عروس سمير الرفاعي
كتب جهاد أبو بيدر
- ماذا لو قال سمير الرفاعي ان الحكومات المتعاقبة برؤسائها الاثني عشر لم ترتكب ايه خطأ وان الـ 28مليار دينار (المديونية) ليس سببها قضايا الفساد او التجاوزات او المخالفات !
وماذا لو قال الرفاعي ان الميناء والمطار لم يتم بيعهما دون ان يشرح التفاصيل والاسباب والنتائج!
وماذا لو قال الرفاعي ان قانون الضريبة الجديد هو قانون عصري وحضاري وسيحفز الاستثمار ويجلب المستثمرين! .....
لو قال الرفاعي ذلك " لنخلناه" على السوشيال ميديا ولتعرض لفنون وصنوف من الردح والشتم السياسي والغير سياسي ولتم اتهامه بكل مالذ وطاب من التهم المعلبة والجاهزة على تويتر والانستغرام واليوتيوب والفيس بوك وحتى بالحمام الزاجل ان أمكن
لكن الرفاعي قال غير ذلك ٠٠٠وقال ما نسمعه من قيادات المعارضة الراشدة وغيرها من تلك التي تتفنن بالتقاط الإشارات السلبية للتركيز عليها وتداولها وتحريف معناها وقولبته بالشكل الذي تريد وكيفما اشتهت سفنها وارتباطاتها
ففي حوار بلا سقوف بين الرفاعي و رواد منتدى الفحيص الثقافي قال الرجل مالم يجرؤ اي مسؤول اردني سابق خلال السنوات السبع الماضية على قوله ٠٠٠ ولَم يتجرأ اي مسؤول حالي على مواجهة المواطن بهذه الشفافية والموضوعية التي دفعت زميلنا الكاتب اسامه الرنتيسي ليشبه المحاضره بالبيان الوزاري الذي يغطي جميع المفاصل السياسية والقانونية
المحاضره منشوره وموجوده على المواقع الالكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي ولذلك فهي ليست هدف مقالي هذا : فاجابات الرئيس الرفاعي على اسئله الحضور كانت بمقدار اهمية المحاضره وتفاصيلها بل في احيان كثيره كانت الاجابات تحتاج الى اكثر من محاضره فما لفت انتباهي غير جرأه الرئيس الرفاعي وشفافيتة استنكاره لصمت الاغلبية العظمى من المسؤولين السابقين .. رؤساء وزارات واعيان ونواب والذين كانو هم المحور الاكبر في حديثه واستغرابه لصمتهم وكأن لسان حاله يقول ان رجال الدولة يجب ان يعلموا ان صمتهم امام اسراب الذباب الالكتروني بهذا الشكل المريب يضعهم في خانة اولئك "المبسوطين " على كل ما يجري من تداول للشائعات والافترائات حتى وان طالت حكوماتهم او مناصبهم او مراكزهم الوظيفية السابقة لغاية في نفس يعقوب فلم نسمع منذ فتره أي من المسؤولين السابقين باستتثناء رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز ووزير الداخلية الاسبق حسين هزاع المجالي من يتحدث ويوضح ويفند للناس حقيقه ما يتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي وكأنهم يعيشون في بلد اخر غير الاردن او كأن الامر لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد كما يقول المثل الشعبي "العرس بناعور والطخ بجرش "
عندما يتساءل سمير الرفاعي في محاضرته " لماذا لا يتم الحديث كيف وصل التقاعد والرواتب في الحكومة الاردنية الى6مليار من أصل 9 مليار هي حجم الموازنة العامه ..أليس هذا التساؤل يستحق الدراسة واجابه واضحه من الجميع
وعندما يقول سمير الرفاعي انه يتحفط على مشروع الضريبه ويؤكد ان حكومته الغت قوانين ضريبية مما جلب للخزينة مئات الدنانير في عام واحد .. أليس هذا كلام يستحق التعليق عليه وتأييده
وعندما عرج الرفاعي على ملف التخاصية رغم ان حكومته كما قال هو لم تقدم على خصخصه اي مؤسسه عامه منتقدا اليه التعامل مع هذا الملف وتركه عرضه للاشاعات والمعلومات المغلوطه وسط صمت المسؤولين عن هذا الملف في توضيح ما جرى ..أليس هذا كلام مسؤول يستحق الرجل الاحترام والتقدير عليه .
وعندما يتساءل الرفاعي عن اسباب التأخر في الحديث عن البرنامج الذي وقعت الحكومه عليه مع صندوق النقد من عام 2012 وعندما يعترف ان هناك اخطاء ارتكبت فاقمت وعمقت مشكله المديونية وبالاخص الانفاق الرأسمالي غير المنتج وتغيير قانون الضريبة 3 مرات ..أليس هذا الكلام هو نفس تساؤلات المعارضه الراشده !
لم يدافع الرفاعي عن حكومته بل دافع عن كل الحكومات واتهم ايضا كل الحكومات .. لم يقم الرفاعي باستخدام اسلوب (اللف الدوران) (ولا المواربه) وانما سمى الاشياء بمسمياتها وهو امر عجر عنه الكثير من المسؤولين عن القيام به ...
الرفاعي روى لنا نحن حضور محاضرته قصه جميلة ذات مغاز وابعاد اتمنى ان نفهمها جميعا حين قال ان حديثا دار بينه وبين احد المستثمرين الذي فاجأ الرفاعي بقوله انكم في الاردن كمن لديه عروس جميله (بنت حلال ومستوره)
و حينما ياتي شخص لخطبتها يبدأ اهلها بالحديث عنها (بالعاطل) وهكذا هو حال الاستثمار بالبلد ما ان يدخل المستثمر من الباب حتى نتفنن في اخراجه من الشباك