"غضبة سيدنا "تعز علينا وتؤلمنا
بقلم سوسن المبيضين -
لا شك أن جلالة الملك بدا مستاء جدا من عدم جدية البعض في التزامهم , امام الوطن ,وامام ضمائرهم عند استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي,حيث حولوها من استخدام للتعبير , الى وقود للفتنة والكراهية , والتغرير وانتشار الفوضى ....
سيدنا , في مقالته لم يجامل ولم يحابي بل وضع الاصبع على الجرح ,أمام ضجيج كبير, غير مسؤول , من الكذب والبهتان والتخوين والسب و والاتهام والافتراء ، يتم على مواقع التواصل الاجتماعي , هدفه اولا واخيرا تأزيم الامور واخذ المجتمع الى انفاق مظلمة مجهولة .
سيدنا ,اوضح , بان الاستخدام السيء لمواقع التواصل الاجتماعي تجاوز كل حد ويجعل من سمعة الأشخاص , وتماسك المجتمعات , ومستقبل الأوطان على حافة من الهاوية، وأكد بأن تلك الأصوات النشاز , هدفها , تدمير ثقافتنا , وقيمنا ,وتفريغ المجتمع الاردني المعروف والمشهود له بالاصالة من ثوابته واخلاقه ومبادئه ..
لقد حرص جلالة الملك حفظه الله, في مقالته على ربط المسؤولية بالمحاسبة ,مستذكرا فاجعة الاردن الاخيرة بضحايا البحر الميت , وما صاحبها من خروج القلة عن المألوف في استخدام لموقع التواصل الاجتماعي بشكل مسيء وجارح بحق الضحايا وعائلاتهم لا يرتقي الى الانسانية ويكشف الوجه الحقيقي لعنصرية تمتهن الإنسان ولا تحترم كرامته , ولا خصوصيته , فدعى سيدنا الى التفريق بين انتقاد الاداء وتحديد المسؤوليات وبين الاساءة بحق ابناءنا وبناتنا,
فكثيرون مع الأسف لا يميّزون بين حريّة التعبير المسؤول, وبين الإعتداء على مصالح وحقوق الآخرين.
ان اتجاه , مجتمعنا , خلف هذه البوصلة التائهة , وبهذه الاساليب, الغير مقبولة , في التعبير , يكشف نقاط ضعف عديدة ’ لديه ,مما استدعى جلالته ان يهب, لفتح الجرح وتنظيفه , من اجل علاجه ,فخوف ابا الحسين لا بل هلعه من هذه الظاهرة السلبية, على مجتمعنا جعله يدق ناقوس الخطر , الذي اصبح يهدد منظومة مجتمع كان يضرب به المثل , بنسيج اجتماعي مترابط ومتماسك’يتميز بالتسامح , والاستقرار, والتوع , ميز بتنوعه وبالتعددية الفكرية والسياسية فاستطاع بناء دولة المؤسسات والقانون
كما وجه سيد الباد الحكومة بتوفير المعلومات بشكل مستمر ودقيق وسليم للمواطنين , وخصوصا , ان الاردن كان من اوائل الدول التي انضمت الى شراكة الحكومة المفتوحة , والتزمت فيها من خلال برنامج الحكومة الالكترونية , الذي يركز عليه جلالته , بهدف تحسين الأداء الحكومي التقليدي, وتقديم الخدمة ,للاردنيين متضمنة معلومات دقيقة وسريعة بكل شفافية و كفاءة .
مقالة سيدنا ,هي نواة لمجتمع راقي ومتحضر, وضع من خلالها خارطة طريق واضحة المعالم ، مفادها ان "المستوى الأخلاقي للأمة مقياس حضارتها وأساس بناء مجتمعها" , ونحن علينا كشعب اردني المحافظة على هذه المبادىء التي نشأنا وترعرعنا عليها ...
غضبة سيدنا تعز علينا , وتؤلمنا, وتضعنا أمام مسؤوليات , وطنية لن ولم تسقط من قلوب, الاردنيين وضمائرهم, في يوم من الايام ,
انطلاقاً من ان التوازن , في التعبير , والمصداقية في تداول الاخبار , بعيدا عن الاستهداف والاشاعة , يعد الاساس الصلب لاي بناء ونهوض اقتصادي تنموي حقيقي يليق بشعب حضاري,كالشعب الاردني , ووطن عريق كوطننا الحبيب.