محمد صلاح أمل وفخر المصريين الذين أثقلت السياسة كاهلهم!


أنباء الوطن -

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن شهرة اللاعب محمد صلاح والشعبية الكبيرة التي يحظى بها في بلده مصر. ويتجلى ذلك من خلال صوره المنتشرة في كل مكان.

وقالت الصحيفة، في تقريرها إن قصة الطفل الذي نشأ في إحدى القرى الفقيرة الواقعة في منطقة دلتا النيل، وانقطع عن الدراسة في وقت مبكر ليتوجه للعب كرة القدم، أصبحت مصدر إلهام بالنسبة لجيل كامل. وعلى ضوء هذه المسيرة الحافلة بالنجاحات، بات اللاعب المصري محمد صلاح يمثل بصيص أمل بالنسبة للمصريين الذين أثقلت كاهلهم الأوضاع السياسية والاجتماعية المزرية.

وأضافت الصحيفة أن صور محمد صلاح صارت تزين اللوحات الإعلانية الضخمة في كامل أرجاء المدن المصرية. في الأثناء، استفاد التجار من شعبية صلاح من خلال بيع أغطية الأسرة وفوانيس رمضان التي تحمل صوره. كما أضفت لوحة جدارية كبيرة لصلاح معلقة في أحد المقاهي المعروفة في وسط مدينة القاهرة، إلى جانب مجموعة من صور العظماء المصريين، بما في ذلك أشخاص نالوا جائزة نوبل والمغنية الشهيرة أم كلثوم، روحا شبابية على المكان.

وذكرت الصحيفة أنه بعد سنوات طغت عليها الاضطرابات والتجاذبات السياسية والصعوبات الاقتصادية في أكثر الدول العربية اكتظاظا بالسكان، وجد المصريون أخيرا ما يجعلهم يتشاركون الفرح. وذلك من خلال الاحتفاء بالنقلة النوعية التي أحدثها اللاعب البالغ من العمر 25 سنة في عالم كرة القدم.

ونقلت الصحيفة عن هاني فتحي، الذي يعمل في المقهى الذي علقت فيه صورة صلاح، أن "صلاح أصبح الأسطورة التي خلدت اسم مصر. وفي الحقيقة، تحظى هذه اللوحة الجدارية بشعبية كبيرة بين صفوف الشباب والسياح العرب الذين يرتادون المقهى، وغالبا ما يلتقطون صورا معها".

وأضافت الصحيفة أن صلاح ساعد ليفربول على التقدم في التصنيف في الدوري الإنجليزي الممتاز من خلال إحراز أكثر من 40 هدفا في هذا الموسم، ليقود ناديه للدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا. أما بالنسبة للمصريين، فقد أصبح محمد صلاح مصدرا للأمل والعمل بجد لتخطي مصاعب الحياة اليومية، في خضم أكثر الفترات اضطرابا في تاريخ مصر الحديث.

وقالت الصحيفة إن ظهور محمد صلاح في الحملة الإعلانية التي أطلقتها الحكومة المصرية لمكافحة المخدرات، أدى إلى مضاعفة عدد الاتصالات في الخط المباشر المتعلق بمساعدة المدمنين. كما شاركت إحدى المعجبات تعليقا على فيسبوك، وصفت فيه مدى سعادتها بالصدى الذي يلقاه نجاح صلاح في العالم، مشيرة إلى أن ذلك "شبيه بالإحساس الذي رافق أيام الثورة". ففي الواقع، وبالنسبة للعديد من المصريين، كانت تلك آخر مرة استشعروا فيها معنى الاتحاد لغاية واحدة ونالوا فيها إطراء الرأي العام العالمي.

وأفادت الصحيفة بأن نجاح صلاح كان بمثابة فخر وطني، ليس فقط بسبب مهاراته في الملعب، وإنما أيضا بفضل تواضعه ووصوله إلى هذه المكانة دون أي مساعدة. في الوقت ذاته، متع صلاح المشجعين من خلال الأهداف التي سجلها هذا الأسبوع ضد ناديه السابق روما، في حين تمكن من التربع على قلوبهم نتيجة حسن خلقه والأعمال الخيرية التي يقدمها لقريته نجريج.

من جهته، أورد حسام حسين، البالغ من العمر 26 سنة، والمتخصص في ترميم الآثار، أن محمد صلاح، "يعد ظاهرة ونموذجا يحتذى به بين الشباب، حيث يعتبر شخصا محترما وملتزما، كما أنه يروج لصورة مشرفة للمسلمين في الغرب". وفي سياق متصل، قال أحمد أسامة، زميل حسين، إن "صلاح يحاول محاربة الإسلاموفوبيا، ولا يخشى إطلاق لحيته".

لكن أسامة، وهو خريج كان يكافح من أجل العثور على عمل، أكد أنه "يجب على الشباب المصري أن يهاجر حتى ينجح ويحقق أحلامه". وقد رُفض صلاح من قبل نادي الزمالك المصري، في بداية مسيرته ما دفعه إلى البحث عن آفاق أخرى.

ونقلت الصحيفة تصريحا أدلى به طالب هندسة يدعى عبد الرحمن سكران، بين فيه أن "نجاح صلاح له تأثير إيجابي وسلبي في الآن نفسه على الشباب. فعلى الرغم من أنه يمثل قدوة حسنة لأنه شخص رائع ومحترم ويكافح من أجل بناء مسيرته الكورية، إلا أنه من المؤكد أنه في حال بقي في مصر لما كان محظوظا كفاية ليتمكن من تحقيق هذا النجاح".

وأشارت الصحيفة إلى أن المصريين يأملون في أن لا يتعرض بطلهم لأي إصابة قبل أن يلعب في صفوف المنتخب الوطني المصري في مباريات كأس العالم في روسيا، في تموز/ يوليو. وقد كان صلاح نجم الفريق الذي ساهم في تأهل مصر لكأس العالم للمرة الأولى منذ ما يقارب ثلاثة عقود.

وفي الختام، نقلت الصحيفة على لسان الكاتبة الرياضية في جريدة الأهرام الأسبوعية، إيناس مظهر، أنه "بصراحة نعلق آمالنا على بطولة كأس العالم. وفي الحقيقة، يدرك اللاعبون الآخرون في المنتخب الوطني أن محمد صلاح ليس لاعبا أنانيا ولهذا السبب يقدرونه ويحترمونه، وهم مدينون له بالكثير".