شو صحاك يابحر ... خابرك ميت .!!!

شو صحاك يابحر ... خابرك ميت .!!!ستستيقظ امهاتهم كعادتهم كل صباح.. ستنادي عليهم بأسمائهم.. استعدادا للمدرسة .. ستنادي عليهم..... ياسلام.. ياسائد.. يااااخالد...
وسيعود لامهاتهم صدى الصوت ب نعم... صحينا...
وستعيد عليهم النداء وهي تجهز لهم ساندويشة المدرسة.. وتستمع في جوف قلبها لتتلمس صدى اصواتهم...
ستذهب الى فراشهم.. تهز المخدة.. وتهز كوم الغطاء من فوق سريرهم الذي تركوه فرحين بالسفر الى موتهم..وستلملم ملابس النوم التي خلعوها صباحا ليرتدوا عباءات الموت.. لعل وعسى ان يعودوا لامهاتهم بقميص يوسف فيلقى على وجه امهاتهم فيرتدوا فرحين....
وستتفقدين كتبهم ودفاترهم واقلامهم والوانهم....
ستنادي.. وتنادي يا امهاتهم...ولا رد .. الا صدى الوجع... والاب يختبئ من حزنك على جنبات الباب يمسح احتراق قلبه بدموع الوجع.. بحزن الفقد.. بحرقة الغياب
وانت تنادين...وتنادين وتبكين وتصرخين بحجة انهم تأخروا عن موعد المدرسة...
يااالتلك الشهقة التي تمزق جوف القلوب... يا تلك الأسماء التي وشحتنا بالحداد.... يا عمق السيل والمياه هل من مجيب؟؟؟
ستجهزين لهم مطرة مياه الشرب لهم حتى لا يعطشوا... ولم تكن تعلمين انهم سيشربون الموت قبل مطراتهم...
وستستيقظين على صَوت زوامير باصات المدارس التي ستأتي صباحا للجيران وتركضين الى فراشهم وتوقظيهم وتهزي عروش قلوبنا وانت تنادي.... (ولكو اجا الباص). لايروح الباص....بسرعة...
فلا يأوي فراشهم سوى الحزن ويتم السواد...
كيف بك يا امهاتهم ان تلغي مكان فراشهم... كيف ستتحدثين مع ملابسهم.. مع فرشاة شعرهم.. مع غطائهم.. هم ما ماتوا.. هم يلعبون فوق سطح البحر.. لايراهم الا امهاتهم... هم في سماء الفقد نجوما تلعب في ضوء القمر.. فلا نراهم... بل تراهم امهاتهم لملمي يا امي بقايا ملابسي...قبعتي التي اخذتها عن حر الشمس... لملمي حذائي الجديد.. لملمي حزنك ووجعك غيابي...
لملميني يا امي... اوجعني برد الليل وقسوة برودة المياة.. اوجعني انني يا امي قد نمت للابد ولم تقرأي لي قصة.. لملميني يا امي والله قد تأخرت علي وانا انتظرك ان تأتيني مزقني البرد ووحشة الوحدة...
فأنا عانيت الموت واحتضرت وحيدا...لم يمهلني الموت ان اعود اليك... ولاخواني وان اعود لكم ومعي اشياء اشتريتها من رحلة موتي وموت زملائي..ابقي صورتي امام ناظريك وتذكري ابتسامتي.. لون عيوني.. تسريحة شعري التي عاتبتني عليها مرات ومرات.. تذكري ملابس.. تذكري ضحكتي.. ولا تتذكري موتي حتى اكون اثما اني سببت لك الحزن...انا وزملائي ومعلماتي وكل شهيد معا في السماء نجوما لا يرانا الا انت..
لا تنادي يا امي.. لا توقظيني للمدرسة.. فأنا الى جوار ربي...فأدعوا لي...
فأنا في رحمة الله....
#شهداءالبحرالميت
#الاعلاميعليحياصات