتيمور، أنه وللحصول على نوم صحي ومريح، يجب أن تتراوح درجة حرارة الغرفة بين 20 و22 درجة مئوية. وينصح بأخذ حمام دافىء، لأن له دورا كبيرا في النوم المريح.
وللظلام دور كبير في الحصول على قسط وافر من النوم، لأن أقل كمية من الضوء، يمكن أن تؤثر على عمل الساعة الداخلية للجسم، ويؤدي ذلك إلى تعطيل مستويات الميلانونين والسيروتونين. وعندما نشير إلى أقل مقدار من الضوء، فذلك يعني أن الضوء يؤثر على النوم. وجل ما عليك فعله هو التخلص من أي مصدر للضوء حتى الضوء المنبعث من ساعة المنبه، وحاول ألا تشعل أي ضوء حتى لو أردت الذهاب إلى الحمام في منتصف الليل. مع تنظيم عادات النوم لأن الجسم يعمل وفق دورات مختلفة، وتكون نوعية النوم أفضل حين تخلد للسرير في الوقت نفسه يوميا كل ليلة والاستيقاظ في الوقت نفسه.