14 عاما على رحيل شهيدة فلسطين... راشيل كوري
تحرير : مجيد القضماني
في مثل يوم أمس من عام 2003، قُتلت راشيل كوري بطريقة وحشية عند تصديها لجرافة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي كانت تقوم بهدم منازل لفلسطينيين في مدينة رفح في قطاع غزة، لتصبح ‹أيقونة› التضامن العالمي مع أهل فلسطين.
ولدت كوري يوم 10 أبريل/ نيسان 1979 في أولمبيا بواشنطن، وسخّرت جُلّ حياتها للدفاع عن حقوق الفلسطينيين، وذهبت إلى قطاع غزة ضمن حركة التضامن العالمية عام 2003.
وعُرفت بحبها للسلام وبدفاعها عن حقوق الفلسطينيين، في العيش بسلام والاعتراف بدولتهم، وبثت العديد من الرسائل المصورة التي تتحدث خلالها عن الانتهاكات الإسرائيلية.
وخُلد اسم راشيل كوري في العالم، حيث أطلق على سفينة مساعدات إيرلندية إلى قطاع غزة، كما نُشرت العديد من الأفلام التي تسلط الضوء على معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة باسمها.
ويستذكر الفلسطينيون في مثل هذا اليوم، ومعهم محبو السلام في العالم، حادثة استشهاد راشيل كوري، التي لطالما رفعت شعار ‹كن إنسانًا›، وتقدمت في ذلك اليوم، وهي تحمل مكبراً للصوت وترتدي معطفًا برتقالياً نحو الجرافة الإسرائيلية، كي تمنعها من الاقتراب من تدمير المنازل في قطاع غزة وتجريف أراضي المزارعين، ودعت الجنود الإسرائيليين للتوقف عن عملية الهدم وتجريف الأراضي.
وربما ظنّت كوري أن ملامحها الأجنبية، ستشفع لها أمام بطش الاحتلال، غير أنها سقطت، في دقائقَ، جثّة هامدة، وتحولت إلى رقم جديد في قائمة جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وحسب تحقيقات أجرتها جهات حقوقية عديدة ومن ضمها، مركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة، تبين أن ‹الجرافة الإسرائيلية دفنت كوري تحت التراب وهي على قيد الحياة، وذلك على الرغم من أنها كانت ترتدي سترة فسفورية اللون، بهدف تأمين رؤيتها وزملائها من ناشطي السلام، وعلى الرغم من مناشدتها لسائق الجرافة عبر مكبر صوت›.
وادّعى جيش الاحتلال أن سائق الجرافة، لم يرَ كوري لحظة دهسها.
واستقبل الفلسطينيون استشهاد كوري بألم عميق، ونظموا لها جنازة، على غرار جنازات الشهداء الفلسطينيين. وأطلق الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، على كوري لقب ‹الشهيدة›، كما تم إطلاق اسمها على العديد من المراكز الثقافية في الأراضي الفلسطينية.
وكانت المحكمة الإسرائيليّة، قد أصدرت، عام 2013، قرارًا بتبرئة قاتل المتضامنة كوري، ورفضت المحكمة دعوى مدنية رفعتها عائلة كوري ضد إسرائيل. وقالت المحكمة إنها ‹وصلت إلى استنتاج يشير إلى عدم وجود إهمال من قبل سائق الجرافة، وأنه لم يرها قبيل دهسها›.
وفي إحدى الرسائل التي كتبتها قبل مقتلها، قالت راشيل ‹أحيانًا كنت أجلس لتناول وجبة العشاء مع الناس، وأنا أدرك تماماً أن الآلة العسكرية الإسرائيلية الضخمة تحاصرنا، وتحاول قتل هؤلاء الفلسطينيين الذين أجلس معهم›.
..........
- عن «عرب 48»