بيان صادر عن ديوان الشيخ مروان شوقي صلاح


أنباء الوطن -
 
كما كلنا نعلم أن ديننا الحنيف دعا إلى التعايش على أسس من التسامح والعفو والتعاون والتي وثّقها النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة فحدد الروابط بين المسلمين وغيرهم التي قامت على الاحترام المتبادل ومراعاة خصوصية الدين وأداء العبادات لكل ملّة . 
 
إن الصورة الأردنية للتعايش المشترك تعكس الروح الإسلامية وتعطي الأنموذج عن الهاشميين بحكم المسؤولية التاريخية والروحية التي تحملتها  القيادة الهاشمية عبر التاريخ لترسيخ رسالة الإسلام  المتحضرة والحضارية وترجمة ذلك من خلال بناء الحضارة الإسلامية،  لقد تميّزت الدولة الأردنية الحديثة أنها لم تعرف الطائفية أو المذهبية وأنها صورة راقية للدولة المدنية المعاصرة ذات نمط مدني حقيقي .
 
وما تم تحقيقه بالفعل أن الدولة الأردنية من خلال مسيرتها منذ الاستقلال قد تعاملت مع كافة شرائح المجتمع الأردني على حد سواء فيما يتعلق بالحقوق والواجبات وحمت حقوقهم وأموالهم ودماءهم فهم سواء في الدستور أمام القانون ، فنحن الأردنيون أسرة واحدة مسلمين ومسيحيين نشكل نسيجاً متجانساً لنا نفس العادات والتقاليد ونعيشُ ذات المناسبات الاجتماعية ، فالجميع في أردنّ الحب والخير نعيش كلحمة واحدة في السراء والضراء بلا كراهية أو عداوة مغلّبين جميعاً المصلحة الوطنية على المصلحة الشخصية ، وهنا لابد ان نشير انه مهما حاولت بعض الأطراف الخارجية من بث سموم الفتنة من خلال أجنداتها إلا أن شعبنا بكل نسيجه الوطني سيبقى أسرة واحدة موحدة .
 
ومن ديواننا وبإجماع تاريخي ديني وسياسي من أمة الإسلام نناشد أن نطبق ما جاء في شرعنا الحنيف  والذي يتوافق مع المواثيق الدولية والإنسانية  بأن نشد على يد كل مخلص  ونؤازر كل من يريد التناصح والتحاور بالقول الحسن والاحترام المتبادل نابذاً الغلظة والعنف والشتم والغيبة والنميمة والإرهاب والفكر الإقصائي والترويع اللفظي والفعلي وألفاظ التكفير والمعاداة للأديان الأخرى أو الفئات الدينية الإسلامية على حد سواء ، فلابد لنا من تربية ذاتنا على خصال التسامح والعفو وعدم الإصرار على العداوة واحترام الآخر وعدم إقصائه لبناء الوطن والمحافظة على أمنه واستقراره وضمان سلمه الاجتماعي .
 
وعلينا  أن نبدأ بهذه الخطوة ونؤسس لها  من خلال المؤسسة الأسرية والمؤسسات التربوية مثل المدارس والجامعات بل ونفرد لها مناهجاً وفصولاً دراسية ، كما ننوه لدور المساجد التي تستقطب عدداً كبيراً من أبناء شعبنا وليكن هذا مسؤولية ملقاة على عاتق وزارة الأوقاف ودائرة الإفتاء العام من خلال منابر الجمعة وحلقات الدرس والندوات لتمكين الخطاب الديني من إيصال أدق التفاصيل في التعامل مع الآخر ، كما لابد ان نشير لأهمية  دور الكنائس في نشر هذه الثقافة ، وهذا مدعاة لفتح باب الحوار للعقلاء من علمائنا المسلمين والمسيحيين ومثقفينا ومفكرينا وأدبائنا للمشاركة إما بالقنوات الحكومية أو الحوارات في الملتقيات الثقافية والتجمعات الشعبية والمقرات والدواوين الوطنية والتي لها أهداف ذات بعد وطني ، وهذا ما شارك فيه ديواننا وأسهم ، في الحوارات واللقاءات الناجزة باستضافته عدداً من رموز الوطن والدول العربية والإسلامية من علماء ومفكرين وأدباء ومثقفين وشيوخ ووجهاء عشائر في تقديم الصورة المثلى عن معاني التعايش بين مكونات الأمة وشرائحها باختلاف أطيافها ومعتقداتها . 
 
حمى الله وطننا الغالي موحداً بكافة مكوناته في ظل رايتنا الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين الحسين ابن عبد الله الثاني  حفظهما  الله ورعاهما ، عاش الاردن عزيزا منيعا سيدا على الدوام .
 
عمان 
 الأول من يونيو 2017 م
 الخامس من رمضان 1438 هـ