بسطة الدرب تنثر «السعادة» على أسر معوزة في العقبة
العقبة – طلال الكباريتي
ضوء مصباح خافت وصوت يرتل القرآن كفيلان بجذبك الى بسطة قهوة حتى لو كنت على عجل من امرك وانت تعبر شارع الدرب في العقبة.
هذه البسطة بمكوناتها البسيطة التي لا تتجاوز قيمتها بضعة دنانير اختار صاحبها أن تحمل اسم «السعادة» لتنثر شيئا من معانيها ورزقها كل اسبوع على فقراء ضمن حصالة وضعها صاحبها منتصف البسطة.
واللافت في الموضوع أن هذه البسطة التي لم تكمل الشهر من عملها، استطاع صاحبها أن يقدم طرودا تموينية لأكثر من 25 أسرة معوزة في العقبة خلال أول اسبوعين من انطلاقها، كما عزم أن يكون زبونه، شريكا في فعل الخير. فبعد أن يدفع الزبون ثمن مشروبه الساخن، يطلب صاحب البسطة منه أن يضع بيده الخمسة قروش «10% من قيمة المشروب الساخن» في الحصالة، ليتشاركا الأجر. ولتكمل التشاركية في فعل الخير والثواب بين البائع والزبون، يدعو صاحب البسطة الزبون ليسجل اسمه ضمن كشف في حال رغبته، لتوزيع الطرود التموينية التي يجمعها نهاية كل أسبوع. يقول صاحب البسطة الشاب محمد جمال مصطفى الشريف 27 عاما إن فكرة بسطته المتواضعة لتكون مصدر بهجة وسعادة لعدد من فقراء العقبة جاءته بعد أن أنهى خدماته إثر وعكة صحية كرقيب في القوات الخاصة، وتفكيره بأصحاب الحاجة أثناء مرضه. وأضاف الشريف أنه انطلق بالعمل بالعطاء والتبرع للفقراء عبر حصالة وضعها على بسطته، خصص من خلال بيعه 10% من يوميته لمساعدة الفقراء اسبوعيا. وأوضح أنه تمكن بعد أول أسبوع من عمله في البسطة أن يجمع مبلغ 56 دينارا استفادت منها 12 أسرة عفيفة، أما الاسبوع الذي تلاه فجمع 72 دينارا استفاد منها نحو 16 أسرة عفيفة في العقبة. وذكر أنه بعد تقديم الخير والعطاء للأسر المحتاجة في المدينة من خلال بسطته زاد بيعه للمشروبات بنسبة 10%. وأوضح أن طموحه يقتصر على أن يعم الخير على جميع أرجاء الوطن، بالاضافة الى طموحه أن يقلده جميع الباعة في العقبة بتخصيص جزء من إيرادهم لمساعدة الفقراء. وأكد أنه لاقى تجاوبا كبيرا من أبناء العقبة بعد علمهم بالفكرة، مشيرا أن عددا منهم خصص مبلغا شهريا يوضع في تلك الحصالة لمساعدة الفقراء .