افتتاح‭ ‬مؤتمر‭ ‬‮«‬اللاجئون‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الاوسط‮»‬


أنباء الوطن -

‭ ‬

‭- ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬عمان‭ ‬اليوم‭ ‬أعمال‭ ‬المؤتمر‭ ‬الدولي‭ ‬الثاني‭ ‬‮«‬اللاجئون‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الاوسط‭ ‬والامن‭ ‬الانساني‭-‬التزامات‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬ودور‭ ‬المجتمعات‭ ‬المضيفة‮»‬،‭ ‬والذي‭ ‬ينظمه‭ ‬مركز‭ ‬دراسات‭ ‬اللاجئين‭ ‬والنازحين‭ ‬والهجرة‭ ‬القسرية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬اليرموك‭ ‬بمشاركة‭ ‬محلية‭ ‬وعربية‭ ‬ودولية‭.‬

واكد‭ ‬وزير‭ ‬التخطيط‭ ‬والتعاون‭ ‬الدولي‭ ‬المهندس‭ ‬عماد‭ ‬الفاخوري‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬المؤتمر‭ ‬مندوبا‭ ‬عن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الدكتور‭ ‬هاني‭ ‬الملقي‭ ‬ان‭ ‬لجوء‭ ‬اعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬ينعكس‭ ‬سلباً‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬للدول‭ ‬المستضيفة‭ ‬ويهدد‭ ‬المكتسبات‭ ‬التنموية‭ ‬والوطنية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إنجازها‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬السابقة‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتطلب‭ ‬تضافر‭ ‬الجهود‭ ‬العالمية‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬التحدي‭.‬

واضاف‭ ‬إن‭ ‬الأردن‭ ‬كان‭ ‬ومازال‭ ‬ملاذا‭ ‬للمستجيرين‭ ‬به،‭ ‬فلم‭ ‬يتوان‭ ‬يوماً‭ ‬عن‭ ‬قيامه‭ ‬بواجبه‭ ‬القومي‭ ‬والديني‭ ‬والانساني،‭ ‬الامر‭ ‬الذي‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬حكمة‭ ‬قيادتنا‭ ‬الهاشمية‭ ‬ووعي‭ ‬مواطنيه‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬حقيقة‭ ‬إسهامه‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭ ‬العالمي‭ ‬بكل‭ ‬وسائله‭ ‬السياسية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬والإنسانية‭ ‬ابتداءً‭ ‬من‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وموجات‭ ‬اللجوء‭ ‬العراقي‭ ‬والسوري‭ ‬حيث‭ ‬نجم‭ ‬عنها‭ ‬ضغوطات‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة‭ ‬خاصة‭ ‬قطاعات‭ ‬المياه‭ ‬والصرف‭ ‬الصحي‭ ‬والصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬والخدمات‭ ‬البلدية‭ ‬والتجارة‭ ‬والصناعة‭ ‬والعمل‭.‬

واشار‭ ‬الى‭ ‬الأعباء‭ ‬التي‭ ‬شكلها‭ ‬اللجوء‭ ‬على‭ ‬الخزينة،‭ ‬وظهور‭ ‬مشاكل‭ ‬اجتماعية‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬معروفة‭ ‬لدى‭ ‬المجتمع‭ ‬الأردني‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عدم‭ ‬كفاية‭ ‬الدعم‭ ‬المقدم‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬والذي‭ ‬حدَ‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬الحكومة‭ ‬والمجتمعات‭ ‬المستضيفة‭ ‬على‭ ‬استيعاب‭ ‬هذه‭ ‬الموجة‭ ‬من‭ ‬اللاجئين‭ ‬والتي‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬ستة‭ ‬أعوام‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬مستمرة‭.‬

ولفت‭ ‬الى‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬يلوح‭ ‬في‭ ‬الأفق‭ ‬أي‭ ‬حل‭ ‬قريب‭ ‬لموجة‭ ‬اللجوء‭ ‬حيث‭ ‬بات‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬تداعياتها‭ ‬الداخلية‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬ستأخذ‭ ‬وقتاً‭ ‬أطول‭ ‬مما‭ ‬توقعه‭ ‬الكثيرون‭ ‬الامر‭ ‬الذي‭ ‬حذر‭ ‬منه‭ ‬الاردن‭ ‬مراراً‭.‬

وبين‭ ‬إن‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬هي‭ ‬أهداف‭ ‬عالمية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التحديات‭ ‬أمام‭ ‬تحقيقها‭ ‬تخص‭ ‬كل‭ ‬بلد‭ ‬حيث‭ ‬نمت‭ ‬منعة‭ ‬الأردن‭ ‬بالاعتماد‭ ‬على‭ ‬الإصلاح‭ ‬معتمداً‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬تطورية‭ ‬شاملة‭ ‬ومستدامة‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬الداخل،‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الاعتدال‭ ‬والانفتاح‭ ‬وتعزيز‭ ‬المواطنة‭ ‬الفاعلة،‭ ‬واستحداث‭ ‬فرص‭ ‬جديدة‭ ‬لرفع‭ ‬مستوى‭ ‬المعيشة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬المملكة‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬التحديات‭ ‬القائمة‭ ‬والاستثنائية‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬الأردن‭ ‬حالياً‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬تبعات‭ ‬استضافة‭ ‬اللاجئين‭ ‬السوريين‭ ‬لذا‭ ‬فإننا‭ ‬نعمل‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬مسارات‭ ‬الإصلاح‭ ‬الشامل‭ ‬وتحقيق‭ ‬الازدهار‭ ‬للمواطنين‭ ‬وتعزيز‭ ‬منعة‭ ‬الأردن‭ ‬وتحويل‭ ‬التحديات‭ ‬إلى‭ ‬فرص‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الكلي‭ ‬والمالي‭ ‬وبالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي،‭ ‬ووضع‭ ‬وتنفيذ‭ ‬برنامج‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الأردني‭ ‬والمستند‭ ‬إلى‭ ‬وثيقة‭ ‬الأردن‭ ‬2025‭.‬

واشار‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬المملكة‭ ‬بلغ‭ ‬نحو‭ ‬5ر9‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭ ‬بحسب‭ ‬نتائج‭ ‬التعداد‭ ‬العام‭ ‬للسكان‭ ‬والمساكن‭ ‬لعام‭ ‬2015،‭ ‬منهم‭ ‬6‭,‬613‭ ‬أردنيون‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬نسبته‭ ‬69‭.‬4‭ ‬بالمئة،‭ ‬فيما‭ ‬شكل‭ ‬غير‭ ‬الأردنيين‭ ‬حوالي‭ ‬30‭.‬6‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬عدد‭ ‬السكان،‭ ‬نصفهم‭ ‬تقريباً‭ ‬من‭ ‬السوريين،‭ ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬عددهم‭ ‬حوالي‭ ‬1‭.‬266‭ ‬مليون‭ ‬سوري‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬الأردن‭ ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬عقود،‭ ‬وبرغم‭ ‬شح‭ ‬الموارد‭ ‬قام‭ ‬باحتضان‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬اللجوء‭ ‬على‭ ‬أراضيه‭ ‬وبحسب‭ ‬وكالة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لغوث‭ ‬وتشغيل‭ ‬اللاجئين‭ ‬والمفوضية‭ ‬العليا‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لشؤون‭ ‬اللاجئين،‭ ‬فقد‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬اللاجئين‭ ‬المسجلين‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬8ر2‭ ‬مليون‭ ‬لاجئ،‭ ‬مما‭ ‬يجعله‭ ‬أكبر‭ ‬دولة‭ ‬مستضيفة‭ ‬للاجئين‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وقد‭ ‬أثر‭ ‬هذا‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬الوضع‭ ‬المالي‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2012‭ ‬وحتى‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬2016،‭ ‬بحوالي‭ ‬10‭,‬6‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬قدرت‭ ‬التكلفة‭ ‬غير‭ ‬المباشرة‭ ‬السنوية‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬أعدها‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإنمائي‭ ‬بحوالي‭ ‬3‭,‬1‭- ‬3‭,‬5‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬سنوياً‭.‬

وحذر‭ ‬الأردن‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬ترك‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬المضيفة‭ ‬للاجئين‭ ‬بدون‭ ‬الدعم‭ ‬المطلوب،‭ ‬سيسهم‭ ‬في‭ ‬امتداد‭ ‬الازمة‭ ‬بعيدا‭ ‬وسيكون‭ ‬لها‭ ‬ثمن‭ ‬باهظ‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬المعاناة‭ ‬الانسانية‭ ‬للعالم‭ ‬مؤكدا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬قيام‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬باستدامة‭ ‬زخم‭ ‬المساعدات‭ ‬وزيادة‭ ‬الدعم‭ ‬للأردن‭ ‬وسد‭ ‬الفجوة‭ ‬التمويلية‭ ‬حتى‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬للاجئين‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬عبر‭ ‬تاريخه‭.‬

واشار‭ ‬الى‭ ‬إن‭ ‬استمرار‭ ‬الأزمة‭ ‬السورية‭ ‬وأثرها‭ ‬على‭ ‬الاردن‭ ‬تطلب‭ ‬مسارا‭ ‬جديدا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬النهج‭ ‬الشمولي‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تبنيه‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬لندن‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬يستند‭ ‬الى‭ ‬تحويل‭ ‬أزمة‭ ‬اللاجئين‭ ‬السوريين‭ ‬الى‭ ‬فرصة‭ ‬تنموية‭ ‬تنعكس‭ ‬إيجابا‭ ‬على‭ ‬المجتمعات‭ ‬المستضيفة‭ ‬واللاجئين‭.‬

واكد‭ ‬ان‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬التزم‭ ‬بتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬الفني‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وشركاء‭ ‬آخرين‭ ‬لدعم‭ ‬استفادة‭ ‬الأردن‭ ‬من‭ ‬قواعد‭ ‬المنشأ‭ ‬المبسطة‭ ‬المبرمة‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬وجذب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الاستثمارات،‭ ‬والسعي‭ ‬لتوفير‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬والتقني‭ ‬لدعم‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ -‬برنامج‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الأردني‭- ‬وجذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬وزيادة‭ ‬الصادرات‭ ‬وزيادة‭ ‬التشغيل‭ ‬للشباب‭ ‬والمرأة،‭ ‬والدعم‭ ‬لتنفيذ‭ ‬استراتيجية‭ ‬تنمية‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬الأردنية،‭ ‬وتوسيع‭ ‬استخدام‭ ‬القدرات‭ ‬الوطنية‭ ‬لتنفيذ‭ ‬مشاريع‭ ‬الدعم،‭ ‬وتعظيم‭ ‬زيادة‭ ‬المساعدات‭ ‬النقدية‭ ‬وشراء‭ ‬السلع‭ ‬والخدمات‭ ‬الوطنية‭ ‬بهدف‭ ‬تحقيق‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬للاقتصاد‭ ‬الأردني،‭ ‬والحفاظ‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬الدعم‭ ‬التي‭ ‬قدمت‭ ‬لخطة‭ ‬الاستجابة‭ ‬والعقد‭ ‬مع‭ ‬الأردن‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬على‭ ‬أقل‭ ‬تقدير‭ ‬وضرورة‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬أولويات‭ ‬الحكومة‭ ‬الأردنية‭ ‬ومن‭ ‬ضمنها‭ ‬مشاريع‭ ‬الإنفاق‭ ‬الرأسمالي‭ ‬لدعم‭ ‬المجتمعات‭ ‬المستضيفة‭.‬

كما‭ ‬اكد‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬أهمية‭ ‬دور‭ ‬الأردن‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬واهمية‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬محور‭ ‬دعم‭ ‬الإنفاق‭ ‬الرأسمالي‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬ان‭ ‬الجانبين‭ ‬أكدا‭ ‬أهمية‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تهيئة‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬تسمح‭ ‬للاجئين‭ ‬السوريين‭ ‬بالعودة‭ ‬إلى‭ ‬بلدهم‭ ‬وفقا‭ ‬لقواعد‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬السارية‭.‬

ولفت‭ ‬المهندس‭ ‬الفاخوري‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬الاردن‭ ‬سوف‭ ‬يستمر‭ ‬كما‭ ‬عهده‭ ‬العالم‭ ‬بالقيام‭ ‬بمسؤولياته‭ ‬ومساهماته‭ ‬المحورية‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤولياته‭ ‬تجاه‭ ‬الأردن‭ ‬لتمكينه‭ ‬من‭ ‬الاستمرار‭ ‬بهذا‭ ‬الدور‭ ‬الريادي،‭ ‬وضرورة‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬الاستثمار‭ ‬ودعم‭ ‬النموذج‭ ‬الاردني‭.‬

وأكد‭ ‬رئيس‭ ‬جامعة‭ ‬اليرموك‭ ‬الدكتور‭ ‬رفعت‭ ‬الفاعوري‭ ‬أن‭ ‬الأردنُ‭ ‬ورغمَ‭ ‬صغرِ‭ ‬مساحتهِ،‭ ‬يستضيفُ‭ ‬على‭ ‬أرضهِ‭ ‬أكثرَ‭ ‬من‭ ‬أربعين‭ ‬جنسيةً‭ ‬من‭ ‬اللاجئين،‭ ‬ويعدُّ‭ ‬ثانيَ‭ ‬أكبرِ‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬العالمِ‭ ‬استضافةً‭ ‬للنازحين‭ ‬واللاجئين،‭ ‬لافتاً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اللجوءُ‭ ‬السوريُّ‭ ‬يشكلُ‭ ‬تحديًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬للمملكةِ،‭ ‬يترافقُ‭ ‬مع‭ ‬محدوديةِ‭ ‬مواردِه‭ ‬وشحِّ‭ ‬المساعداتِ‭ ‬الدوليةِ،‭ ‬فقد‭ ‬وصلَ‭ ‬أعدادُ‭ ‬اللاجئين‭ ‬السوريينَ‭ ‬في‭ ‬المملكةِ‭ ‬إلى‭ ‬مليونَ‭ ‬وخمسِمائةِ‭ ‬ألفِ‭ ‬لاجئٍ،‭ ‬يشكلون‭ ‬ما‭ ‬نسبته‭ ‬20‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬السكانِ‭ ‬المحليين‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬جامعة‭ ‬اليرموك‭ ‬التزاماً‭ ‬منها‭ ‬بمسؤوليتها‭ ‬الإجتماعية‭ ‬تجاه‭ ‬المجتمع‭ ‬المحلي‭ ‬قامت‭ ‬بتوقيع‭ ‬اتفاقية‭ ‬مع‭ ‬منظمة‭ ‬اليونسكو‭ ‬في‭ ‬عمان،‭ ‬يتم‭ ‬بموجبها‭ ‬تغطية‭ ‬دراسة‭ ‬مئة‭ ‬وخمس‭ ‬وسبعين‭ ‬طالباً‭ ‬وطالبة‭ ‬من‭ ‬اللاجئين‭ ‬السوريين‭ ‬لمنحهم‭ ‬الدبلوم‭ ‬المهني‭.‬

بدوره‭ ‬أشار‭ ‬مدير‭ ‬مركزُ‭ ‬دراساتِ‭ ‬اللاجئين‭ ‬والنازحين‭ ‬والهجرةِ‭ ‬القسريةِ‭ ‬في‭ ‬الجامعةِ‭ ‬الدكتور‭ ‬فواز‭ ‬المومني،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬انعقادُ‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمرِ‭ ‬جاء‭ ‬لدقِّ‭ ‬ناقوسِ‭ ‬الخطرِ‭ ‬وفي‭ ‬الوقتِ‭ ‬الذي‭ ‬وصلَ‭ ‬فيه‭ ‬عددُ‭ ‬اللاجئين‭ ‬في‭ ‬العالمِ‭ ‬إلى‭ ‬خمسةٍ‭ ‬وستين‭ ‬مليوناً،‭ ‬اضطروا‭ ‬لتركِ‭ ‬أوطانِهم‭ ‬بسببِ‭ ‬الاضطهادِ‭ ‬والتعذيبِ‭ ‬والتنكيلِ،‭ ‬لافتاً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أوروبا‭ ‬تستقبلُ‭ ‬6‭ ‬بالمئة‭ ‬منهم،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬86‭ ‬بالمئة‭ ‬ما‭ ‬يزالون‭ ‬يقبعونَ‭ ‬في‭ ‬دولٍ‭ ‬محدودةِ‭ ‬الدخل،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعدُّ‭ ‬مؤشرًا‭ ‬على‭ ‬هشاشةِ‭ ‬النظامِ‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬التعاملِ‭ ‬مع‭ ‬قضايا‭ ‬اللجوءِ‭ ‬وتبعاتِها‭.‬

وقال‭ ‬المومني‭ ‬إن‭ ‬المركزُ‭ ‬فرغَ‭ ‬مؤخراً‭ ‬من‭ ‬إعدادِ‭ ‬ثلاثةِ‭ ‬مشاريعَ‭ ‬رياديةٍ‭ ‬تُعنى‭ ‬بتحسينِ‭ ‬نوعيةِ‭ ‬الحياةِ‭ ‬لدى‭ ‬اللاجئين‭ ‬السوريين‭ ‬في‭ ‬المخيماتِ‭ ‬وفي‭ ‬المناطقِ‭ ‬الأخرى،‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬توظيفِ‭ ‬المنصاتِ‭ ‬الإلكترونيةِ‭ ‬الذكيةِ،‭ ‬الأول‭ ‬يعنى‭ ‬بالإرشادِ‭ ‬الإلكترونيِ‭ ‬الذي‭ ‬سيقدّمُ‭ ‬خدماتِ‭ ‬الدعمِ‭ ‬النفسي،‭ ‬والاجتماعي،‭ ‬والصحةِ‭ ‬النفسيةِ‭ ‬للاجئين‭ ‬من‭ ‬خلالِ‭ ‬الهواتفِ‭ ‬الذكيةِ،‭ ‬والثاني‭ ‬يعنى‭ ‬بالتعليمِ‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬والثالث‭ ‬يتعلقُ‭ ‬بإطلاقِ‭ ‬إذاعةِ‭ ‬سهلِ‭ ‬حورانَ‭ ‬أف‭ ‬أم‭ ‬للاجئين‭ ‬السوريين،‭ ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬الإذاعة‭ ‬الثانيةِ‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭.‬

واضاف‭ ‬نسعى‭ ‬لإيجادِ‭ ‬التمويلِ‭ ‬اللازمِ‭ ‬من‭ ‬الجهاتِ‭ ‬الدوليةِ‭ ‬المانحةِ‭ ‬لتنفيذِها،‭ ‬مشيرا‭ ‬الى‭ ‬انه‭ ‬على‭ ‬أتم‭ ‬الاستعدادُ‭ ‬لتنفيذِ‭ ‬الدراساتِ‭ ‬التي‭ ‬تخدمُ‭ ‬صناعَ‭ ‬القرارِ‭ ‬وراسمي‭ ‬السياساتِ‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الحكومي‭ ‬والعالمي‭ ‬والمنظماتِ‭ ‬الدولية‭. -- ‬‮«‬بترا‮»‬