سلامتنا‭ ‬على‭ ‬الطرق


أنباء الوطن -

 

كتب‭ : ‬ابراهيم‭ ‬الفراية

لا‭ ‬نكاد‭ ‬ننسى‭ ‬المشاهد‭ ‬المؤلمة‭ ‬لكارثة‭ ‬مرورية‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬طرقاتنا‭ ‬لتدمي‭ ‬قلوبنا‭ ‬وتحصد‭ ‬ارواح‭ ‬اولادنا‭ ‬وبناتنا‭ ‬والا‭ ‬يعود‭ ‬ويتكرر‭ ‬المشهد‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭ ‬وثالثة‭ ‬ورابعة‭ ‬كاننا‭ ‬في‭ ‬مسلسل‭ ‬دموي‭ ‬لا‭ ‬ينتهي‭ ‬أو‭ ‬مجزرة‭ ‬بشرية‭ ‬تخطف‭ ‬منا‭ ‬اطفالنا‭ ‬وشبابنا‭ ‬وبسمة‭ ‬أمهاتنا‭ ‬لتبقى‭ ‬دموعهن‭ ‬المنهمرة‭ ‬العزاء‭ ‬الوحيد‭ ‬لهن‭ !!‬

قال‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬عبدالله‭ ‬الثاني‭ ‬بن‭ ‬الحسين‭ ‬في‭ ‬تغريده‭ ‬مؤثره‭ ‬‮«‬نتيجة‭ ‬الاستهتار‭ ‬بقواعد‭ ‬السير‭ ‬وعدم‭ ‬تطبيقها‭ ‬نخسر‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬زهرة‭ ‬من‭ ‬أطفالنا‭ ‬والخيرة‭ ‬من‭ ‬شبابنا‭. ‬علينا‭ ‬جميعا‭ ‬التصدي‭ ‬لهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬بحزم‭ ‬ومسؤولية‮»‬‭.‬

تغريدة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬تحدد‭ ‬نهجاً‭ ‬واضحاً‭ ‬وحازماً‭ ‬لصاحب‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬المسؤولية‭ ‬اينما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تفادي‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬بالتزامه‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬والتشريعات‭ ‬بشفافية‭ ‬وامانة،‭ ‬وكذلك‭ ‬ترسم‭ ‬القاعدة‭ ‬الاخلاقية‭ ‬الجوهرية‭ ‬للمواطن‭ ‬سائقاً‭ ‬كان‭ ‬ام‭ ‬راكباً‭ ‬ليعكس‭ ‬روح‭ ‬المواطنة‭ ‬الحقيقية‭ ‬وحس‭ ‬المسؤولية‭ ‬والانتماء‭ ‬لمجتمعه‭ ‬ووطنه‭.‬

وهنا‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬التوقف‭ ‬وتحليل‭ ‬المشهد‭ ‬امامنا‭ ‬بموضوعية‭ ‬تامة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬ان‭ ‬المسؤولية‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬كافة‭ ‬الاطراف‭ ‬سواء‭ ‬الحكومة‭ ‬أو‭ ‬المواطن‭ ‬أو‭ ‬الاجهزة‭ ‬التنفيذية،‭ ‬ولهذا‭ ‬فقد‭ ‬جاءت‭ ‬تصريحات‭ ‬وزير‭ ‬النقل‭ ‬حسين‭ ‬الصعوب‭ ‬المتكررة‭ ‬سواء‭ ‬خلال‭ ‬جولاته‭ ‬الميدانية‭ ‬او‭ ‬لقاءاته‭ ‬الصحفية‭ ‬لتؤكد‭ ‬على‭ ‬اهمية‭ ‬العمل‭ ‬بروح‭ ‬الفريق‭ ‬الواحد‭ ‬بين‭ ‬كافة‭ ‬الشركاء‭ ‬لانهاء‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬كما‭ ‬اسماها‭ ‬الوزير‭ ‬الصعوب‭ ‬خلال‭ ‬مقابلته‭ ‬التلفزيونية‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬على‭ ‬الوتر‮»‬‭ ‬مستشهداً‭ ‬بالارقام‭ ‬والحقائق‭ ‬الصادمة‭ ‬من‭ ‬وفيات‭ ‬واصابات‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬صغير‭ ‬كالاردن،‭ ‬ومطالبا‭ ‬من‭ ‬موقعه‭ ‬كوزير‭ ‬للنقل‭ ‬على‭ ‬تفعيل‭ ‬حزمة‭ ‬من‭ ‬الاجراءات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالسائق‭ ‬او‭ ‬المركبة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شانها‭ ‬تعزيز‭ ‬منظومة‭ ‬السلامة‭ ‬على‭ ‬الطرق‭ ‬وزيادة‭ ‬الوعي‭ ‬لدى‭ ‬المواطن‭. ‬ولا‭ ‬نكتفي‭ ‬بسن‭ ‬التشريعات‭ ‬الرادعة‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬مراقبة‭ ‬الالتزام‭ ‬بهذه‭ ‬التشريعات‭ ‬وتطبيقها‭ ‬على‭ ‬ارض‭ ‬الواقع،‭ ‬بالاضافة‭ ‬الى‭ ‬تكثيف‭ ‬حملات‭ ‬التوعية‭ ‬بين‭ ‬كافة‭ ‬اطياف‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬والحكومية،‭ ‬وعقد‭ ‬الورش‭ ‬التدريبية‭ ‬للسائقين‭ ‬خصوصاً‭ ‬سائقي‭ ‬مركبات‭ ‬وحافلات‭ ‬النقل‭ ‬العام،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اطلقته‭ ‬بالفعل‭ ‬وزارة‭ ‬النقل‭ ‬الاسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬لتدريب‭ ‬سائقي‭ ‬المركبات‭ ‬الحكومية،‭ ‬والاعلان‭ ‬عن‭ ‬مشروع‭ ‬تعليمات‭ ‬الكفاءة‭ ‬المهنية‭ ‬لتدريب‭ ‬السائقين‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬كفاءة‭ ‬تخوله‭ ‬القيادة‭ ‬بحرفية‭ ‬على‭ ‬الطرق‭.‬

تغريدة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬التي‭ ‬اطلقها‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬مسلسل‭ ‬الخسائر‭ ‬اليومي‭ ‬في‭ ‬الارواح،‭ ‬لن‭ ‬تتحقق‭ ‬الا‭ ‬ضمن‭ ‬منظومة‭ ‬شاملة‭ ‬يتعاون‭ ‬فيها‭ ‬الجميع‭ ‬بكل‭ ‬حزم‭ ‬ومسوؤلية‭ ‬وشفافية‭ ‬وعدالة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فاننا‭ ‬امام‭ ‬مسؤولية‭ ‬اخلاقية‭ ‬واداريه‭ ‬ومجتمعيه‭ ‬في‭ ‬تجاوز‭ ‬هذا‭ ‬التحدي‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬يتعلق‭ ‬بالسلامة‭ ‬على‭ ‬الطرق‭ !!.‬