الزيارة الملكية لـ (غور فيفا) .. تلمّس لهموم المواطنين ودعم للمبادرات التنموية


أنباء الوطن -

صوب الجنوب، وفي غور فيفا بالاغوار الجنوبية، كان لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني بابناء شعبه يتلمس احتياجاتهم ويعايش همومهم على أرض الواقع ويحفز كل مبدع ومبدعة ،في يوم رمضاني، وقف خلاله على انجازات وابداعات، كانت عناوين قصص نجاح تجاوز بها ابناء المنطقة التحديات التي تواجههم من فقر وبطالة وشح الإمكانات.

وتحمل زيارة الملك، التي رافقته فيها جلالة الملكة رانيا العبدالله الى غور فيفا أمس ، تأكيدا وحرصا ملكيا على دعم قصص النجاح التي لطالما يشدد عليها جلالتاهما في اطار تمكين المرأة اقتصاديا واجتماعيا.

أن يكون الملك والملكة بين أبناء المنطقة يقفان على واقع الانجاز والابداع، رسالة تحمل دعما ملكيا لمختلف المشاريع الريادية، التي تساعد في تحسين مستوى المعيشة للمواطنين وتوفر فرص عمل.

ورسمت تفاصيل الزيارة الملكية، الى منطقة غور فيفا، التي كانت في أكثر من محطة، حميمية اللقاء بين القائد وابناء شعبه، التي تعكس طبيعة العلاقة بين الملك الانسان واسرته الاردنية، إذ أن جلالته يحرص دائما ان يكون قريبا من الم ووجع المواطن اينما كان، وهو ما جسدته احدى محطات الزيارة الملكية ، عندما زار جلالته بيت عامل الوطن ابراهيم الزهران، ليطلع على واقع حاله، ويأمر ببناء بيت له، وتقديم ما يحتاج اليه.

وتروي الستينية فايزة البوات للرأي قصة نجاح مركز خدمات غورفيفا مشروع pure felt لاحياء حرفة الصوف والتلبيد التابع لمؤسسة الاميرة تغريد للتنمية والتدريب بالقول «اعمل بالمركز منذ سنتين حيث نقوم باحياء التراث الاردني القديم من خلال المنتجات التي تصنعها سيدات المنطقة كالمنسوجات والتحف «.

وتلفت الى اهمية المشروع في ايجاد دخل جيد يعينها على ظروفها المعيشية، داعية في هذا السياق النساء الى الذهاب نحو مثل هذه المشاريع ليصبحن منتجات وعاملات فضلا عن الدخل الذي توفره مشاريعهن».

ولا يختلف الحال عند الثلاثينية ضحى يوسف التي تعمل بجد واجتهاد من خلال المنتوجات التي تقوم بصنعها كالمزهريات والتحف والمنسوجات الامر الذي يدر دخلا جيدا يعينها على مشاق الحياة.

وتعمل رقية خليفات وهادية البواب ورابعة المحافظة وناهدة البواب على نسج افضل المنسوجات التراثية باستخدام الصوف ،كما يقمن بصنع المناظر المتنوعة التي تحمل اشكالا جميلة.

وتسعى الاربعينية صبحية المعاقلة وفتحية البوات وحكمات البوات وجواهر الخطبا لتجهيز خيوط الصوف المستخدمة في صناعة المنسوجات لقريناتها اللواتي يقمن بنسج كافة الاشكال.

الثمانينية رابعة المحافظة لم يمنعها تقدم العمر من القيام بعملها بتفان واتقان وجودة عالية.حيث تقوم باعمال الغزل والنسيج ،داعية السيدات الى العمل وتشجيع ثقافة العمل وصولا لايجاد مشاريع مدرة للدخل.

وتتمحور أعمال السيدات المتميزة في المركز حول احياء حرفة الصوف وتطويرها وتشكيلها بمنتجات ابداعية يتم تصديرها الى اوروبا وبالتعاون مع المصممة العالمية (دايان شيبير).

وتقول مدير عام مؤسسة الاميرة تغريد الدكتورة اغادير جويحان ان اهمية هذا المشروع الذي بدأ منذ عامين بالتعاون مع المتحف الوطني للفنون الجميلة والشركاء والشريك الاستراتيجي البنك الاهلي الاردني اضافة الى كل من البنك العربي الاسلامي، بنك الاتحاد , بنك الاردن، السيد واصف الجبشة، السيد ماجد الساعدي , والسيد ميشيل الصايغ والبنك التجاري الاردني.

وتشير الى ان الداعمين آمنوا بهذا المشروع ودعموه من خلال شراء لوحات فنية مميزة من الصوف تم عرضها في معرض فني اقيم العام الماضي في المتحف الوطني للفنون الجميلة وبدعم من الاميرة رجوى بنت علي.

وتقول الدكتورة جويحان بأن هذا المشروع يتميز بالاستدامة من حيث توفير فرص عمل للسيدات ورفدهن برواتب شهرية تعزز دخل أسرهم وتعينهم على تحديات الحياة وتضمن لهم العيش الكريم،مضيفة ان مثل هذه المشاريع تعد صديقة للبيئة من خلال منع الهدر بالصوف والمساعدة في استدامة هذه الحرفة وتعليمها للاجيال القادمة.

ووفق الدكتورة جويحان لقد تم وضع خطة مستقبلية لضمان نجاح واستدامة هذا المشروع بأن يتم نقل المشروع من مبنى مستأجر الى مبنى جديد اكبر مساحة وبتجهيزات متطورة تكرم بدعمها جلالته ، حيث سيفتتح المبنى الجديد في نفس المنطقة (غور فيفا) وسيتم من خلاله تامين 10 فرص عمل اضافية ليصبح العدد الكلي للعاملات في المشروع يتراوح ما بين 25-30 سيدة.

وأضافت الدكتورة اغادير بانها تامل ان يتم انشاء مثل هذه المشاريع في مناطق جيوب الفقر حيث تساعد على الانتاجية وتطوير المهن المتاحة في تلك المناطق والتي اعتادت النساء هنالك على القيام بها، الا انها اندثرت وقل الاهتمام بها لعدم وجود التسويق المناسب لها ومعايير الجودة فيها بطريقة متميزة.

بدوره استقبل عامل الوطن الاربعيني ابراهيم الزهران جلالتيهما بغبطة وسرور ممزوجة بدموع الفرحة بعد ان تبرع جلالته ببناء بيت له وتقديم مساعدة مالية له ولاسرته.

في المقابل تقول المعلمة في روضة غور فيفا صفاء دغيمات،انهم يباهون الدنيا بزيارة جلالتيهما وتواصلهما مع أبناء شعبهما الوفي ، اذ تغمرهم الفرحة وتعمهم البهجة لأنهم في صلب اهتمام جلالته ورعايته ومتابعته لاوضاعهم.

وترى دغيمات ان الزيارة الملكية تشكل فرصة للتحدث والتواصل مع جلالته وتبادل الآراء والأفكار التي تصب في مصلحة الوطن وابنائه.

وتؤكد دغيمات أن اهتمام جلالته بأحوال وتحسين مستوى معيشة المواطن الأردني هدف واضح من اجل رفعة المواطن وكرامته، وما الزيارة الملكية الا دليل واضح على ذلك.

وتعمل روضة غور فيفا تحت مظلة تعليمات وزارة التربية والتعليم، وباشراف وتمويل جمعية اصدقاء الاردن.

من جانبها تقول العضو المؤسس في الجمعية والعضو في مجلس ادارتها فلير المجالي، ان الروضة تاسست منذ 16 عاما ، وتخرج سنويا نحو 50 طالبا وطالبة، باشراف معلمتين تتكلف الجمعية باحتياجات الطلبة ورواتب المعلمتين بالاضافة الى حارس الروضة.

وبينت المجالي ان الزيارة الملكية رفعت معنويات اعضاء الجمعية ومن يعمل في القطاع التطوعي ، وقدمت دعما معنويا للجمعية لبذل افضل الجهود والامكانيات لخدمة المجتمع المحلي في جميع مناطق المملكة.