الاردن على موعد مع اول اضراب تاريخي منظم بصحوة نقابية
كتب حازم الصياحين
ساعات قليلة قادمة تفصلنا عن اول اضراب تاريخي اردني منظم بدعوة من النقابات المهنية ما يؤطر لمرحلة مفصلية من عمر الدولة الاردنية حيث فمنذ عشرات السنين لم يتخذ هكذا قرار موحد للنقابات المهنية للتصدي لقرار حكومي فما حصل يشكل سابقة باتت حديث الشارع الاردني.
الاضراب سيعم البلاد غدا والتحشيد والتعبئة نجحت له بانتظار النتائج وما سيعقبه من خطوات لاحقة استنادا لما سيتحقق على الارض حيث تسود حالة ارتياح على المستوى الشعبي ممزوجة بفرح غامر يشعر به الاردنيون لاول مرة بعد ان حصل توافق غير مسبوق على توقيت محدد للاضراب بوجه حكومة اهلكت الناس بضرائبها ما يعتبر صفعة شعبية استباقية لاصحاب القرار في ظل استمرار تجاهل الرسمي للشعبي.
واقعيا نجحت النقابات المهنية بتوحيد كلمتها وصفها والتوافق على توقيت وزمان ومكان وموعد الاضراب غدا يسجل للنقابات التي ظلت غائبة طيلة الفترات الماضية عن قضايا مفصلية وحساسة تهم الناس كان اخرها “الخبز” الامر الذي يعطي مؤشرات ودلالات قوية على حدوث “صحوة” تمهد لعودة النقابات المهنية بقوة على الساحة الاردنية.
لاشك ان قرار الاضراب غدا موفق بامتياز فالحكومة الحالية تمادت بقراراتها الجائرة والظالمة التي نهبت جيوب الشعب وافقرته وافلسته بعد ان رفعت في الفترات السابقة الخبر والمحروقات والضرائب على المركبات وعلى السلع والمواد الغذائية وغيرها فالطين زاد بلة مع قرارت مماثلة لحكومات سابقة اتبعت ذات النهج لتكون المحصلة فقر وبؤس وهموم ومصائب حلت على الناس بفعل فاعل.
الاضراب السلمي غدا يحتاج اكثر من اي وقت مضى لمشاركة ومؤازرة من الجميع فمشروع الضريبة يمس الجميع وله تاثيرات واسعة وكبيرة على مختلف الشرائح والقطاعات وحال اقراره سيكون المسمار الاخير في نعش الشعب الذي لم يبق له اي حيلة على تحمل اي قرارات تزيد فقره وتجعل من الناس تشحد الملح وتاكل البسكوت بدلا من الخبز.
مواقع التواصل الاجتماعي عجت بالتعليقات المؤيدة لفكرة الاضراب الحضارية وسط حالة غير مسبوقة من التاييد لقرار النقابات المهنية التي راى فيها كثيرين حالة انقاذ مسبقة من تخاذل نيابي انحاز مرات عديدة في التصويت مع الحكومة تجاه قوانين مصيرية.
المطلوب من الحكومة التاني كثيرا ومنع تفاقم وتيرة الاحتجاجات في الداخل الاردني الذي استطاع ابناء الشعب بتماسكهم وحرصهم على الوطن وقائده خلال الثورات بالدول المجاورة بالصمود والبقاء موحدين لكن مع استمرار لجوء الحكومة لجيوب المواطنين فمن المحتمل ان يتحول هذا الامر لتهديدات تؤجج حالة الاستقرار التي ننعم بها فحجم الفرحة التي تعم البلاد بتاييد الاضراب تعكس حالة غليان شعبي في الداخل الاردني.