الأردن‭ ‬يتسلم‭ ‬رئاسة‭ ‬المجلس‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬العربي


أنباء الوطن -

‭ ‬

–‭ ‬تسلم‭ ‬وزير‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬والتموين‭ ‬المهندس‭ ‬يعرب‭ ‬القضاة‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والمالية‭ ‬الموريتاني‭ ‬المختار‭ ‬ولد‭ ‬اجاي،‭ ‬اليوم‭ ‬الاحد،‭ ‬رئاسة‭ ‬المجلس‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬الوزاري‭ ‬لمجلس‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬التحضيري‭ ‬للقمة‭ ‬التي‭ ‬تلتئم‭ ‬في‭ ‬دورتها‭ ‬العادية‭ ‬الـ‭ ‬28‭ ‬يوم‭ ‬الاربعاء‭ ‬المقبل‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الميت‭.‬

وقال‭ ‬القضاة‭ ‬ان‭ ‬الاردن‭ ‬تقدم‭ ‬بمبادرة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬الاعباء‭ ‬التي‭ ‬تتحملها‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬المستضيفة‭ ‬للاجئين‭ ‬وعلى‭ ‬الاخص‭ ‬اللاجئين‭ ‬السوريين،‭ ‬وان‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬من‭ ‬شانها‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬اقرارها‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬الضغوط‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬المملكة‭ ‬الاردنية‭ ‬الهاشمية‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬الشقيقية‭ ‬المستضيفة‭ ‬للاجئين‭ ‬السوريين‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬قال‭ ‬ان‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬القت‭ ‬بظلالها‭ ‬السلبية‭ ‬على‭ ‬جهود‭ ‬ومكتسبات‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬مؤكدا‭ ‬ضرورة‭ ‬استكمال‭ ‬المشاريع‭ ‬التكاملية‭ ‬العربية‭ ‬المشتركة‭.‬

وبهذا‭ ‬الخصوص،‭ ‬قال‭ ‬ان‭ ‬معدلات‭ ‬النمو،‭ ‬تراجعت‭ ‬وفق‭ ‬تقديرات‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الاوسط‭ ‬وشمال‭ ‬افريقيا‭ ‬لتصل‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬نسبته‭ ‬7ر2‭ ‬بالمئة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2016،‭ ‬بسبب‭ ‬تزايد‭ ‬حدة‭ ‬تداعيات‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬اثرت‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬اقتصادات‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬الاعوام‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬اهمها‭ ‬تباطؤ‭ ‬النمو‭ ‬العالمي‭ ‬والتراجع‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬اسعار‭ ‬النفط‭ ‬والحروب‭ ‬والنزاعات‭ ‬في‭ ‬الاقليم‭.‬

كما‭ ‬تأثر‭ ‬اداء‭ ‬التجارة‭ ‬الخارجية‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬وفق‭ ‬الوزير‭ ‬القضاة،‭ ‬متأثرا‭ ‬بتباطؤ‭ ‬النمو‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية،‭ ‬والذي‭ ‬قدرته‭ ‬منظمة‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية،‭ ‬بنسبة‭ ‬7ر1‭ ‬بالمئة‭ ‬للعام‭ ‬2016‭ ‬والذي‭ ‬يعدّ‭ ‬اقل‭ ‬معدل‭ ‬نمو‭ ‬منذ‭ ‬الازمة‭ ‬المالية‭ ‬العالمية‭.‬

وينطبق‭ ‬ذلك‭ ‬الامر‭ ‬على‭ ‬التجارة‭ ‬البينية‭ ‬للدول‭ ‬العربية،‭ ‬التي‭ ‬تراجعت‭ ‬عن‭ ‬مستوياتها‭ ‬العامة‭ ‬خلال‭ ‬الاعوام‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية،‭ ‬والتي‭ ‬تعدّ‭ ‬دون‭ ‬مستوى‭ ‬الطموحات‭ ‬وفقا‭ ‬للإمكانات‭ ‬المتاحة،‭ ‬مشيرا‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬نسبة‭ ‬التجارة‭ ‬البينية‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬لم‭ ‬تصل‭ ‬باقصى‭ ‬تقدير‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬اجمالي‭ ‬التجارة‭ ‬العربية‭.‬

ووفق‭ ‬الوزير‭ ‬القضاة،‭ ‬فقد‭ ‬انخفض‭ ‬تدفق‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الاجنبية‭ ‬المباشرة‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬2010‭- ‬2015‭ ‬بنسبة‭ ‬43‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬70‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬الى‭ ‬نحو‭ ‬40‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭.‬

وقال‭ ‬ان‭ ‬الازمات‭ ‬المتعاقبة‭ ‬التي‭ ‬عصفت‭ ‬بالاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬اثبتت‭ ‬وعلى‭ ‬راسها‭ ‬الازمة‭ ‬المالية‭ ‬العالمية،‭ ‬بان‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الانتاجي‭ ‬وجذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الانتاجية،‭ ‬هو‭ ‬السبيل‭ ‬الانجح‭ ‬لمواجهة‭ ‬الازمات‭.‬

واضاف‭ ‬‮«‬في‭ ‬ضوء‭ ‬المستجدات‭ ‬المحلية‭ ‬والاقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬اصبح‭ ‬من‭ ‬الضرورة‭ ‬ان‭ ‬نتكاتف‭ ‬جميعا،‭ ‬وان‭ ‬نعمل‭ ‬على‭ ‬استغلال‭ ‬الفرص‭ ‬المتاحة‭ ‬للاقتصاديات‭ ‬العربية،‭ ‬لاستكمال‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭ ‬نحو‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العربي،‭ ‬وازالة‭ ‬معوقات‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬والاستثمار‭ ‬وتحقيق‭ ‬الامن‭ ‬الغذائي‭ ‬العربي،‭ ‬لتكون‭ ‬لدينا‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬الازمات‭ ‬واثارها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬لتستعيد‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬مكانتها‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‮»‬‭.‬

واشار‭ ‬القضاة‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬انعقاد‭ ‬اجتماع‭ ‬اليوم‭ ‬يأتي‭ ‬وسط‭ ‬متغيرات‭ ‬متسارعة‭ ‬وضعت‭ ‬الملف‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬على‭ ‬قائمة‭ ‬المواضيع‭ ‬ذات‭ ‬الاهمية‭ ‬القصوى‭ ‬على‭ ‬جدول‭ ‬اعمال‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭.‬

وقال‭ ‬‮«‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬احرازه‭ ‬في‭ ‬اجندة‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك،‭ ‬لايزال‭ ‬امامنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المهام‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬تضافر‭ ‬الجهود‭ ‬لتذليل‭ ‬الصعوبات‭ ‬والمعوقات،‭ ‬التي‭ ‬تعترض‭ ‬مسيرة‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العربي‭ ‬المشترك،‭ ‬لتجنيب‭ ‬الاقتصاديات‭ ‬العربية‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬الانتكاسات‭.‬

واضاف‭ ‬الوزير‭ ‬القضاة،‭ ‬ان‭ ‬مسؤولية‭ ‬الاردن‭ ‬التاريخية‭ ‬تجاه‭ ‬القضايا‭ ‬العربية،‭ ‬ستستمر‭ ‬وتتضاعف‭ ‬في‭ ‬السياق‭ ‬الدائم‭ ‬للعمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬مع‭ ‬زيادة‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية،‭ ‬مؤكدا‭ ‬ايمان‭ ‬الأردن‭ ‬بأن‭ ‬تحقيق‭ ‬الاندماج‭ ‬الاقتصادي‭ ‬سيمكن‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬ازماتها‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وتحقيق‭ ‬معدلات‭ ‬نمو‭ ‬اسرع،‭ ‬وسيؤدي‭ ‬الى‭ ‬تعميق‭ ‬الروابط‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬البلدان‭ ‬خدمة‭ ‬للمصالح‭ ‬العربية‭ ‬المشتركة‭.‬

‭ ‬وبهذا‭ ‬الخصوص،‭ ‬قال‭ ‬‮«‬لعل‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬تنفيذ‭ ‬الملف‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬لمجلس‭ ‬الجامعة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القمة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدورة،‭ ‬اضافة‭ ‬الى‭ ‬قضايا‭ ‬منطقة‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬العربية‭ ‬الكبرى‭ ‬وتطورات‭ ‬الاتحاد‭ ‬الجمركي‭ ‬العربي،‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬دعم‭ ‬الاطر‭ ‬المؤسسية‭ ‬الهادفة‭ ‬الى‭ ‬بناء‭ ‬شراكات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والتكتلات‭ ‬الدولية‭ ‬والدول‭ ‬الصاعدة‭ ‬في‭ ‬العالم‮»‬‭.‬

‭ ‬واشار‭ ‬القضاة‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الغاية‭ ‬يتطلب‭ ‬الاسراع‭ ‬في‭ ‬استكمال‭ ‬المشاريع‭ ‬التكاملية‭ ‬العربية‭ ‬المشتركة‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الربط‭ ‬البري‭ ‬والبحري‭ ‬والسككي‭ ‬والكهربائي‭ ‬والمعلوماتي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬الامن‭ ‬الغذائي‭ ‬والامن‭ ‬المائي‭ ‬ودعم‭ ‬التشغيل‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬

‭ ‬واكد‭ ‬اهمية‭ ‬هذه‭ ‬الخطوات‭ ‬في‭ ‬الدفع‭ ‬بالعمل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬المشترك‭ ‬وبناء‭ ‬تكتل‭ ‬اقتصادي‭ ‬عربي‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬التكتلات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية‭ ‬لرفع‭ ‬حجم‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري،‭ ‬والمحدود‭ ‬نسبيا‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وبذل‭ ‬جهد‭ ‬اكبر‭ ‬نحو‭ ‬تعميق‭ ‬الروابط‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬فيما‭ ‬بيننا‭ ‬والاسراع‭ ‬بخطوات‭ ‬التنمية‭ ‬خدمة‭ ‬لمصالح‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية،‭ ‬وذلك‭ ‬لمواجهة‭ ‬المتغيرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬ولتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬القمم‭ ‬العربية،‭ ‬والعمل‭ ‬بآليات‭ ‬وفكر‭ ‬ونهج‭ ‬جديد‭ ‬للتعاون‭ ‬العربي‭ ‬لدفع‭ ‬عجلة‭ ‬التنمية‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬اطار‭ ‬من‭ ‬الاخوة‭ ‬والتضامن‭.‬

‭ ‬وقال‭ ‬‮«‬ايمانا‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬الاردنية‭ ‬الهاشمية‭ ‬بدور‭ ‬المجلس‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬العربي،‭ ‬ودوره‭ ‬المباشر‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬الاثار‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬عانت‭ ‬منها‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬نتيجة‭ ‬الاوضاع‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬وعدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬واثر‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬جهود‭ ‬التنمية‭ ‬ومكتسباتها،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬الاردن‭ ‬بتحمل‭ ‬مسؤولياته‭ ‬وواجباته‭ ‬الوطنية‭ ‬والقومية‭ ‬تجاه‭ ‬اشقائه،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬شح‭ ‬الامكانيات‭ ‬وعدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الضغوط‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الناشئة‭ ‬عن‭ ‬اللجوء‭ ‬السوري‭ ‬في‭ ‬المملكة‮»‬‭.‬

واشاد‭ ‬القضاة‭ ‬بجهود‭ ‬الجمهورية‭ ‬الاسلامية‭ ‬الموريتانية‭ ‬طيلة‭ ‬رئاستها‭ ‬للدورة‭ ‬السابقة‭ ‬للقمة،‭ ‬واثرها‭ ‬في‭ ‬الدفــع‭ ‬قدما‭ ‬بالعمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك،‭ ‬مثنيا‭ ‬ايضا‭ ‬على‭ ‬جهود‭ ‬الامانة‭ ‬العامة‭ ‬لجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬

‭ ‬من‭ ‬جانبه،‭ ‬عبر‭ ‬رئيس‭ ‬الدورة‭ ‬السابقة‭ (‬27‭) ‬للمجلس،‭ ‬المختار‭ ‬ولد‭ ‬اجاي،‭ ‬عن‭ ‬امله‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬منطقة‭ ‬البحر‭ ‬الميت‭ ‬معلما‭ ‬بارزا‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العربية،‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬امال‭ ‬وتطلعات‭ ‬شعوبها‭ ‬للوصول‭ ‬الى‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العربي‭.‬

وقال‭ ‬ان‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬يتعزز‭ ‬سنة‭ ‬بعد‭ ‬الاخرى،‭ ‬مؤكدا‭ ‬ان‭ ‬رئاسة‭ ‬الاردن‭ ‬للمجلس‭ ‬ستدعم‭ ‬اعماله‭ ‬وتعطي‭ ‬اضافة‭ ‬نوعية‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬الراهنة‭.‬

وأشار‭ ‬الى‭ ‬امال‭ ‬كبيرة‭ ‬لدى‭ ‬الامة‭ ‬العربية‭ ‬لإنجاز‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬مكتسبات‭ ‬التنمية‭ ‬بما‭ ‬يليق‭ ‬بمكانتها‭ ‬وإمكانياتها‭ ‬الكبيرة،‭ ‬خاصة‭ ‬وان‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬تملك‭ ‬خمس‭ ‬خيرات‭ ‬العالم‭ ‬الباطنية‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬المختلفة،‭ ‬مستعرضا‭ ‬الانجازات‭ ‬التنموية‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬والبنى‭ ‬التحتية‭ ‬والموارد‭ ‬البشرية‭.‬

وتطرق‭ ‬ولد‭ ‬اجاي‭ ‬الى‭ ‬بعض‭ ‬الانجازات‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬بمسيرة‭ ‬المجلس‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬بعد‭ ‬تسلم‭ ‬بلاده‭ ‬رئاسة‭ ‬المجلس‭ ‬ومنها‭ ‬تنفيذ‭ ‬قرارات‭ ‬تتعلق‭ ‬باتفاقية‭ ‬منطقة‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬العربية‭ ‬الكبرى‭ ‬والاتحاد‭ ‬الجمركي‭ ‬العربي‭ ‬وقواعد‭ ‬المنشأ‭.‬

وادان‭ ‬ولد‭ ‬اجاي‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الاسرائيلية‭ ‬الصارخة‭ ‬بحق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬مطالبا‭ ‬المؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬العربية‭ ‬الدولية‭ ‬بتوجيه‭ ‬استثماراتها‭ ‬نحو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ودعم‭ ‬صمود‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬صندوق‭ ‬الاقصى‭ ‬وهو‭ ‬احدى‭ ‬المبادرات‭ ‬العربية‭.‬

وقال‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬أحمد‭ ‬أبو‭ ‬الغيط،‭ ‬إن‭ ‬الأزمات‭ ‬والنزاعات‭ ‬المسلحة‭ ‬المتفشية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬تشكل‭ ‬ضغطا‭ ‬كبيرا‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬المطلوب‭ ‬توجيهها‭ ‬للتنمية،‭ ‬وتضع‭ ‬على‭ ‬كاهل‭ ‬الدول‭ ‬أعباء‭ ‬استثنائية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة،‭ ‬وتضع‭ ‬بلدان‭ ‬المنطقة‭ ‬كلها‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬استحقاقات‭ ‬صعبة‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬سواء‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمسألة‭ ‬اللاجئين،‭ ‬أو‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار،‭ ‬أو‭ ‬تراجع‭ ‬مُعدلات‭ ‬النمو‭.‬

وأكد‭ ‬ابو‭ ‬الغيط‭ ‬تقديره‭ ‬العالي‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬للدول‭ ‬التي‭ ‬تستضيف‭ ‬اللاجئين‭ ‬الذين‭ ‬فروا‭ ‬من‭ ‬ويلات‭ ‬الحروب،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬الأردن،‭ ‬وأهمية‭ ‬مساندة‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تضرب‭ ‬المثل‭ ‬الحي‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬العروبة‭ ‬فعل‭ ‬وعمل‭ ‬وليست‭ ‬مجرد‭ ‬شعار‭ ‬أو‭ ‬كلام‮»‬‭.‬

وأضاف،‭ ‬‮«‬علينا‭ ‬جميعا‭ ‬أن‭ ‬نشعر‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الجماعية‭ ‬إزاء‭ ‬أزمة‭ ‬اللاجئين‭ ‬الخطيرة‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬مستقبلنا‭ ‬المشترك،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬8ر2‭ ‬مليون‭ ‬طفل‭ ‬سوري‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الدراسة‭ ‬لا‭ ‬يرتادون‭ ‬المدارس،‭ ‬وآخر‭ ‬ما‭ ‬نرغب‭ ‬به‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬ينشأ‭ ‬في‭ ‬ربوعنا‭ ‬جيل‭ ‬ضائع‭ ‬بلا‭ ‬ذنب‭ ‬اقترفه،‭ ‬ليصبح‭ ‬فريسة‭ ‬سهلة‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب‭ ‬للجماعات‭ ‬المتطرفة‭ ‬ودعاوى‭ ‬العنف‭ ‬والإجرام‮»‬‭.‬

وأشار‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬جهود‭ ‬التنمية‭ ‬العربية‭ ‬‮«‬لن‭ ‬تؤتي‭ ‬ثمارها‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تصاحبها‭ ‬صحوة‭ ‬فكرية‭ ‬ونهضة‭ ‬ثقافية؛‭ ‬فالفكر‭ ‬المتطرف‭ ‬هو‭ ‬العدو‭ ‬الأول‭ ‬للتنمية‭ ‬في‭ ‬منطقتنا،‭ ‬وينشر‭ ‬الفرقة‭ ‬بين‭ ‬مكوناتها،‭ ‬ويحول‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬وبين‭ ‬اللحاق‭ ‬بعصرها،‭ ‬ويتعين‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مواجهة‭ ‬الارهاب‭ ‬والتطرف‭ ‬عربية‭ ‬شاملة،‭ ‬وأن‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬استراتيجيات‭ ‬مشتركة‭ ‬وتنسيق‭ ‬مستمر‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬والحكومات،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الأمني‭ ‬والعسكري،‭ ‬وإنما‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التعليم‭ ‬والإعلام‭ ‬والعمل‭ ‬الاجتماعي‮»‬‭.‬

وأكد‭ ‬أبو‭ ‬الغيط‭ ‬ان‭ ‬التحديات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬لها‭ ‬مكان‭ ‬الصدارة‭ ‬على‭ ‬أجندة‭ ‬الاهتمامات‭ ‬العربية؛‭ ‬فالمواطن‭ ‬العربي‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬مازال‭ ‬يشعر‭ ‬بانعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وثقته‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬ضعيفة،‭ ‬وشعوره‭ ‬بضغط‭ ‬الأزمات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬يتعاظم‭ ‬انعكاسا‭ ‬للتباطؤ‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي،‭ ‬ولانخفاض‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬الذي‭ ‬تجاوزت‭ ‬أثاره‭ ‬الدول‭ ‬المصدرة‭ ‬لغالبية‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬

وبين‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬أن‭ ‬الحكومات‭ ‬العربية‭ ‬وضعت‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬هدفا‭ ‬أساسيا‭ ‬لها،‭ ‬وتبنت‭ ‬خططا‭ ‬طموحة‭ ‬تخاطب‭ ‬المستقبل،‭ ‬وتستهدف‭ ‬تغيير‭ ‬الهياكل‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للدول‭ ‬العربية،‭ ‬وإصلاحها،‭ ‬والانتقال‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬الركود‭ ‬والنمو‭ ‬البطيء‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬الإنتاجية‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الموجه‭ ‬للتصدير‭ ‬ذي‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬العالية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬السعي‭ ‬لتنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الثروة‭ ‬واستنفار‭ ‬الطاقات‭ ‬الكامنة‭ ‬في‭ ‬المُجتمعات،‭ ‬وبخاصة‭ ‬شريحة‭ ‬الشباب‭.‬

ولفت‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخطط‭ ‬والتوجهات‭ ‬تحمل‭ ‬بين‭ ‬طياتها‭ ‬أملا‭ ‬حقيقيا‭ ‬للمواطن‭ ‬العربي،‭ ‬‮«‬ذلك‭ ‬أنها‭ ‬تضع‭ ‬الاقتصادات‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬أول‭ ‬طريق‭ ‬الإصلاح‭ ‬الشامل‭ ‬الذي‭ ‬يواجه‭  ‬جوهر‭ ‬الاختلالات‭ ‬القائمة‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للدول‭ ‬العربية،‭ ‬وأخطرها‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬المتضخم‭ ‬ضعيف‭ ‬الانتاجية،‭ ‬والعجز‭ ‬عن‭ ‬جذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الأجنبية،‭ ‬وتفشي‭ ‬النزعة‭ ‬الاستهلاكية،‭ ‬وضعف‭ ‬منظومة‭ ‬الرعاية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للفئات‭ ‬الأضعف‭ ‬والأكثر‭ ‬فقرا‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬تجد‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬مع‭ ‬الزمن،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬معدلات‭ ‬النمو‭ ‬السكاني‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الأعلى‭ ‬عالميا‭ ‬خلال‭ ‬الخمسين‭ ‬عاما‭ ‬الأخيرة،‭ ‬والأخطر‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬تمر‭ ‬بطفرة‭ ‬ديموغرافية‭ ‬تجعلها‭ ‬الأكثر‭ ‬شبابا‭ ‬مقارنة‭ ‬بالمجتمعات‭ ‬الأخرى؛‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬ثلث‭ ‬المواطنين‭ ‬العرب‭ ‬تقع‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬15و29‭ ‬سنة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يشكل‭ ‬كتلة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬يتجاوز‭ ‬حجمها‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬إنسان،‭  ‬وتمتاز‭ ‬بأنها‭ ‬الأوثق‭ ‬اتصالا‭ ‬بالعالم،‭ ‬والأكثر‭ ‬تعليما،‭ ‬والأشد‭ ‬تطلعا‭ ‬للمستقبل،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬الحكومات‭ ‬العربية‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬ملاحقة‭ ‬هذا‭ ‬النمو‭ ‬السكاني‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬مطلوب‭ ‬منها‭ ‬التجاوب‭ ‬المستمر‭ ‬مع‭ ‬التطلعات‭ ‬المتزايدة‭ ‬للشباب‭.‬

واكد‭ ‬ان‭ ‬النجاحات‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬مؤشرات‭ ‬التنمية‭ ‬الإنسانية‭ ‬للسكان‭ ‬ضاعفت‭ ‬من‭ ‬قدر‭ ‬تطلعات‭ ‬الناس‭ ‬وطموحاتهم،‭ ‬والتقدم‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تقنية‭ ‬الاتصال‭ ‬جعل‭ ‬الشباب‭ ‬أكثر‭ ‬وعيا‭ ‬بما‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬أكثر‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الفرص‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الترقي‭ ‬وتحقيق‭ ‬الذات‭.‬

واكد‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هؤلاء‭ ‬الشباب‭ ‬هم‭ ‬أمل‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬وطوق‭ ‬نجاتها،‭ ‬فالاستثمار‭ ‬فيهم،‭ ‬وإتاحة‭ ‬الفرص‭ ‬أمامهم‭ ‬يمثلان‭ ‬التحدي‭ ‬الأكبر‭ ‬أمامنا،‭ ‬ويستدعي‭ ‬وجود‭ ‬نموذج‭ ‬تنموي‭ ‬جديد‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬توقعات‭ ‬الشباب،‭ ‬وبقدر‭ ‬تطلعات‭ ‬الناس،‭ ‬ومنظومة‭ ‬اقتصادية‭ ‬تقود‭ ‬إلى‭ ‬توليد‭ ‬الثروة‭ ‬وتحفيز‭ ‬الابتكار‭ ‬وتفجير‭ ‬ينابيع‭ ‬الابداع‭ ‬والمغامرة‮»‬،‭ ‬لافتا‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الشباب‭ ‬العربي‭ ‬ليس‭ ‬خاملا‭ ‬أو‭ ‬مستكينا،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬الابداع‭ ‬والعمل‭ ‬المنتج‭ ‬شريطة‭ ‬توفير‭ ‬البيئة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬السليمة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬المنافسة‭ ‬وليس‭ ‬الاحتكار،‭ ‬والبيئة‭ ‬التي‭ ‬تكافئ‭ ‬الإنجاز‭ ‬والابداع‭ ‬وليس‭ ‬التواكل‭ ‬والاعتمادية‮»‬‭.‬

وأشار‭ ‬أبو‭ ‬الغيط‭ ‬إلى‭ ‬أنه،‭ ‬وبرغم‭ ‬بعض‭ ‬الإنجازات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬إتاحة‭ ‬الفرص‭ ‬التعليمية،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬مراحل‭ ‬التعليم‭ ‬الأساسي،‭ ‬فإن‭ ‬فجوة‭ ‬كبيرة‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تفصل‭ ‬بين‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬والمعايير‭ ‬العالمية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بجودة‭ ‬التعليم،‭ ‬وفجوة‭ ‬مماثلة‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬يكتسبه‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬مهارات‭ ‬ومعارف،‭ ‬وبين‭ ‬ما‭ ‬يحتاجه‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭.‬

وقال،‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الفجوات‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬البطالة‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭ ‬بصورة‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تشكل‭ ‬مصدر‭ ‬قلق‭ ‬لنا‭ ‬جميعا،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬29‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬العربي‭ ‬لا‭ ‬يجدون‭ ‬وظائف،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬تقديرات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بلدان‭ ‬المنطقة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬نحو‭ ‬60‭ ‬مليون‭ ‬وظيفة‭ ‬خلال‭ ‬العقد‭ ‬المقبل‭ ‬كي‭ ‬تستوعب‭ ‬الداخلين‭ ‬الجدد‭ ‬إلى‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬منوها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬تطلب‭ ‬التحرك‭ ‬بجدية‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬الإصلاح‭ ‬وخلق‭ ‬النموذج‭ ‬التنموي‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬نصبو‭ ‬إليه‭.‬

واعتبر‭ ‬أن‭ ‬طريق‭ ‬الإصلاح‭ ‬صعب‭ ‬وينطوي‭ ‬على‭ ‬معاناة،‭ ‬ويتطلب‭ ‬صبرا،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يظل‭ ‬الطريق‭ ‬الأقصر‭ ‬والسبيل‭ ‬الأنجع‭ ‬للوصول‭ ‬بمجتمعاتنا‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمان‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاستقرار‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أهمية‭ ‬الخطط‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬أساس‭ ‬عملية‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭.‬

وشدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العربي‭ ‬يدعم‭ ‬الخطط‭ ‬الوطنية‭ ‬ويعززها،‭ ‬ويسهم‭ ‬في‭ ‬ربط‭ ‬المنطقة‭ ‬بصورة‭ ‬أكبر‭ ‬بالاقتصاد‭ ‬العالمي،‭ ‬ويساعدها‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬الآثار‭ ‬السلبية‭ ‬للنزعات‭ ‬الحمائية‭ ‬التي‭ ‬نرصد‭ ‬تصاعدها‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬عالمي،‭ ‬قائلا‭ ‬إنه‭ ‬ورغم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬الاندماج‭ ‬الإقليمي‭ ‬والتكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العربي،‭ ‬فإن‭ ‬النتيجة‭ ‬لا‭ ‬زالت‭ ‬أقل‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬المأمول؛‭ ‬فالتجارة‭ ‬البينية‭ ‬العربية‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬10‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬مجمل‭ ‬التجارة‭ ‬العربية‭ ‬مع‭ ‬العالم،‭ ‬والمنطقة‭ ‬العربية‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬المناطق‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تشدد‭ ‬السياسات‭ ‬الحمائية‭ ‬وانتشار‭ ‬العوائق‭ ‬غير‭ ‬الجُمركية،‭ ‬والحركة‭ ‬البينية‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬للأفراد‭ ‬والبضائع‭ ‬ورؤوس‭ ‬الأموال‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تخضع‭ ‬لقيود‭ ‬كثيرة‭ ‬ويمثل‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬معظمها‭ ‬خطوة‭ ‬أولى‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العربي‭.‬

ويناقش‭ ‬المجلس‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬العربي‭ ‬التحضير‭ ‬والنظر‭ ‬والإعداد‭ ‬في‭ ‬ملفات‭ ‬ومشاريع‭ ‬القرارات‭ ‬التي‭ ‬سيتم‭ ‬رفعها‭ ‬للقادة‭ ‬العرب‭ ‬خلال‭ ‬مؤتمر‭ ‬القمة‭ ‬28‭ ‬الذي‭ ‬سيعقد‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬المقبل‭.‬

كما‭ ‬يبحث‭ ‬الاجتماع‭ ‬البنود‭ ‬المدرجة‭ ‬على‭ ‬جدول‭ ‬أعمال‭ ‬القمة‭ ‬ضمن‭ ‬الملفين‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬تقرير‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للجامعة‭ ‬العربية‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬التنموي‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬والإجراءات‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للجامعة‭ ‬العربية‭ ‬والمجالس‭ ‬الوزارية‭ ‬المتخصصة‭ ‬ومؤسسات‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬بشأن‭ ‬متابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬القرارات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتنموية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬قمة‭ ‬نواكشوط‭ ‬في‭ ‬تموز‭ ‬الماضي‭.‬

كما‭ ‬يناقش‭ ‬المجلس‭ ‬تقريرا‭ ‬حول‭ ‬متابعة‭ ‬التقدم‭ ‬المحرز‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬العربية‭ ‬الكبرى،‭ ‬وتطورات‭ ‬الاتحاد‭ ‬الجمركي‭ ‬العربي‭ ‬ومتطلباته،‭ ‬باعتبارهما‭ ‬أحد‭ ‬أكبر‭ ‬أهم‭ ‬المشاريع‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العربي،‭ ‬ووضع‭ ‬استراتيجية‭ ‬تمويلية‭ ‬للتجارة‭ ‬العربية‭ ‬البينية‭ ‬ذات‭ ‬المنشأ‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬منطقة‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬العربية‭ ‬الكبرى،‭ ‬تشترك‭ ‬فيها‭ ‬كافة‭ ‬مؤسسات‭ ‬التمويل‭ ‬العربي‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬بالتجارة‭ ‬وائتمان‭ ‬الصادرات،‭ ‬ووضع‭ ‬بروتوكول‭ ‬ينظم‭ ‬اخطار‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬التجارة‭ ‬بأية‭ ‬اجراءات‭ ‬تجارية‭ ‬تصدرها‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬لضمان‭ ‬عدم‭ ‬تطبيق‭ ‬الحواجز‭ ‬الفنية‭ ‬أمام‭ ‬التجارة‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬تدابير‭ ‬الصحة‭ ‬والصحة‭ ‬النباتية‭.‬

وينظر‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬قرار‭ ‬يتضمن‭ ‬وضع‭ ‬استراتيجية‭ ‬للتعاون‭ ‬الجمركي‭ ‬العربي‭ ‬لتحديث‭ ‬المنافذ‭ ‬الجمركية‭ ‬وتسهيل‭ ‬وتعزيز‭ ‬أمن‭ ‬التجارة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المخاطر‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والعالم،‭ ‬ودعوة‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬إلى‭ ‬الالتزام‭ ‬بقرارات‭ ‬القمم‭ ‬العربية‭ ‬التنموية‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬بمتطلبات‭ ‬منطقة‭ ‬التجارة،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬توفير‭ ‬الدعم‭ ‬للدول‭ ‬الأقل‭ ‬نموا‭ (‬فلسطين‭ ‬واليمن‭ ‬والسودان‭) ‬وإيجاد‭ ‬‮«‬صندوق‭ ‬تعويضي‮»‬‭ ‬للدول‭ ‬التي‭ ‬تتضرر‭ ‬إيراداتها‭ ‬الجمركية‭.‬

ويناقش‭ ‬المجلس‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬العربية‭ ‬لتربية‭ ‬الأحياء‭ ‬المائية‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬المنظمة‭ ‬العربية‭ ‬للتنمية‭ ‬الزراعية‭ ‬وهي‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬العربي‭ ‬والتي‭ ‬تشمل‭ ‬الأسماك‭ ‬والرخويات‭ ‬والعشبيات‭ ‬لتدخل‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ،‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬بحث‭ ‬الخطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬الإطارية‭ ‬للبرنامج‭ ‬الطارئ‭ ‬للأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬مرحلته‭ ‬الثانية‭ ‬2017‭-‬2021،‭ ‬وآلية‭ ‬تنفيذ‭ ‬مبادرة‭ ‬الرئيس‭ ‬السوداني‭ ‬عمر‭ ‬البشير‭ ‬للاستثمار‭ ‬الزراعي‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬سد‭ ‬الفجوة‭ ‬الغذائية‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬العربي‭.‬

كما‭ ‬يبحث‭ ‬المجلس‭ ‬الاتفاقية‭ ‬العربية‭ ‬لتبادل‭ ‬الموارد‭ ‬الوراثية‭ ‬النباتية‭ ‬والمعرفة‭ ‬التراثية‭ ‬وتقاسم‭ ‬المنافع‭ ‬الناشئة‭ ‬عن‭ ‬استخدامها،‭ ‬وإدارة‭ ‬الاستدامة‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وموضوع‭ ‬اقتصاد‭ ‬المعرفة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬ومشروع‭ ‬قرار‭ ‬يتعلق‭ ‬بموضوع‭ ‬اللاجئين‭ ‬والنازحين‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬النزاعات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬والتي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬تزايد‭  ‬أعداد‭ ‬اللاجئين‭ ‬وزيادة‭ ‬الأعباء‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭.‬

وبالنسبة‭ ‬للملف‭ ‬الاجتماعي‭ ‬يناقش‭ ‬المجلس‭ ‬مشاريع‭ ‬قرارات‭ ‬تتعلق‭ ‬بمتابعة‭ ‬وتنفيذ‭ ‬قرارات‭ ‬القمم‭ ‬السابقة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمكافحة‭ ‬الفقر‭ ‬وقضايا‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬والشباب‭ ‬والصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬وغيرها‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬القرارات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اتخاذها‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬نواكشوط‭. -- ‬‮«‬بترا‮»‬