الكباريتي المرحلة والحل

بقلم / جمال العلوي
كعادته دوماً يحرك دولة عبدالكريم الكباريتي المياه السياسية الراكدة كل عام في الاستحقاق الرسمي لاجتماع الهيئة العامة للبنك الاردني الكويتي، رغم أن مياهنا هذا الموسم تموج وفق مسارات تبعتد عن خيارات الربيع .
ولا يستطيع أي سياسي أو محلل سياسي أو مالي أو اقتصادي أن يتجاهل ما يقوله الكباريتي والذي عادة ما يتناول قضايا مفصلية رغم أن الاجتماع بحد ذاته هو اجتماع دوري وله أجندة محددة مسبقاً.
ولكن ولان الكباريتي المسيس بحكم التكوين والفطرة والتجربة لا المناصب لا يترك هذه المناسبة أن تمر دون أن يثير تساؤلات هامة أو يطرح مقاربات تستحق التوقف عندها، ويكتسب كلام الكباريتي بهذا التوقيت دلالات مهمة خاصة أنه يأتي في مرحلة تمر بها البلاد بحالة استعصاء سياسي وازمة لها تداعيات قادمة.
حين يعلق الكباريتي جرس الانذار، حول احتمالات عدم تجديد المنحة الخليجية، لا بد أن ناخذ ما يقول على محمل الجد ونسعى لفهم الدلالات التي طرحها عن كون الاردن لم يعد في دائرة الاهتمام أو الاولويات الخليجية.
وحين يخلص الكباريتي الى القول « شئنا أم أبينا صارت إيران على حدودنا» علينا أن نفكر بقراءة مغايرة لما يجري ونبتعد عن متاهات التصعيد غير المبرر تجاه ايران، واللافت في كلام الكباريتي قوله « ان المملكة محاطة بحزام ناري، ونأمل أن ينفك ذلك الحزام وينتعش الاقتصاد بحصول الاردن على حصة من إعمار العراق وسورية...»
هل تمثل هذه الاستخلاصات التي يقدمها الكباريتي عنوانا ًللمرحلة المقبلة وتحدد السقوف التي علينا أن نعي التعامل معها، تلك اسئلة كفيلة أن تجيب عنها الاسابيع المقبلة حتى نكتشف ما يجري..
ويبقى السؤال المطروح بقوة هل يكون الكباريتي عنوانا للمرحلة المقبلة؟! وفق تصورات تعي ما يجري وتفهم قدرة الرجل على العمل وفق المتغيرات القادمة في المنطقة، قد يكون هو الحل في ظل منطقة مليئة بالمفاجات وتحتاج الى رجل من طراز خاص قادر على قراءة المتغيرات والتعامل معها بقوة وفي ذات الوقت رجل دولة استفاد من أخطاء الماضي ومساراته.
دعونا ننتظر بعيداً عن كل المفاجات التي يحملها المشهد السياسي في مرحلة هي من احلك المراحل في المنطقة ولكنها تبشر بالامل مع كل الظلام الدامس في الليل السياسي.