بين مؤيدي عقوبة الإعدام ورافضيها
كتب : معاذ التل
لا يزال هناك خلاف بين مؤيدي عقوبة الإعدام ورافضيها، فمؤيدي العقوبة يرون انها تساهم بردع القتلة الإفتراضين لاحقاً ودون ظلم للمعدوم لأنه أزهق روح انسان عن سابق إصرار وترصد فلا يجوز التعاطف معه وهو يستحق هذا العقاب، وانها تريح أهل القتيل من عذابهم، وانها تساهم بتسكين المجتمع لأنها تشعر الناس بأن العدالة ستأخذ مجراها خاصة مع أبشع جريمة عرفتها البشرية عبر تاريخها الطويل وهي القتل.
الرافضون للعقوبة يقولون انّ عدم إعدام مائة مجرم أفضل من إعدام بريء واحد، وانه لا يمكن التأكد مائة بالمائة من ان القاتل فعلا هو القاتل ولذلك الأفضل السجن المؤبد للقاتل، ويرون انّ الحياة مقدسة لدرجة انه لا يجوز سلبها من إنسان حتى لو فعل ذلك هو مع غيره، والحل هو سجنه لمنع خطره وتكرار فعله، ويرون ان عقوبة الإعدام تخلق حالة فزع مؤقتة بين الناس لكن سرعان ما يزول تأثيرها بدليل ان الدول التي تطبق عقوبة الإعدام لم تنخفض فيها معدلات الجريمة «السعودية والعراق والأردن» على سبيل المثال، وانّ الإعدام قد يريح أهل القتيل لفترة وجيزة جداً، لكن سرعان ما تعود لوعة الفراق وألمه كما كانت في السابق، فالإعدام لم يعيد لهم فقيدهم.
هناك من يقف موقف متوسط فيرى انه لا يؤيد الإعدام بشكل عام ولا يؤيد التوسع فيه ولا سرعة تطبيق الأحكام الصادرة من المحاكم، ولكنه بنفس الوقت يرى ان مستوى تطور بعض الشعوب ووضعها لا يسمح بإلغاء العقوبة في الوقت الحالي كما حصل ببعض الدول التي ألغت عقوبة الإعدام ولكن عند مستوى متقدم من الوعي تحصّل بفعل العدالة الإجتماعية والتعليم ومعدلات الرفاهية الجيدة والثقافة المجتمعية المتقدمة، وبحيث استمرت معدلات الجريمة بالإنخفاض لديهم رغم الغاء هذه العقوبة الأقسى بلا شك بالعقوبات.
لا شك انّ الإعدام عقوبة قاسية وليست سهلة ولا يحبذ التوسع فيها؛ ولكن لا شك ان هناك وجهات نظر متباينة تجاه هذه العقوبة ولكل حججه بالموضوع.