دولة الكباريتي.. رجل الأوقات الحرجة

في مدونة الاردن السياسي، يبرز اسم رئيس الوزراء الأسبق عبد الكريم الكباريتي كاحد السياسيين القلائل الذين غادروا الواجهة السياسية حضورا، لكنهم خلفوا وراءهم إرثا فاعلا في سياسية الاصلاح المحلي ، ولم تلبث بصماتهم أن غدت خطا إصلاحيا لوزراء ساروا على النهج ذاته في دفع عجلة الاقتصاد وفق معادلة الموارد ورأس المال. اليوم، ودولة الكبارتي يظهر في الاوقات الصعبة ليدلي برأيه او يصرح بمداخلاته بشأن القضايا الاقتصادية والسياسية الراهنة، تجد من يقول ان ثمة رجالا في الاردن لا زالوا محط ثقة بل ومحط امان لهذا البلد الذي وصلت مديونيته الى ارقام فلكية بسبب سوء ادارة الملفات الاقتصادية وحتى السياسية. دولة عبد الكريم الكباريتي حصد اهتمام وانظار المتواجدين نهار اليوم خلال ترؤسه اجتماع البنك الاردني الكويتي، وقد وقف بين الجموع ليقدم لهم خارطة طريق جديدة لاقتصادنا الاردني للمرحلة القادمة. امسك الكباريتي بخيوط المسكوت عنه، وتناول بذات الصدد خلال الاجتماع المشار اليه ما من شأنه ان يكون بوصلة وطن، التقط مكمن وجع الوطن، وشرح الكثير من مطبات الحكومة التي يراها عاجزة عن جذب الإستثمار فقط بل هي عاجزة عن توطين الاستثمار الوطني، في إشارة منه الى تزايد خروج الاستثمارات في الاردن خلال السنوات القليلة الماضية. الكباريتي انتقد بمنطقية وموضوعية تعديلات قانون ضريبة الدخل الذي قال ان الحكومة تتعامل معه على انه اداة للجباية ، بدل ان تكون اداة لتشيجع الاستثمار وتشجيع الادخار ، وقد وضع نصب عينيه مصلحة المواطن في مشروعه الوطني الاردني. ولانه وكما اعتلده الاردنيون من الاشخاص القلائل الذين طالما التقطوا الرسائل الملكية، ومنها ضرورة حفز وتشجيع الاستثمار، رفع صوت الحق عاليا وهو يتساءل كيف تريد الحكومة ان تشجع الاستثمار وهي تتحدث حسب التسريبات، ان البنوك يمتلكها عرب واجانب، ولسان حالها يقول "العنو امهم على ابوهم" ، مشيرا الى ان هناك نفور من الاستثمار في الاردن وصعوبة في جذب المستثمرين. الكباريتي كان جريئا للحق ولمصلحة الوطن.. اثبت للعالم الاقتصادي ان البنك الاردني والكويتي دعامة وطن من الدرجة الاولى طالما يقف على ادارته من يحملون هذه العقليات الفذة .