4 دروس أساسية للقيادة نستخلصها من الانتخابات بالمملكة المتحدة


أنباء الوطن -

أكد نايجل نيكلسون، بروفيسور السلوك التنظيمي في كلية لندن للأعمال، وجود أربع مسلمات  تنطبق على الشؤون السياسية والتجارية على حد سواء.

أولاً، يختلف أسلوب القيادة وفقاً لمكانة القائد في مسيرته، ثانياً، تمتزج الهوية والشخصية مع ردود أفعال أكثر بدائية على الصورة العامة للقائد، وثالثاً، لا تعتبر طبيعة التحدي أمراً مسلّماً به، ورابعاً، يمكن أن تؤدي هوية مجموعة "التابعين" دوراً معيقاً.

وفيما يلي نظرة أكثر تفصيلاً عن هذه المسلّمات:

1. البيع والتسليم

يمكن تشبيه الانتخابات بقصة من فصلين – البيع والتسليم. وفيما ترتبط مرحلة البيع برسم الواقع انطلاقاً من الرؤية وقوة الإرادة، تتعلق مرحلة التسليم برشاقة التعامل مع متغيرات الواقع. وبالتالي، يكون الناخبون أمام خيار الانضمام إلى المستهلكين واختيار البيان الذي يتناسب مع احتياجاتهم وقيمهم، أو التحول إلى مستثمرين عبر اختيار الفريق الذي يعتقدون بأنه الأقدر على التعامل مع المستقبل وغموضه.

2. البحث السليم عن الطرف الأفضل

لا تتعلق الانتخابات باختيار الناخبين لقائد، بالرغم من أن القادة قد يرغبون بأن تجري الأمور على هذا النحو، وخاصة إذا شعروا بميل كفة الدعم الشعبي لصالحهم. في الماضي، كانت الشخصية أقل وضوحاً بالمقارنة مع ما نراه في وقتنا الحاضر مع وهج وسائل الإعلام المعاصرة. ولا يعود تأثير المناظرات الانتخابية المتلفزة على تفضيلات الناخبين إلى الحجج الدامغة التي تلقيها الأطراف المتناظرة، أو شخصياتهم، وإنما إلى الصورة العامة. هذه الدوامة من الانطباعات التي تمتزج في أذهان الناس نتيجة السلوكيات غير اللفظية التي تعبر عن الهيمنة المتصورة وقابلية الإعجاب والثقة. وهناك عدد غير مسبوق من النساء الراغبات بشغل مناصب قيادية، ويعتقد بأنهن أكثر جدارة بالثقة.

3. لا يمكنكم التحكم بمجريات المعركة

كما هو الحال مع كبار القادة العسكريين عبر التاريخ، يود السياسيون اختيار الحلبة التي سيخوضون عليها غمار المعركة (بريكسيت، خدمات الصحة الوطنية، الهجرة، والاقتصاد) ولكن بمجرد اندلاع المعركة، كما صورها تولستوي في روايته "الحرب والسلام"، نبدأ مسيرة من عدم اليقين الشديد في كثير من الأحيان. ومع استقرار المعمعة، نرى معلّقين يتجادلون في مسببات الانتصار أو الهزيمة. ومن الأوهام الشعبية وجود مجموعة أو غيرها تمتلك القدرة على تحديد المسائل التي تدور المنافسات الانتخابية حولها، بالرغم من أن الفصائل ستكون محظوظة في حال استقطبت الانتباه ووجهته إلى مكامن تفوقها.

4. الناس يربطون هويتهم بمجموعة

تجري الانتخابات في فضاء اجتماعي متعدد الطبقات حيث تمثل شبكات "المصالح" الكيفية التي يرى فيها الناخبون ارتباطهم بالأحزاب. ولكن، غالباً ما تتسم هذه "المصالح" بالغموض من حيث الملامح. ويرث بعض الناخبين ولاءهم السياسي من آبائهم، ولكنه نادراً ما يستمر هذا الوضع لأكثر من جيل واحد. وتبرز الحدود التي تفصل المجموعات كمزيج من العوامل الإقليمية، والفئات الاجتماعية والثروة والقيم والأيديولوجيات. ولا يتأثر العديد من الناخبين بالشخصية أو القضايا، ولكنهم يقولون ببساطة: "هذه جماعتي، وسأبقى وفياً لها". وتؤدي الديموغرافيا، والتنمية الاقتصادية، والبنية المتغيرة للأحزاب دوراً كبيراً في تغيير هذه الحدود.