من زيدان إلى محمد صلاح .. هكذا يصل الألماني كلوب بالعقلية المصرية إلى القمة


أنباء الوطن -

أثبت الألماني يورغن كلوب، المدير الفني لفريق ليفربول الإنكليزي، أن لديه مهارة خاصة في التعامل مع اللاعبين المصريين، وإخراج أفضل ما لديهم. كلوب سبق له تدريب المصري محمد زيدان مع ماينز الألماني، والذي أصرّ على التعاقد معه بعد انتقاله لتدريب بروسيا دورتموند وحقق معه لقب الدوري، قبل أن يضم محمد صلاح إلى صفوف ليفربول الذي يقوده حالياً.

زيدان والأب الروحي
محمد زيدان الذي كان أحد أفراد الجيل الذهبي لمنتخب "الفراعنة" في كأس أمم إفريقيا 2008 و2010، يرتبط بعلاقة وطيدة مع كلوب حتى بعد اعتزاله كرة القدم ويعتبره "أباه الروحي". قال عن نفسه، "لا أجيد اللعب إلا وأنا سعيد"، وهو المفتاح الذي اكتشفه كلوب ونجح من خلاله في الوصول بمستوى زيدان إلى القمة. وتحدث زيدان عن يورغن كلوب، موضحاً دوره في مساعدته على التألق والوصول بمستواه إلى القمة قائلاً، "كلوب مدرب يعرف كيف يتعامل مع اللاعبين نفسياً. وخاصة المهاجمين". زيدان (36 عاماً) كان على ثقة في تطور مواطنه محمد صلاح تحت قيادة كلوب، وهو ما صرح به مع انتقال مواطنه من روما الإيطالي إلى ليفربول الإنكليزي في صيف 2017، "أرى أنه سيتطور تحت قيادة يورغن كلوب، أرى أنه اختار المدرب الجيد، لو كان صلاح لا يشعر بالرغبة في العمل معه لم يكن ليترك روما وينتقل إليه".

صلاح يختلف
وتختلف شخصية محمد صلاح كثيراً عن زيدان، ولعل ما قاله زيدان نفسه عن ذلك خلال مقابلة تليفزيونية مع قناة "أون سبورت" المصرية يؤكد ذلك. فقد تحدث عن صلاح وعلاقته بكلوب، قائلاً "خلال جلسة جمعتني مع كلوب، قال لي إن صلاح من أكثر اللاعبين الذين قابلتهم في حياتي التزاماً، طوال مسيرتي التدريبية". ويبدو أن تفاصيل بسيطة يفعلها كلوب تمنح صلاح الحرية والانطلاق والرغبة في التألق، من بينها ما كشفه المدرب الألماني خلال مقابلة تليفزيونية، قال خلالها "صلاح مسلم ويؤدي شعائره قبل المباراة، لذا فإننا نذهب مبكراً دقيقة أو دقيقتين إلى غرفة خلع الملابس، ليتمكن من أداء شعائره الدينية، لا أحد يتذمر. هذا شيء طبيعي داخل الفريق، وهكذا تسير الأمور في العالم النموذجي. نحاول أن نتفاهم بعضنا البعض، ونتعامل مع الأشياء البسيطة الخاصة بالآخرين".

وكلوب قدم له الكثير
صلاح بدوره كشف عما قدمه له كلوب وجعله يعتلي صدارة الهدافين في الدوريات الأوروبية الكبرى. وقال لشبكة Sky Sports البريطانية، "مع كلوب ألعب أقرب إلى المرمى. بعكس غيره من المدربين. وهذا ما يمكنني من التسجيل. في ليفربول الأمر مختلف عن روما، لكنني منذ اليوم الأول أبذل ما يمكنني أن أقوم به". ودلل كلوب على ثقته في صلاح ودعمه اللا محدود له، حتى وهو لا يرتدي قميص ليفربول، في تأكيد واضح منه على مدى قدرته على التعامل النفسي وامتلاك قلب النجم المصري، فكال له الإشادة بعد قيادته لـ "الفراعنة" إلى نهائيات كأس العالم 2018، بعد هزه لشباك الكونغو بركلة جزاء في الوقت المحتسب بدل من ضائع. وعلق على ذلك بقوله لصحيفة The Independent البريطانية، "صلاح حمل ثقل الحلم المصري على كتفيه، وحمل الكرة ولمسها بجبهته ثم وضعها على علامة الجزاء. كدت أصاب بأزمة قلبية". هذا ما أدركه الجميع وليس فقط من يشجع محمد صلاح من المصريين أو جمهور ليفربول. لذا شاهدنا العديد من الصور الهزلية (comics) التي تقارن بين علاقة صلاح مع كلوب، وبين علاقة اللاعب نفسه مع مدربه البرتغالي السابق جوزيه مورينيو، الذي عاش علاقة متموترة مع اللاعب المصري المعتزل عبد الستار صبري عندما كان مدرباً لبنفيكا البرتغالي، ما يؤكد أن الوصول بالعقلية المصرية إلى القمة فنٌ يتقنه كلوب.