رئيس الوزراء: مواجهة الأزمة الاقتصادية مسؤولية مشتركة لحماية الوطن ومستقبل أبنائه.


أنباء الوطن -

قال رئيس الوزراء إنه كان من الممكن في العامين 2005 و 2006 أن يكون هناك نظام نقل متطور، لكنه اليوم أصبح يقترب من المستحيل، عازيا ذلك لكثرة عدد السيارات التي دخلت الأردن، والتي من شأنها عدم السماح للحافلات بالمرور، مضيفا أن الحكومة اتخذت عددا من الإجراءات لكي تؤسس لعمل حافلة التردد الثابت في المنظور القريب، لكن ربما تظهر النتائج بعد سنوات.

وأضاف أن الكلام عن أن هدف الحكومة جمع المال في خطوة الرفع الذي جرى على سيارات الهايبرد، لا مكان لصحته، مؤكدا أن اتخاذ هذه الخطوة جاء لتخفيف عدد السيارات، ضمن آلية تدريجية تراكمية ستوصلنا بعد عشر سنوات إلى نظام نقل متطور.

وأشار إلى أنه لم يكن لدينا في الأردن قبل العام 2005 نظام نقل متطور، مثلما لم يكن لدينا عدد السيارات الموجودة حاليا، معتبرا أن تزايد السيارات هو بسبب الثقافة الاستهلاكية والتي تسببت في أزمة النقل.

وأكد الملقي أهمية تفعيل دور وزارة الشباب في الفترة المقبلة بشكل كبير، لعمل لقاءات مكثفة مع الشباب لا سيما وأنهم هم من يجنون نتائج ما نزرعه اليوم.

وعن البطالة في صفوف الشباب، قال إن ارتفاعها لنسبة 18 بالمئة شيء يؤرق الحكومة، معتبرا أن الحكومة الحالية هي الوحيدة التي أتت بالأرقام الصحيحة، وأن البطالة أصبحت المشكلة الكبرى الموجودة لدينا اليوم.

وتساءل الملقي: كيف لدينا 18 بالمئة نسبة بطالة ونتحدث عن 250 الف وظيفة، وفي الوقت ذاته لدينا مليوناً وثلاثمائة ألف وافد، ما يعني اننا بحاجة إلى ثقافة شبابية في هذا الصدد وهو ما سيكون من دور ومهمات وزارة الشباب.

ولفت إلى أن الحكومة اعتمدت التشغيل بدل التوظيف، لا سيما وان الحكومة لم تعد قادرة على التعيين، مشيرا إلى أن جميع المؤسسات المستقلة رابحة ما عدا قطاع الكهرباء والمياه، مضيفا إذا ألغيت المؤسسات المستقلة هل يكون مقبولا أن نسرّح الموظفين، وفي هذه الحال سيأتي خيار نقلهم إلى الوزارات وهل هذا يحل المسألة.

وقال إن إلغاء ودمج المؤسسات لا بد وأن يكون ضمن آلية متدرجة وليس بين ليلة وضحاها، ويجب أن يعرف الناس أن هناك شيئا تكتيكيا سريع النتائج وآخر طويل الأمد.

وأكد أنه يخضع للمحاسبة من المواطنين ومن مجلسي النواب والأعيان وفوق كل ذلك من لدن جلالة الملك عبدالله الثاني، وفي نهاية العام إن لم تكن الأرقام أفضل، ولا أقول “قمرة وربيع” ولا تسير بالاتجاه الصحيح عندها يحق للجميع أن يرفض وجودي في موقع رئيس الوزراء.

وفي رده على سؤال، قال الدكتور الملقي إن الدول العربية بدأت تتحدث، وفي الخليج بشكل خاص، عن مشاريع استثمارية بدل المساعدات النقدية وهذا جيد، مؤكدا أن علاقة الأردن مع الدول العربية، وخاصة الاشقاء في الخليج استراتيجية أخوية قومية وسندافع عن أي حق عربي مهما كان.

واوضح أن الأردن لا يبني علاقاته مع أشقائه العرب على المنفعة المادية وإنما على المنفعة الوطنية، ومنفعة الأمة، وهم إخواننا ونحن نعلم أن لديهم هم أيضا ظروفهم، وهم لم يبخلوا علينا في السابق، وإن شاء الله لن يبخلوا علينا في المستقبل.

وحول ما تعرضت له المناطق الحدودية من وصول شظايا نتيجة مواجهة اسرائيلية سورية، قال الدكتور الملقي إن حدودنا متلاصقة مع سوريا وإسرائيل ولازال هنا تواجداً لبقايا عصابة داعش الارهابية في بعض الأماكن، مؤكدا على الجهد الكبير الذي تقوم به القوات المسلحة الاردنية-الجيش العربي، في حماية حدودنا من أي مخاطر.

واضاف إذا ما تماسكنا واستمرينا في الدعم المالي لقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية فسنكون في أمان، ولكن إذا ضخمنا أي أمر صغير فعندها سنفقد ثقتنا بأنفسنا، وهذا ما يريده الأعداء، ونحن واثقون من أنفسنا.

وحول الحالة المرضية التي يواجهها الدكتور الملقي، أعرب رئيس الوزراء عن الشكر للأردنيين الذين اطمانوا عن صحته، وقال “طلبت من وزير الدولة لشؤون الاعلام، وبكل شفافية، أن يتحدث بالأمر كاملا عندما ذهبت إلى المدينة الطبية وأجريت فحوصات فيها، وتبين بحسب تقارير المدينة الطبية، أن هناك كتلة في اللوزة الشمال، وهي بحاجة إلى استئصال عن طريق جراحة بالريبوت هي غير متوفرة في الأردن.

وذهبت هناك ليس لتخرج إبني فابني متخرج من سنة ونصف من جامعة القاهرة، وهو اختصاصي يعمل في الولايات المتحدة ولم أذهب لذلك بل ذهبت لأخذ النصيحة الطبية، ولما ذهبت إلى الولايات المتحدة أخبروني “أن حجمها صغير وليست بحاجة إلى تدخل جراحي وإنما بحاجة إلى تدخل إشعاعي، ولديكم في الأردن خبرات متخصصة، ذات كفاء عالية وعالمية، وعدت بعد ستة أيام لأني لم أجر الجراحة، والآن أراجع في المستشفى ولدي جلسات أشعة لمدة خمسة أسابيع، وساكون خلالها في دوامي، لأنه لا يوجد مشكلة، وادعو الله أن يشفيني، وأشكر كل المواطنين الذين سألوا عني وأنا قادر على القيام بعملي على أكمل وجه”.
(بترا)