ينهشون الوطن، يعظمون السلبيات، سعيا لإثبات الذات
بقلم / الدكتور عديل الشرمان
الى أولئك المزمرين المطبلين، والمغردين عبر وسائل الإعلام ، الذين يخطون الخراب والدمار بأقلامهم،الناعقين بأصواتهم والمستعرضين لقدراتهم،الذين ينهشون اوطانهم، فان لهم وآن لهم أن يدركوا بأن الأردن اقوى من مكرهم وسيبقى الوطن الاجمل والأغلى والاحلى، قيادة وشعبا، وسيبقى بلد الامن والامان مهما حاول المتسلقون العابثون بأقلامهم المسمومة الإساءة لمنجزاته وعراقته والإساءة لمؤسساته والتطاول على قاماته بحثا عن الشهرة والمنصب والمال ، مستخدمين أساليب رخيصة مبتذلة،ينشرون من خلالها العفن في كل مكان، تاركين للقوى الهائجة المضطربة السبعية البهيمية تعصف بهم وتشوه كتاباتهم، ويجلدون بألسنتهم الحداد الملوثة الآخرين، مقللين من انجازاتهم وعطائهم ، مشككين بجهودهم ، حسدا وغيرة بحثا عن مكانة لهم في المجتمع، وبما يمتلكون من شخصيات اضطهادية تعادي كل ما هو ناجح ومتميز, إنهم جزء من الثلث المعطل الذين يجدون في أسلوب الإثارة ضالتهم، فيشغلون اقلامهم وأصواتهم في كلام أجوف لتعبئة المساحات الزمانية والمكانية عبر وسائل الإعلام المختلفة، ينعقون كما الغراب، ينشرون الشائعات، ويحبطون العزائم ، ويحاولون اضعاف الثقة بحكامهم واوطانهم ، ويأكلون لحوم الاخرين، ويشترون بأوطانهم ثمنا قليلا بخسا ومن وراء حجاب .
هؤلاء النوع ممن يدعون المثالية والحرص على الوطن كذبا ورياء ، زورا وبهتانا نسوا من هو الاردن، نسوا أو تناسوا كم مر بتحديات ، وكم تجاوز صعاب، وكم تعرض الى مؤامرات، وكم حيكت له مكائد، نسوا كم تفيأوا ضلاله وعاشوا في نعيمه واكلوا من خيراته، نسوا تضحيات أبنائه وسهرهم وتعبهم وكدهم حتى نما وازدهر، نسوا أن الكلمة رسالة وان الصوت امانة، نسوا أن الوطن أكبر وأعظم من أحلامهم واوهامهم ، نسوا أن لا وجود للمدينة الفاضلة في المجتمع المعاصر، هؤلاءلم يعرفوا كيف يكون الانتماء للوطن والعشق لترابه ، ولم يتجرعوا نار الغربة والبعد عن الوطن.
أنهم الناكرون للجميل، الذين يعكرون صفو الماء الذي يشربون ويرتوون منه ، يستعرضون بأفواههم واقلامهم وأصواتهم ويرسمون بطولات زائفة، ويحيكون الدسائس والمكائد ، ويرددون كلاما لا يفهمونه احيانا ولا يدركون عواقبه، المهم أن يصلوا لغايتهم وان يعلو شأنهم، مهما كان الثمن ، ومهما كانت الوسيلة ، يبحثون عن المدح والاطراء والثناء، فينفشون ريشهم، وينتفخون، لا بل إن همهما حط مكانة واصغر من ذلك عندما لا يتعدى لدى البعض منهم البحث عن اكثر المشاهدات و(اللايكات( عبر مواقع التواصل الاجتماعي.