فاكهة الحمير
كتب : باسل طلوزي
منذ متى صار حمار فرج يأكل البندورة؟..
هذا التحول الغريب كان مبعث حيرة فرج، فحماره، منذ أيام، صار مدمنًا على أكل البندورة، ولا يقبل طعامًا غيرها.
والغريب أن تحولات الحمار، تزامنت مع احتجاجات شعبية على ارتفاع أسعار البندورة، فالمظاهرات لم تهدأ، منذ أيام، على الرغم من كل الذرائع التي ساقتها الحكومة من قبيل: «تفاقم تكاليف الإنتاج»، و «صعوبة التصدير»، إلى آخر تلك الحجج التي أصبح الشعب يحفظها عن ظهر قلب، كلما أرادت الحكومة فرض ضرائب جديدة، أو رفع سعر سلعة ما.
وبعد أن تفاقمت حدة المظاهرات، وأصبحت مصدر قلق حقيقي للزعيم نفسه، الذي لم يأخذها على محمل الجد، في البداية، فقد قرر أن يتدخل شخصيًّا، هذه المرة، لمحاولة تهدئة الغضب الشعبي، خصوصًا، بعد أن قضى سحابة يوم كامل، من وقته «الثمين»، وهو يقرأ كتاب «تاريخ البندورة، عبر العصور»، فاندهش حين عرف أن «البندورة» كانت تسمى «فاكهة الملوك» قديمًا، وهنا خطرت في ذهنه فكرة جهنمية، إذ قرر أن ينقل هذه «المعلومة» للشعب، عبر خطاب متلفز؛ ليقنعهم بأن البندورة عادت إلى أصلها «فاكهة للملوك»، فقط، ولذا يتعين على الشعب أن يكفّ عن هذا «النعيم» الذي لم يكن من حقه، أصلاً، مهددًا أنه، بعد الآن، لن يتسامح مع أي تظاهرة جديدة.
وقد شاءت الصدف، أن يسمع حمار فرج خطاب الزعيم حول «فاكهة الملوك».
...............
- عن «العربي الجديد»