توريد الأسلحة من روسيا إلى السعودية لم يتعد الكلام
- نشرت صحيفة «كوميرسانت» مقالا بقلم إيفان سافرونوف عن توقيع اتفاقية أولية لتوريد اسلحة ومعدات عسكرية روسية إلى السعودية بقيمة 3 مليارات و500 مليون دولار.
كتب سافرونوف:
أعلن مدير عام مؤسسة «روس تيخ» الروسية سيرغي تشيميزوف أن روسيا والمملكة العربية السعودية وقعتا اتفاقا أوليا بشأن توريد أسلحة ومعدات عسكرية روسية إلى المملكة بقيمة 3.5 مليار دولار. كما تمت مناقشة حزمة صفقات تصل قيمتها إلى 20 مليار دولار، لكن موسكو خلافا لواشنطن، لم تصل قط إلى مرحلة توقيع الصفقات النهائية في هذا المجال مع المملكة.
وبحسب معلومات الصحيفة، فإن الحكم على جدية النيات السعودية سيتضح خلال زيارة العاهل السعودي إلى موسكو نهاية السنة الحالية.
إلى ذلك، قال تشيميزوف، في حديث أدلى به إلى وكالة تاس: «لقد وقعنا اتفاقا أوليا بقيمة 3.5 مليار دولار. (...) لكن السعوديين اشترطوا لدخول الاتفاق حيز التنفيذ تسليمهم جزءا من التكنولوجيا وإنشاء مصنع في السعودية. ونحن نفكر في هذا الأمر، ولا سيما أن أبسط شيء هو بناء مصنع في المملكة لإنتاج بندقية كلاشنيكوف الأوتوماتيكية».
وبحسب اثنين من مديري مؤسسات تابعة للمجمع الصناعي-العسكري، هذا الاتفاق لا يضمن توقيع صفقة نهائية بهذا الشأن. فقد أبدت المملكة اهتماما خلال العقدين الأخيرين بالأسلحة الروسية (مروحيات «مي-35»، دبابات «تي-90»، ناقلات المشاة المدرعة «بي إم بي-3»، ومنظومات الدفاع الجوي «أنتي-2500» و»إس-400» الصاروخية وغيرها). والسعوديون بحسب تشيميزوف يعربون دائما عن اهتمامهم بمنظومة إسكندر العملياتية-التكتيكية الصاروخية، المدرجة في قائمة الأسلحة الممنوعة من التصدير. و «مع أننا توصلنا معهم عدة مرات إلى اتفاق بشأن الأسلحة، لكنهم لم يوقعوا قط اتفاقية قانونية ملزمة، لأنهم يتجهون في النهاية إلى شراء أسلحة أمريكية. فكما هو معروف خلال زيارة ترامب إلى المملكة تم توقيع صفقة بقيمة 110 مليارات دولار لتوريد أنواع مختلفة من الأسلحة إلى السعودية».
ويبقى عقد توريد 10 آلاف بندقية كلاشنيكوف الرشاشة (أ كا-74إم) لتسليح الشرطة، الوحيد الذي تم تنفيذه.
لذلك، يشير رئيس تحرير مجلة «تصدير الأسلحة» أندريه فرولوف إلى أن توقيع عقود جديدة بمبلغ 3.5 مليار دولار مع السعودية أمر مهم جدا، لكن «ليست هناك ثقة بإمكان التوصل إلى توقيع صفقة مؤكدة نهائية».
ويضيف تشيميزوف، مذكرا بأن روسيا ناقشت قبل خمس سنوات مع المملكة صفقة بقيمة 20 مليار دولار ولكنها لم تتعد النيات، ويقول: «لم تشتر الرياض منا بقرش واحد آنذاك. وإذا سمينا الأشياء بمسمياتها، فإن السعوديين كانوا يتلاعبون بنا، قائلين لا توردوا منظومات الدفاع الجوي الصاروخية «إس-300» إلى إيران، وسوف نشتري سلاحكم من دبابات ومعدات أخرى». وفي النهاية رفع الرئيس بوتين الحظر عن توريد هذه المنظومات إلى إيران.
ووفق مصدر دبلوماسي عسكري، سيوضح أول لقاء بين الرئيس بوتين والملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود جدية نيات المملكة السعودية حول شراء الأسلحة الروسية.
هذا، وبحسب معلومات الصحيفة، تجري التحضيرات لزيارة العاهل السعودي إلى روسيا، لكن موعد هذه الزيارة لم يحدد حتى الآن.
................
ترجمة وإعداد كامل توما
...........
- عن وكالة «RT» الروسية