في ديوان الشيخ مروان شوقي صلاح التأكيد على أن جيشُنا وأمْنُنَا " خطٌ أحمر " .. صور
أصدر ديوان الشيخ مروان شوقي صلاح بيانا مساء الخميس أكد فيه على التلاحم خلف القيادة الهاشمية معتبراً ان جيشنا العربي خطاً أحمر وفيما يلي نص البيان :
صاحب الجلالة الهاشمية حفظكم الله ورعاكم ..
إن من فضل الله تعالى وعظيم منته علينا نعمة الأمن والأمان التي يتمتع بها أردنّنا بالرغم من أحداث منطقتنا الملتهبة نتيجة الصراع الإقليمي ، مما شكّل تحدياً قوياً أثّر بعدم الاستقرار على الناحيتين الأمنية والاقتصادية لبلدنا .
إنّ من أُوُلَىَ التحديات هي القضية الفلسطينية والقدس الشريف والأقصى المبارك فقد أوليتم هذه القضية جلّ اهتمامكم فطرحتموها في كافة المؤتمرات والمحافل الدولية ، إضافة لما يقدّمه الاردن إنطلاقاً من واجبه القومي والإنساني في احتضان وخدمة اللاجئين من مختلف الجنسيات مما أثقل كاهله مُحَمِّلاً إيّاه أعباءً إضافية رغم إمكانياته المحدودة فالأردن - كما علّمتونا سيدي فاتخذناكم قدوة لنا ـ كافلٌ للعربِ وأحزانهمْ وموئلٌ لهم ، كذلك توقف تجارتنا مع دول الجوار مما أرهق خزينة الدولة بالإضافة إلى مواجهة وطننا الحبيب كل حركات الإرهاب والتطرف والتصدي لها بكل أشكالها .
إننا نتوجه إلى الله بالشكر والحمد بأن حبانا بقيادتكم الهاشمية ذات الرؤية الثاقبة الحصيفة فتحمّلْتَ يا سيدي وتحمّلَ وطننا المسؤولية بكل جدارة لمواصلة المسيرة فَكَرَّسَنا كل ما لدينا من قدرات ومقدرات مهما قلّتْ أو كَثُرَتْ لمواجهة كافة المشكلات ، فصار للأردن الدور الطليعي الحاسم في المنطقة كبلد مستقر آمن وقوة متوازنة ومعتدلة بناءة .
وها هي راية ولواء الثورة العربية الكبرى انتقلت إلى جلالتكم فَرَسَّخْتُمْ قيم النهضة الحديثة وشَرَعْتُم بتحقيق آمال اليقظة العربية وسعيها نحو الحرية فجدّدْتُمْ بناء القوات المسلحة الأردنية وعزّزْتُمْ قُدرتها على حفظ أمن الوطن حتى تميّزتْ بالصلابة والعنفوان والكفاءة وتمتّعتْ بمصداقية عالية وانضباط كبير وجاهزية تدريبية راقية تتقدم وتتطور برعايتكم دائماً .
صاحب الجلالة الهاشمية حفظكم الله ورعاكم ..
إن دور هذه المؤسسة على مستوى الوطن والعالم لجليٌ واضحٌ يُشار له بالبنان في قدرتها ومهارةِ منتسبيها في تحقيق الأمن والأمان وحماية الوطن والأوطان ، فلا تشكيك بمؤسساتنا العسكرية والأمنية ونحن معكم يا سيدي أنه لا يمكن السماح لأن يكون هناك صوت يعلو فوق صوتها فهي خط أحمر فقد سجل الجيش العربي الأردني تاريخاً مشرفاً في الدفاع عن الارضِ والعِرضِ والمقدرات وما زالت دماء الشهداء تفوح مسكا وعطراً على أسوار القدس وباب الواد ، فجيشنا حارسٌ لحدودنا وأراضينا من كل الجهات وقواتنا الأمنية لحماية جبهتنا الداخلية .
وبتوجيهاتكم الملكية السامية شارك بواسلنا في قوات حفظ السلام الدولية بمراقبين دوليين وكتائب حفظ للسلام وقادة للجيوش في أنحاء مختلفة من العالم ، فمشاركاته هذه ترجمة لرسالته وتربيته الدينية السمحة التي تنص على احترام الديانات الأخرى وأتباعها وخدمة واحترام حقوق الإنسان ، وبفضل رؤيتكم الثاقبة قدم الجيش المصطفوي خارج الوطن خدماته الطبية بتجهيز وفتح مستشفيات ميدانية وإرسال فرق طبية خاصة ومحطات توزيع للمساعدات في حالات الكوارث والنزاعات ، وفي داخل الأردن قدّم الجيش الدعم المادي والمعنوي لمن تضرر من المواطنين في مختلف الظروف الجوية في أوقات الثلوج والأمطار والسيول بالإضافة إلى دور المؤسسات الاستهلاكية العسكرية المتنقلة التي تجوب المملكة لقضاء احتياجاتهم ، كذلك المشاركة في تخطيط وتنفيذ العديد من المشاريع من أجل تحقيق حياة أفضل للمواطنين المعوزين فلقواتنا الباسلة الدور الفاعل في ميادين التنمية .
هذه هي أخلاق الجندي الأردني النبيلة وصفاته الجليلة انطلاقاً من رسالتنا الهاشمية الأصيلة فالأمن لا يعني فقط الحفاظ على أمن واستقرار الوطن من أي تهديد خارجي أو داخلي بل المشاركة أيضاً في حفظ الأمن الاجتماعي والأمن الاقتصادي والأمن البيئي والمساهمة الفاعلة في مختلف الأزمات التي قد تواجه البلاد وأداء الدور الوطني والإنساني والواجب القومي والإسلامي .
صاحب الجلالة الهاشمية حفيد النبوة الطاهرة ..
إن واجبنا الانتماء والإخلاص لكم والالتفاف حولكم وها نحن نقف متكاتفين متعاضدين صفاً واحداً يداً بيد خلف قيادتكم ، فبإدارتكم الرشيدة وبحنكتكم السياسية وبصدقكم وبنظرتكم الرائدة الملهمة في معالجة القضايا الدولية والإقليمية وبعقلانيتكم في مخاطباتكم لكل العالم في المحافل الدولية نلتم التقدير والاحترام وجعلتم صوت أردنّنا يعلو وصار وطننا مثالا عالميا في التسامح عزيزاً محفوظ الحمى .
فبكل الاعتزاز والكبرياء والشعور بمعنى الأمن والأمان والاستقرار والزّهو والفخارْ نبارك لأنفسنا ولأمّتَيْنَا العربية والإسلامية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين أنكم القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية وبسموّ الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولياً للعهد ، ولن ينسى العالم تلك الصور التي التقطتها عدسات الكاميرات لجندي أردني يدفع بنفسه ودمه لينقذ طفلاً أو رجلاً أو امرأةْ ، فرجالنا قدّموا التضحيات مستمدين العزم من هممهم العالية حتى يبقى أردننا الأغلى والأجمل ويبقى وطننا الصخرة التي تتحطم عليها آمال المخربين والمندسين وطمع الحاقدين من أعدائنا .
نعم .. البيعة لكم سيدي وسنبقى الأوفياء لقيادتكم المظفّرة وليبقَ أردنُّنا قوياً منيعاً بجنوده الغر الميامين في ظل الراية الهاشمية .
صادر عن ديوان الشيخ مروان شوقي صلاح
عمان ، الخميس الموافق 3/8/2017