هل‭ ‬يتحول‭ ‬‮«‬مبنى‭ ‬مسرح‭ ‬البلد‮»‬‭ ‬لمقهى‭ ‬جفراوي‭ ‬آخر؟‭!‬


أنباء الوطن -

هل‭ ‬يتحول‭ ‬‮«‬مبنى‭ ‬مسرح‭ ‬البلد‮»‬‭ ‬لمقهى‭ ‬جفراوي‭ ‬آخر؟‭!‬

- وصل‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬أنباء‭ ‬الوطن‮»‬‭ ‬نسخة‭ ‬من‭ ‬بيان‭ ‬صحفي‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬مسرح‭ ‬البلد؛‭ ‬يشرح‭ ‬فيه‭ ‬مسؤولو‭ ‬المسرح‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬بهم‭ ‬للرضوخ‭ ‬لقرار‭ ‬قضائي‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬إخلاء‭ ‬مبنى‭ ‬‮«‬مسرح‭ ‬البلد‮»‬‭ ‬لصالح‭ ‬مالك‭ ‬العمارة‭/ ‬مالك‭ ‬مقهى‭ ‬جفرا،‭ ‬رغم‭ ‬إيفاء‭ ‬المسرح‭ ‬بكافة‭ ‬التزاماته‭ ‬كمستأجر‭. ‬معتبرين‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬‮«‬إحدى‭ ‬ظواهر‭ ‬محاربة‭ ‬المؤسسات‭ ‬والمبادرات‭ ‬الأهلية‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬إلى‭ ‬استعادة‭ ‬النشاط‭ ‬الفني‭ ‬والثقافي‮»‬‭ ‬لوسط‭ ‬المدينة‭. ‬ومطالبين‭ ‬الجهات‭ ‬التشريعية‭ ‬بإضافة‭ ‬‮«‬المساحات‭ ‬الثقافية‭/‬الفنية‭ ‬الأهلية‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬للمصلحة‭ ‬العامة‮»‬‭ ‬ضمن‭ ‬الاستثناءات‭ ‬في‭ ‬المادة‭ ‬الثالثة‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬المالكين‭ ‬والمستأجرين‭ ‬للعام‭ ‬2013‭.‬

وفيما‭ ‬يلي‭ ‬النص‭ ‬الكامل‭ ‬للبيان‭ :‬

بيان‭ ‬صحفي

صادر‭ ‬عن‭ ‬مسرح‭ ‬البلد

بمناسبة‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للمسرح‭ ‬27‭/‬3‭/‬2018

‭- ‬صدر‭ ‬قرار‭ ‬قضائي‭ ‬بإخلاء‭ ‬مبنى‭ ‬مسرح‭ ‬البلد‭ ‬لصالح‭ ‬مالك‭ ‬العمارة‭/ ‬مالك‭ ‬مقهى‭ ‬جفرا،‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬رفض‭ ‬تجديد‭ ‬عقد‭ ‬إيجار‭ ‬المبنى‭ ‬الذي‭ ‬أبرمناه‭ ‬مع‭ ‬المالك‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2002‭ ‬وانتهى‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬رغم‭ ‬محاولات‭ ‬تجديد‭ ‬العقد‭ ‬لضمان‭ ‬استمرارية‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬بدأنا‭ ‬به،‭ ‬ورغم‭ ‬إيفاء‭ ‬المسرح‭ ‬بكافة‭ ‬التزاماته‭ ‬كمستأجر‭.‬

في‭ ‬عام‭ ‬2002‭ ‬اختار‭ ‬القائمون‭ ‬على‭ ‬مبادرة‭ ‬مسرح‭ ‬البلد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مبنى‭ ‬سينما‭ ‬الأردن‭ ‬وسينما‭ ‬فرساي‭ ‬سابقاً،‭ ‬مقراً‭ ‬للمسرح‭ ‬باعتباره‭ ‬شاهداً‭ ‬من‭ ‬شواهد‭ ‬الإرث‭ ‬الثقافي‭ ‬لمدينة‭ ‬عمان‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1948‭. ‬ورغبةً‭ ‬من‭ ‬مسرح‭ ‬البلد‭ ‬في‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الإرث‭ ‬الجميل‭ ‬والإضافة‭ ‬النوعية‭ ‬للمدينة‭ ‬وإعادة‭ ‬الاعتبار‭ ‬لسينما‭ ‬الأردن‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬أحياء‭ ‬عمان‭ ‬المنسية‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬مع‭ ‬المالك‭ ‬على‭ ‬استئجار‭ ‬المبنى‭ ‬ليكون‭ ‬مقراً‭ ‬لهذه‭ ‬المبادرة‭ ‬التي‭ ‬سميناها‭ ‬لاحقاً‭ ‬‮«‬مسرح‭ ‬البلد‮»‬‭.‬

ورغم‭ ‬ضعف‭ ‬الإمكانيات‭ ‬المادية،‭ ‬تم‭ ‬ترميم‭ ‬المسرح‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬مهملاً‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة،‭ ‬بجهود‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المحبين‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬داعمة‭ ‬وفنانين‭ ‬آمنوا‭ ‬بأهمية‭ ‬إيجاد‭ ‬مساحة‭ ‬فنية‭ ‬مستقلة‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬مدينة‭ ‬عمان‭. ‬وتم‭ ‬الافتتاح‭ ‬في‭ ‬شباط‭ ‬2005‭. ‬وعلى‭ ‬مدار‭ ‬ثلاثة‭ ‬عشر‭ ‬عاماً،‭ ‬نحتنا‭ ‬في‭ ‬الصخر،‭ ‬وقدم‭ ‬مسرح‭ ‬البلد‭ ‬وأنتج‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬عمل‭ ‬مسرحي‭ ‬وموسيقي‭ ‬وعشرات‭ ‬المهرجانات‭ ‬الفنية،‭ ‬واعتلى‭ ‬خشبته‭ ‬فنانون‭ ‬ومثقفون‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬بقاع‭ ‬الدنيا،‭ ‬وشاهد‭ ‬عروضه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭,‬000‭ ‬مشاهد‭ ‬وصار‭ ‬اسم‭ ‬مسرح‭ ‬البلد‭ ‬نجماً‭ ‬أردنياً‭ ‬ساطعاً‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬الثقافية‭ ‬العربية‭ ‬والعالمية‭. ‬ليس‭ ‬ذلك‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬أعاد‭ ‬وجود‭ ‬المسرح‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البقعة‭ ‬من‭ ‬المدينة‭ ‬الحياة‭ ‬الثقافية‭ ‬والفنية‭ ‬إليها‭ ‬وأصبحت‭ ‬مساحة‭ ‬حيوية‭ ‬يرتادها‭ ‬الشباب‭ ‬والشابات،‭ ‬الصغار‭ ‬والكبار،‭ ‬من‭ ‬الأردن‭ ‬والعالم،‭ ‬ليعود‭ ‬‮«‬وسط‭ ‬البلد‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬مكانه‭ ‬الطبيعي‭: ‬عمان‭ ‬القديمة،‭ ‬بأسواقها‭ ‬ومساحاتها‭ ‬الثقافية‭ ‬وأهلها‭.‬

إن‭ ‬نجاح‭ ‬المالك‭ ‬الجديد‭ ‬للمبنى‭ (‬الذي‭ ‬اشتراه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2009‭) ‬في‭ ‬‮«‬إخلاء‮»‬‭ ‬مسرح‭ ‬البلد‭ ‬من‭ ‬موقعه‭ ‬الذي‭ ‬استُثمر‭ ‬فيه‭ ‬الكثير‭ ‬ظاهرة‭ ‬تستحق‭ ‬التوقف‭ ‬عندها‭ ‬لكونها‭ ‬تتعدى‭ ‬فكرة‭ ‬انتهاء‭ ‬عقد‭ ‬الإيجار‭ ‬وحق‭ ‬المالك‭ ‬بإخلاء‭ ‬المستأجر‭ ‬حسب‭ ‬قانون‭ ‬المالكين‭ ‬والمستأجرين‭ ‬المعدل‭ ‬عام‭ ‬2013‭. ‬إنها‭ ‬إحدى‭ ‬ظواهر‭ ‬محاربة‭ ‬المؤسسات‭ ‬والمبادرات‭ ‬الأهلية‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬إلى‭ ‬استعادة‭ ‬النشاط‭ ‬الفني‭ ‬والثقافي‭ ‬للمدينة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أهلها‭ ‬وأبنائها‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬مصلحة‭ ‬شخصية‭ ‬تجارية‭ ‬أو‭ ‬مادية‭. ‬ففي‭ ‬حين‭ ‬يبذل‭ ‬القائمون‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬جهوداً‭ ‬تطوعيةً‭ ‬كبيرةً‭ ‬ويوظفون‭ ‬قدراتهم‭ ‬الإبداعية‭ ‬لبناء‭ ‬شراكات‭ ‬واسعة‭ ‬مع‭ ‬الشباب‭ ‬والمجتمع‭ ‬والعمل‭ ‬بشكل‭ ‬تشاركي‭ ‬لمأسسة‭ ‬الفعل‭ ‬الثقافي‭ ‬وإغناء‭ ‬المشهد‭ ‬الحضاري‭ ‬لمدينتنا،‭ ‬تجد‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬مع‭ ‬منطق‭ ‬لا‭ ‬تحكمه‭ ‬سوى‭ ‬قيم‭ ‬التجارة‭ ‬والسوق‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬حماية،‭ ‬رغم‭ ‬ازدحام‭ ‬الخطاب‭ ‬الرسمي‭ ‬بالتعهد‭ ‬بدعم‭ ‬المبادرات‭ ‬الاهلية‭ ‬الملتزمة‭ ‬بتوفير‭ ‬مساحات‭ ‬تمنح‭ ‬الشباب‭ ‬الأدوات‭ ‬الضرورية‭ ‬ليكونوا‭ ‬فاعلين‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬مجتمعهم‭ ‬بشكل‭ ‬صحي‭.‬

قد‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬قضية‭ ‬مبنى‭ ‬مسرح‭ ‬البلد‭ ‬هي‭ ‬الضحية‭ ‬الوحيدة‭ ‬للاعتبارات‭ ‬التجارية‭ ‬أو‭ ‬غياب‭ ‬السياسات‭ ‬والإجراءات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التي‭ ‬تحمي‭ ‬المبادرات‭ ‬الأهلية،‭ ‬لكنها‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬سوياً‭ ‬لحماية‭ ‬المبادرات‭ ‬الثقافية‭ ‬الفنية‭ ‬الأهلية‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬القوى‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬لهدم‭ ‬نجاحات‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬بدافع‭ ‬الجشع‭ ‬أو‭ ‬تقاعس‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬وشبه‭ ‬الحكومية‭ ‬عن‭ ‬حمايتها‭ ‬أو‭ ‬الفكر‭ ‬الظلامي‭. ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬نقطة‭ ‬البداية‭ ‬مطالبة‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬بإضافة‭ ‬‮«‬المساحات‭ ‬الثقافية‭/‬الفنية‭ ‬الأهلية‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬للمصلحة‭ ‬العامة‮»‬‭ ‬ضمن‭ ‬الاستثناءات‭ ‬في‭ ‬المادة‭ ‬الثالثة‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬المالكين‭ ‬والمستأجرين‭ ‬للعام‭ ‬2013‭.‬

شكرا‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬أبدع‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬مبنى‭ ‬مسرح‭ ‬البلد،‭ ‬ولكل‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬وآمن‭ ‬بأهداف‭ ‬مسرح‭ ‬البلد،‭ ‬وشكرا‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬ساهم‭ ‬وعمل‭ ‬على‭ ‬محاولة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المبنى،‭ ‬وشكرا‭ ‬لجمهور‭ ‬مسرح‭ ‬البلد‭ ‬الذي‭ ‬كتب‭ ‬معنا‭ ‬حكاية‭ ‬الإبداع‭ ‬والتألق‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬ثلاثة‭ ‬عشر‭ ‬عاماً‭.‬

خلال‭ ‬أسابيع‭ ‬قليلة‭ ‬سنكون‭ ‬مضطرين‭ ‬لترك‭ ‬هذا‭ ‬المبنى‭ ‬التاريخي‭ ‬لكننا‭ ‬مصرّون‭ ‬على‭ ‬استكمال‭ ‬مسيرتنا،‭ ‬وسنبدأ‭ ‬في‭ ‬تأهيل‭ ‬مساحة‭ ‬إبداعية‭ ‬جديدة‭ ‬لنستمر‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬المبدعين‭ ‬والجمهور‭ ‬المخلص‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الفن‭ ‬الذي‭ ‬نحب‭ ‬والإبداع‭ ‬المتجدد،‭ ‬تاركين‭ ‬بصمتنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المبنى‭ ‬وآملين‭ ‬إن‭ ‬لا‭ ‬تستبدل‭ ‬بقشور‭ ‬تجارية‭ ‬تلوث‭ ‬تاريخ‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭. ‬هذا‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬مشهد‭ ‬النهاية،‭ ‬بل‭ ‬سيكون‭ ‬بداية‭ ‬جديدة،‭ ‬ونعدكم‭ ‬بلقاء‭ ‬قريب‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬جديد‭ ‬لمسرح‭ ‬البلد‭.‬

شاركونا‭ ‬بأفكاركم‭ ‬وحكاياتكم‭ ‬وصوركم‭ ‬مع‭ ‬مبنى‭ ‬مسرح‭ ‬البلد،‭ ‬لنبقى‭ ‬مستمرين‭ ‬معا،‭ ‬ولا‭ ‬تنسوا‭ ‬الانضمام‭ ‬إلينا‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬بلدك‭ ‬لفن‭ ‬الغرافيتي‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬أيار‭ ‬ومهرجان‭ ‬حكايا‭ ‬في‭ ‬أيلول‭/‬سبتمبر‭ ‬المقبل‭.‬

‭# ‬مسرح‭_‬البلد‭_‬مستمر