حفل إشهار رواية " وَتأويله الشَغَف" للكاتبة الشابة آلاء القطيشات


أنباء الوطن -

تحت رعاية معالي الأستاذ محمد داوودية، أُقيم في التاسع من هذا الشهر حفل إشهار رواية " وَتأويله الشَغَف" للكاتبة الشابة آلاء القطيشات في مركز الحسين الثقافي.

وتجلى عددٌ كبير من الحضور في فحوى هذه الرواية التي تناولت "فكرةً ثالوثية لطالما آمنت بها تلك الكاتبة فاستباحتها برسم الشغف"؛ حيث تطرح فيها فهماً جديداً مؤتلفاً للوطن، والدين، والشَّجن جسدته خلال الشخوص الثلاثة التي أوجدتهم في مؤلفها.

 

وبحضور معالي الأستاذ محمد داوودية و الروائي وائل الفاعوري-مقدم الرواية- والناقد د.عادل بني الأشرم أيضاً، أشاد الأستاذ داوودية باللغة التي تمتلكها الكاتبة بحيث تجسد لغة القرآن وتعكس مدى الثقافة العالية التي تمتلكها كما أوصى بضرورة المضي في أعمال كهذه بقلم كتاب شباب جدد يحييون اللغة العربية والثقافة بشكل واسع من جديد.

 

كما وأضاف مقدم الرواية المؤرخ وائل الفاعوري بأن هذا العمل الأدبي" يتضح فيه الخير والشّر ويرتطم الحب والكره ويتقارب الحق والباطل حتى إذا ما ألفى مواطن الضّعف ومقاطن الخور" بما فيه من حساسية راقية ورغبة الحافزة لمعرفة كنة الحق والشوق المبرح لاكتشاف المجهول.

 

وقد أثنى الناقد الدكتور عادل الأشرم على الجهد الفكري والثقافي المبذول في هذا العمل الأدبي إلى حد كبير؛ حيث توجه بتقديم رؤية شاملة للنص عكس من خلالها النضج الثقافي للكاتبة واللغة الثرية التي استخدمتها الكاتبة "كالفجر الحافي وسرمدية الفيزياء"، مبيناً الجانب الكبير لارتباط لغة هذا المؤلَّف بما يحمله من مغزى بوتقتُه تنصب في الهوية والوطن والتعايش الديني وقضايا الشجن.



مُلخص الرِّواية

 

تأتي هذه الرواية لمحاكاة ثلاثة مفاهيم مهمة نكتسبها سلباً في مجتمعاتنا في وقت الحروب الراهن وهي: مفهوم الوطن، ومفهوم الدين، ومفهوم الشجن أي الحب. وكي نستطيع إعادة النظر بهم بصورة أخرى حيوية وملموسة بإيجابية من جديد، أتت هذه الرواية لمخاطبة الجيل الشاب بلغة يفتقدونها وهي لغة "الحب"، أي عن طريق رسم قصة حب أمام أعينهم لتناول هذه المفاهيم؛ فعن طريق هذه اللغة يمكننا إيصال هذه المفاهيم بشكل غير مباشر تصل إلى اللاوعي بسلاسة الأبجدية.

 

تم اختيار الشخصيات بدقة لاذعة، كل واحدٍ منها لهدفٍ رئيس ومدروس كما كان في المقدمة. لم يكتب اسم الفتى المسيحي تعمداً واكتفيت بوصفه ذو الهوية الأرذوكسية؛ فأما أحمد فقد اختير أن يكنى ب"أحمد" لعدة أسباب مدروسة، فأما عن الراوية فقد كانت شخصية مدروسة دون أن تكنى باسم ، لكنها كانت تكنى بالراوية التشرينية حيث تقمصت دورها وكنت أنا.

 

تناولت الراوية فكرة الوطن الذي نعيشه الآن بلغة غير مباشرة : قصة ناهض حتر، فوضى الشرق الأوسط، الربيع العربي... وأيضاً فكرة التعايش بين الأديان حيث تطرح قصة حب بين مسلمة ترتدي حجاب وتقرأ الإنجيل ومسيحي يقرأ القرآن لكن الأيديلوجية المجتمعية فرقتهم.... وهكذا، ويحكي عن أنثى ليست كأي أنثى لأبوين وعائلة أردنية متحررة من الأبوية الشرقية تكمل دراستها، تسافر، تقرأ القرآن ، تصلي الفجر وبجانبها الإنجيل، موهوبة بالأحلام والحدس وهذه الهبة لا يملكها سوى أقلاء ممن رضى الله عليهم... وهكذا. أما ما يميز هذه الرواية، فهو عنوانها المبهم بدايةً، واستحضارها من الداخل؛ حيث يبدأ كل فصل بعنوان ويندرج تحته موقف تتذكر فيه الراوية موقف حواري بينها وبين بطل القصة . وفي بداية كل حدث تبدأ القصة بعنوان مؤرخ باليوم والشهر بشكل مترابط.

 

يشعر القارئ للرواية بالمفاجآت العديدة للأحداث في كل فصل وحتى النهاية حيث ستكون من النوع الخارج جداً عن النمط المألوف ودمتم بحياة كلمة الحفل باسم الله المحبة، الله السلام... نستهل تأويلُنا للشغف لهذا المساء بحضوركم الكريم؛ عل الشكر الوفير لكم لم تتوقف عنده البلاغة! ممتنة لجمعكم معنا مدى الحياة. الكتابة كما الوطن كلاهما لا يخون...فبين هفوة قلمنا ولهفتنا إليه نجد الوطن يقبع أمامنا في ظل شراسة ليحتضن لهفةً للحب أنجبت حين الفطرة.... قبل بعض سنوات كان هنالك الحُلم العربيّ ، وقبل بضع سنوات نوديَ بالضمير العربي لحناً في أغنية، ولم يحدث بعد شيء ، واليوم أقدم سرديَ الأول بدبلوماسية العفوية عله ينهض بالليت والعل والعسى في وجدنا للأممية والعروبة والحب. أن تكون عربياً يعني أن تكون عاطفياً بالفطرة لذا ما تملَكني في هذا السرد هو تأويلُ الشَّغف الذي لطالما بات يلمُ بنا ونَلُمُ به ؛ نتكئُ عليه فيتكئ علينا بملامحه الشَّتى ورسمه في هُوِية كل واحد منَا.

 

يأتي هذا السرد ليخاطب فكرةً ثالوثية لطاما آمنت بها فاستبحتها برسم الشغف، وكان مرادها فهم مؤتلفٌ موسيقي للوطن، والدين، والشجن. ووفقاً لذلك، أنجبت شخوص الرواية الثلاث: أحمد ذاك الشاب الذي أجاد العربية والعروبة حرفاً وحرفية دون تمتمة ولوقع هويته أسميته أحمد؛ وذاك الفتى الأرثوذكسي الذي وهبني ذاكرةً مخملية لم أنسَ فيها سفح التفاح الذي كان يستظل فيه جدي بعد صلاته في القدس؛ والأنا بين قوسين تلك التشرينية التي تقرأ الإنجيل مع القرآن كي تستهدي إلى الله أكثر فأكثر فترُكِن الأبوية الشرقية جنباً وتركن التعصب بكل أطيافه إلى جانبٍ آخرَ بعيدْ تدرك مطافّه بوَصَاية.

 

وفي هذا السرد أيضاً، قولٌ لأسخيليوس... تحية الهلال مع الصليب ... استحضارٌ لحكايا أيلول ونوفمبر... ناهض حتر وحسرة بلفور ويافا ... فتنة الحب الأول ورؤى القدوس ... قدسية الضَّاد....وفوضى الشرق الاوسط وكلا منا داخله شرق أوسط. هنا اليوم انتم من تستحقون الحياة، وهنا اليوم نكمل في عروبتنا بمراد سلام أممي يقبع في مستقبل نستحضره بكتابنا وحدسنا ولكل حدس فينا دلالة سماء. وفي الختام، أقدم جل امتناني لكل من أمسك بيميني لاقف إلى هنا وفي يدي اليسرى مولودي الأول:ا لسيد فايز أبو شيخة مدير دار المناهج للنشروالتوزيع، الروائي والمؤرخ د.وائل الفاعوري...واقول: لولاكم ياوالداي لما وقفت اليوم هنا... ولولاك يا نهال لما كتبت الحب ... ولولا الله لما وُهبنا اليقين سلاماً...


.