كأس آسيا للسيدات.. طموحات أردنية بتنظيم "بطولة استثنائية"
- محلي
- عربي وعالمي
كأس آسيا للسيدات.. طموحات أردنية بتنظيم "بطولة استثنائية"
عمان - الدستور - خالد حسنين
تواصل اللجنة المحلية المنظمة لكأس آسيا للسيدات بكرة القدم، تحضيراتها لاستضافة البطولة المقررة في الأردن، خلال الفترة من (6-20) نيسان المقبل.
وتسير اللجنة بعملها وفق الخطة الموضوعة، وسط إعجاب كبير من الاتحاد الآسيوي، سواء بما تم إنجازه، أو ما يتم التخطيط له، طمعاً بإقامة بطولة استثنائية من مختلف النواحي.
ويرأس اللجنة سمو الأمير علي بن الحسين رئيس اتحاد كرة القدم، وتضم وزير الشباب حديثة الخريشة، وزيرة السياحة والآثار لينا عناب، نائب أمين عمان حازم نعيمات، مساعد مدير عام قوات الدرك العميد الركن وليد قشحة، نائب سمو رئيس اتحاد كرة القدم مصطفى الطباع، الرئيس التنفيذي لشركة زين أحمد هناندة، الأمين العام لاتحاد كرة القدم سيزار صوبر، رئيسة اللجنة النسوية في الاتحاد رنا الحسيني، رئيس نادي شباب الأردن سليم خير، وزينة الحمارنة.
ويأتي استضافة الأردن للبطولة الآسيوية، بعد فترة وجيزة من استضافته لبطولة كأس العالم للسيدات تحت 17 عاماً، والتي منحت الكوادر الأردنية خبرة تنظيمية كبيرة، ستنعكس بصورة كبيرة على الحدث المقبل.
وكانت قرعة البطولة جرت الشهر الماضي في البحر الميت، وأسفرت عن وقوع منتخب النشميات في المجوعة الأولى إلى جانب الصين وتايلند والفلبين، حيث سيلتقي الأخير في المباراة الافتتاحية، فيما ضمت المجموعة الثانية اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية وفيتنام.
وسيتأهل أول وثاني كل مجموعة إلى الدور قبل النهائي، وبالتالي إلى نهائيات كأس العالم في فرنسا (2019)، بينما يتقابل صاحبا المركزين الثالث بكل مجموعة لتحديد هوية المتأهل الخامس عن القارة الصفراء إلى المونديال.
انطباعات إيجابية
المدير التنفيذي في اللجنة المحلية المنظمة المهندسة فرح البدارنة، أوضحت أن العد العكسي لاستضافة البطولة بدأ فعلياً، بالتالي بدأت كوادر العمل بالاتساع تدريجياً، لتغطية كافة الجوانب مثل حجوزات الفنادق والمواصلات واستصدار التأشيرات الخاصة بالوفود المشاركة، وكافة الخطط الاستراتيجية المتعلقة بالأمن والسلامة العامة.
وبينت فرح لـ»الدستور» أن اللجنة المنظمة استثمرت حالياً فترة توقف المنافسات المحلية لإجراء بعض عمليات الصيانة على الملاعب التي ستستضيف مباريات البطولة أو التدريبات الخاصة بالمنتخبات، وذلك بالتنسيق مع وزارة الشباب وأمانة عمان.
وأوضحت فرح أن اللجنة ستتسلم تلك الملاعب رسمياً يوم (20) آذار المقبل، أي قبل أكثر أسبوعين من انطلاق البطولة، لإجراء الصيانة النهائية عليها، مثل تركيب مقاعد جديدة عوضاً عن المقاعد التالفة وترقيمها، وكذلك بعض النواحي الخاصة بغرف الغيار، وأيضاً من أجل المباشرة في أن ترتدي هذه الملاعب حلة البطولة بشكل رسمي.
يذكر أن ستاد عمان وستاد الملك عبدالله الثاني سيستضيفان مباريات البطولة، والأول تحديداً سيستضيف مباراتي الإفتتاح والختام، كما ستستضيف (6) ملاعب تدريبات المنتخبات وهي: البترا والكرامة وخريبة السوق والسلط (نجيل طبيعي) والجبيهة وحدائق الحسين (نجيل اصطناعي).
وأكدت فرح أن البطولة المقبلة ستكون مختلفة عن سابقاتها بمشيئة الله، حيث يشدد سمو الأمير علي بن الحسين رئيس اتحاد كرة القدم/ رئيس اللجنة المحلية المنظمة للبطولة على ضرورة تنظيم حدث عالي المستوى يفوق كل البطولات الآسيوية الخاصة بالسيدات.
وأكدت فرح أن الكوادر المنظمة تستلهم عملها حالياً من الخبرة الكبيرة التي اكتسبتها من تنظيم مونديال السيدات تحت 17 عاماً، مشيرة إلى أن التحضيرات الأردنية للبطولة تلقى إعجاباً كبيراً من قبل الاتحاد الآسيوي، وأنها من الممكن أن تضاهي البطولات الآسيوية للرجال من حيث التنظيم، مؤكدة أن هدفنا في الأردن ليس نجاح البطولة فحسب، بل أن يكون نجاحها غير مسبوق أيضاً.
وأوضحت أنه تم عقد اجتماعين موسعين مع ممثلي الاتحاد الآسيوي بعد إجراء القرعة مباشرة لمناقشة كافة الأمور، وكان انطباعهم إيجابي للغاية.
وبينت فرح أن استضافة الأردن لكأس العالم قبل نحو عام ونصف، مهّد الطريق لإيجاد أرضية إيجابية فيما يتعلق بالتواصل مع مؤسسات المجتمع المختلفة، وهذا يساعد كثيراً في عملية التحضير.
ولفتت فرح إلى وجود بعض الإختلافات بين تعليمات الإتحاد الآسيوي والاتحاد الدولي، فالأخير مثلاً سمح للأردن بصفته المستضيف لكأس العالم للسيدات تحت 17 عاماً باستقطاب شركات وطنية داعمة، ولم تكن هناك مشكلة في الإعلان عن هذه الشركات عند التسويق للبطولة، لكن الاتحاد الآسيوي لا يسمح مطلقاً بالإعلان عن هذه الشركات عند استضافة البطولات الآسيوية لإنه يملك شركة تسويقية خاصة به، وهو ما يحد من رغبة العديد من الجهات في تقديم الدعم، وهي من أكبر التحديات التي تواجه استضافة الأردن للبطولة، لأن الميزانية لن تكون مرتفعة.
كما أن الاتحاد الآسيوي يشترط تواجد عدد أكبر من كاميرات النقل التلفزيوني داخل الملعب وبزوايا محددة عند نقل المباريات الخاصة ببطولاته.
وكشفت فرح النقاب عن أن التحضيرات جارية حالياً لإشهار أغنية ستحمل فكراً مختلفاً هذه المرة، حيث ستكون مرتبطة باللاعبات أكثر من ارتباطها بالحدث، وسيتم الإعلان رسمياً عن ذلك خلال الفترة القليلة المقبلة.
وفيما يتعلق باختلاف تجربتها الشخصية ما بين المونديال والبطولة القارية، أكدت فرح أن مسؤوليتها حالياً كمدير تنفيذي في اللجنة المحلية المنظمة للبطولة الآسيوية أصعب مما كانت عليه في كأس العالم للسيدات عندما كانت مديرة لدائرة المسابقات في اللجنة المحلية المنظمة، لأنها الآن تتحمل مسؤولية كافة التحضيرات من مختلف النواحي وعليها متابعة كل المستجدات أولاً بأول.
وتوجهت فرح بالشكر الكبير إلى سمو الأمير علي بن الحسين، لاختيارها لمنصب المدير التنفيذي، مؤكدة أن هذه الثقة هي مصدر فخر كبير بالنسبة إليها، كما أنها تشكل تحدياً خاصاً لها.
كما ثمنت فرح الجهود المبذولة من أعضاء اللجنة المحلية المنظمة وكل الكوادر التنظيمية، مشيرة إلى أن الروح التشاركية ستكون السبب في تنظيم بطولة يشهد الجميع محلياً وخارجياً بأنها حققت كل الأهداف المرجوة.
يشار إلى أن المهندسة فرح البدارنة تعتبر من الشخصيات الرياضية المتميزة، حيث كانت من اللاعبات المتألقات في الجيل الأول الذي وضع حجر الأساس لكرة القدم النسوية الأردنية، قبل أن تواصل إبداعها في المجال الإداري.
استراتيجية تسويقية
من جهتها، أكدت عضو اللجنة المحلية المنظمة زينة الحمارنة، أن البطولة ستحظى باستراتيجية تسويقية شاملة، تتناسب مع حجم هذا الحدث الذي يضم أفضل المنتخبات في القارة الآسيوية.
وأوضحت زينة لـ»الدستور» أن تلك الاستراتيجية، تأتي بتوجيهات مباشرة من سمو الأمير علي بن الحسين رئيس اتحاد كرة القدم/ رئيس اللجنة، من منطلق التأكيد على أن الرياضة بوجه عام وكرة القدم تحديداً للجميع، وأن الفتاة يمكنها أن تتصدر المشهد وأن تتألق ويجب أن تلقى التشجيع المجتمعي اللازم كي تتعزز ثقتها بنفسها وبما تملك من إمكانات.
وبيّنت زينة -المستشارة والمدربة في التسويق عبر مواقع التواصل الإجتماعي- أن إقامة البطولة في الأردن يحمل أهمية كبيرة من نواح عديدة، لذلك يجب استثمار هذا الأمر من خلال الترويج الجيد، وبما يضمن تفاعل أكبر عدد ممكن من شرائح المجتمع المحلي، سواء قبيل انطلاق المنافسات أو خلالها.
وأوضحت زينة أن هناك -على سبيل المثال- نحو (5.7) مليون مستخدم لـ»فيسبوك» في الأردن، أي ما يعادل نصف سكان المملكة تقريباً، كما أن هنالك نحو (3) ملايين مستخدم لـ»فيسبوك وانستغرام وتويتر» في المملكة يومياً، ووفقاً لتلك الإحصائيات فإن منصات التواصل الإجتماعي هي أسهل الطرق للتأثير على الجمهور والعائلات تحديداً وحثها على الانخراط في أجواء البطولة وخلق عنصري التشويق والإثارة لديها بوقت مبكر.
ولفتت زينة إلى أن ذلك سيكون بالتزامن مع حملات إعلامية مكثفة من خلال شاشات التلفزة المختلفة والإذاعات والصحف، وأيضاً من خلال اللوحات التي ستتواجد في الشوارع، مؤكدة أهمية أن يدرك الجمهور الرياضي والمواطن الأردني بصفة عامة، أن البطولة وبالرغم من أنها تحمل أبعاداً تنافسية، لكنها أيضاً ستكون كرنفالاً عائلياً ذو مناخ إيجابي.
وأشارت زينة إلى أن النية تتجه لحث طلاب وطالبات المدارس من مختلف المحافظات على الحضور إلى المدرجات ومتابعة المباريات، لأن ذلك سيكون له تأثير مستقبلي عليهم فيما يتعلق بحب الرياضة والانجذاب إليها، كما أن الأمر يحمل أهمية أيضاً فيما يتعلق بإيجاد ثقافة رياضية سليمة داخل نفوس هؤلاء، سواء عند التشجيع أو اللعب.
وكشفت زينة أن الإستراتيجية التسويقية بدأت قبيل إجراء القرعة، وهي متواصلة حالياً، لكنها ستصل إلى ذروتها خلال الشهر المقبل، بالتزامن مع إطلاق عملية بيع التذاكر، موضحة أن كافة شرائح المجتمع ستكون مستهدفة في هذه الاستراتيجية، أملاً بحثّ أعداد كبيرة من الأهالي والعائلات على حضور مباريات البطولة من المدرجات، كما حصل بكأس العالم للسيدات تحت 17 عاماً.
كما لفتت زينة أن من بين الأهداف الموضوعة، تقديم لاعبات المنتخب الوطني للمجتمع المحلي، وأن يمتلكن نفس الشهرة التي يمتلكها اللاعب، خاصة وأن الطرفان يقدمان نفس المهام الوطنية.
وشددت زينة على أن الأردن قادر بفكر سمو الأمير علي وجهود أعضاء اللجنة المحلية المنظمة على تحقيق كافة الأهداف المتعلقة بالاستضافة، معربة عن فخرها وسعادتها جراء تواجد عدد كبير من القيادات النسائية ضمن الفريق المنظم للبطولة.
الجدير بالذكر أن زينة الحمارنة تعد من المبدعات في مجال التسويق الإلكتروني، وتملك شركة متخصصة بهذا الصدد، ويعتبر اختيارها لعضوية اللجنة المحلية المنظمة مكسباً كبيراً لما ستلعبه من دور فيما يتعلق بالترويج للبطولة جراء الخبرة التي تتمتع بها في هذا المجال.
وبعيداً عن الجوانب المختصة بالتسويق الإلكتروني للبطولة، أكدت زينة أنها كـ(فتاة) تكون سعيدة بكل الأحداث النسوية التي تستضيفها المملكة، سواء الرياضية أو الثقافية أو غير ذلك من المجالات، لإن في ذلك تمكين للمرأة الأردنية، كما يمنحها الفرصة كي تبرز كل ما تملكه من طاقات.
أمنيات .. للنشميات
وتمنت كل من فرح وزينة التوفيق للمنتخب الوطني في المهمة الآسيوية المقبلة، وأن يتم تحقيق حلم التأهل إلى نهائيات كأس العالم، مشيرتين إلى أن النشميات دائماً ما يرتقين إلى مستوى الحدث، وهن قادرات على كسب التحدي.
وثمنت فرح وزينة الدعم اللامحدود الذي يقدمه اتحاد كرة القدم برئاسة سمو الأمير علي بن الحسين للمنتخب النسوي، من خلال المباريات الودية ذات المستوى العالي والمعسكرات الداخلية والخارجية، والتي عملت على تطوير المستوى الفني والبدني والذهني للاعبات، وهو ما نأمل أن ينعكس إيجاباً على مشاركتهن في البطولة الآسيوية.