نقيب الفنانين؛ المفتي الركيك المرتبك
كتب : باسل الرفايعة
يحقُّ لنا كأردنيين وأردنيّاتٍ أنْ نخجلَ، وَنَحْنُ نتابعُ نقيبَ الفنانين الأردنيين ساري الأسعد ضيفاً على قناةِ «العربيّة» الليلة، متحدِّثاً مرتبكاً عن فصل الفنانةِ أسماء مصطفى من نقابتها، بحجةِ الإساءةِ للدينِ، عندما كتبتْ على صفحتها في «فيسبوك» اقتباساً عن عرضٍ مسرحيٍّ تونسيّ عنوانهُ «ألهاكم التكاثر». وزادت عليه تناصّاً: حتى زرتم المسارح.
يُحبُّ الإعلامُ مثلَ هذه الفضيحة. يُحبُّ جمهورها، ويسعى إليه. فما الذي يُشجّعُ النقيبَ على هذا الظهور المؤسفِ لنا جميعاً، أَمْ أننا شعبٌ بائسٌ إلى هذا الحدّ الذي يجعلُ نقيبَ الفنانين غيرَ قادرٍ على صياغةِ جُملةٍ صحيحة، يردُّ فيها على حسن معوّض في برنامج «نقطة نظام»، وهو يسألهُ: أنتم كفنانين، كيف توصلتم إلى أنَّ عبارة «ألهكم التكاثر» حتى زرتم المسارح تحريفاً لنصٍّ دينيّ. هل أنتم متبحّرون في الدين. هل أصبحتم مُفتين؟
أجابَ ساري الأسعد إنّ ذلك «أثارَ حفيظةَ كلّ الشعب الأردنيّ». فردَّ عليه معوّض: لكي تتوصلوا إلى الفرق بين الاقتباس والتحريف. هل سألتم رجال دين في الأردن؟. فما كانَ من النقيب إلا أنْ قَالَ إنه اتّصلَ مرتين بدائرة الإفتاءِ، وَلَكِنْ «محدشْ رد عليْ»!!
هكذا، لم يَرد الإفتاء، فقررت النقابةُ شطبَ أسماء مصطفى من عضويتها. السيناريو المخجل يتواصلُ، حين يسألُ معوّض: أنتَ تقول «كلُّ مغمور صارَ يسيئُ للدين حتى يشتهر. هَلْ لديك أمثلة؟». فردَّ الأسعدُ بثقةٍ يُحسدُ عليها: «واللهْ.. سلمان رشدي مكانشْ حدْ يعرفه. فجأة صارْ قضية الكون كله»..!!
هكذا يحقُّ لنا أنْ نخجلَ، ونسألَ ساري الأسعد، وهو ممثلٌ ومنتجٌ. لِمَ لا يبحثُ له عن عملٍ دراميّ، حتى لو كان دوراً لرجل دين. على الأقل، سيكونُ تقمُّصاً على سبيل الإيهام الفنيّ، بدلاً مِنْ تمثيلهِ دورَ نقيب فنانين يُفتي في الدين، ولا يعرفُ الفرقَ بينَ الاقتباس والتحريف، بحيث نبدو كبلدٍ وشعبٍ على هذا النحو الركيك على الفضائيات.
سلمان رشدي «مكانشْ حدْ يعرفه». وأيضاً «عوّاد حرق المصنع».. وَلَكِنْ ليسَ في مسلسلٍ أردنيٍّ قديم، وإنّما على قناة «العربيّة»..!!