الفايز يدعو المجتمع لتمكين الشباب ودعمهم


أنباء الوطن -

أكد رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز أهمية العمل بروح الفريق الواحد، لمواجهة التحديات التي يعانيها شباب الوطن، الذين قال أنهم "هم المستقبل، والأمل كبير بهم". وشدد على أن "هذا ما يؤمن به جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يحرص باستمرار على دعم الشباب، وتمكينهم في المجتمع، وتوفير الحياة الحرة الكريمة لهم".

وخلال رعايته اليوم الثلاثاء حفل اطلاق مبادرة الحوار الوطني الشبابي، أوضح الفايز أنه يدرك حجم "التحديات الكبيرة التي تواجه شبابنا اثرت على حياتهم".
وعدّد أبرزها، وهي: الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة، وضبابية المستقبل في ظل الأوضاع الراهنة التي تعيشها الأمة، والقضايا المتعلقة بالمشاركة الحقيقية والعدالة الاجتماعية، وانتشار قوى الارهاب والتطرف، والمخدرات، وبروز ظاهرة العنف المجتمعي، وخطاب الكراهية.
ولفت إلى أن معظم الحلول المقدمة لمواجهة هذه التحديات "لم تحقق أهدافها.. فالبطالة ترتفع، ونسب الفقر تتسع، وانعدام الثقة بين المسؤول والمواطن أصبح شعور الاغلبية".
وشدد على ضرورة "إعادة النظر بمختلف هذه السياسات، على ان يكون شبابنا مشاركين أساسيين في وضعها".
وبين الفايز أنه انطلاقا من "رؤيتنا هذه في مجلس الأعيان، وضرورة إيلاء الشباب جل الرعاية والاهتمام، والعمل معهم من اجل مواجهة مشاكلهم، وتلبية طموحاتهم، وانسجاما مع توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، وما حملته الاوراق النقاشية لجلالته من مضامين تتعلق بالشباب، جاءت مبادرة الحوار الوطني الشبابي، التي يطلقها المجلس، على أمل ان تسهم مع باقي مؤسسات الوطن، بمواجهة التحديات التي تعترض شبابنا، وايجاد الحلول الواقعية والعملية لها.
وتهدف المبادرة إلى إشراك الشباب في التنمية وتفعيل دورهم بالمجتمع وتعميق روح الانتماء لديهم تجاه قضايا الوطن.
وأكد الفايز أن مواجهة مشاكل شبابنا، وتمكينهم في المجتمع، مسؤولية جماعية وتشاركية، تقع على عاتق الجميع، من احزاب وجامعات، واندية رياضية وشبابية، اضافة الى دور العبادة، ووسائل الإعلام، ومختلف مؤسسات المجتمع المدني.
وحض هذه الجهات على أن تنهض بدورها، وتعمل على مواجهة تحديات شبابنا وفتح آفاق جديدة امامها، مليئة بالأمل وحب الحياة، لبناء شباب واع لذاته وقدراته، ومشارك فاعل في تنمية الوطن وتطوره، وتكون لديه القدرة والكفاءة، للتعامل مع مختلف التحديات، ومتغيرات العصر بوعي وانفتاح وحس وطني عال.
ووجه الفايز رسالة إلى الشباب: "أين أنتم من خطاب الكراهية والفتنة الذي بدأ يأخذ حيزا كبيرا في وسائل التواصل الاجتماعي، ويهدد نسيجنا الاجتماعي؟ اين دوركم في التصدي؟
واستشهد بقول جلالة الملك في كلمته الاخيرة، للذين يختبئون وراء شاشاتهم وأكاذيبهم، ويسعون الى نشر الفتنة، والاشاعات، والاخبار الملفقة، وللكم الهائل من العدوانية والتجريح، والكراهية، الذي تشهده منصات التواصل الاجتماعي التي "هدفها قتل الطموح لديكم وفقدان الامل بمستقبل بلدكم".
من جانبها أكدت رئيسة لجنة المبادرة العين رابحة الدباس، ان المبادرة تهدف الى ترجمة رغبة جلالة الملك بأهمية ايلاء الشباب الاهمية القصوى بالمشاركة الوطنية على جميع الأصعدة لتمكين الشباب من إرساء قواعد العمل المشترك والبناء عليه من اجل نهضة وطنية شاملة بمشاركة الجميع.
وأوضحت أن المبادرة تسعى إلى تسليط الضوء على المشكلات والقضايا وطرح الحلول في ظل المصارحة والحرية، والرأي والرأي الآخر بكل شفافية، وتمكين الشباب من طرح افكارهم بما يخدم الامة والمواطن.
وكشفت أن المبادرة ستنظم حوارات منتظمة من خلال لقاءات في مختلف المحافظات والمخيمات والبادية "لإيجاد آليات للحوار بشأن مختلف القضايا التي تهم الوطن والمواطن، وايصال مضمون هذه الحوارات وهذه اللقاءات التشاركية للمسؤولين والمهتمين وواضعي الخطط التنموية الاستراتيجية".
ودعت الشباب الى الدخول في منافسة تصميم شعار خاص بالمبادرة.
وقال عميد شؤون الطلبة في جامعة جدارا الدكتور محمد الجداية أن هنالك الكثير من المبادرات ولكن أغلبيتها لم تفعل على أرض الواقع، ولنجاح أي مبادرة يجب تسليم دفة القيادة للشباب أنفسهم.
ولتفعيل هذه المبادرات، شدد على ضرورة ترسيخ واستخدام فعلي لمواقع التواصل الاجتماعي والتواصل مع الشباب والسماح لهم بالتواصل مع بعضهم البعض للوقوف على حقيقة ما يعانيه الشباب.
ونبه إلى الفجوة بين المواطن والحكومة. منوهاً الى العقبات التي تواجه الشباب والتي تحد من الاهتمام بهم وطموحاتهم وتطلعاتهم منها، الواسطة والمحسوبية والمناطقية وغيرها.
ويتطلع الجداية الى تطبيق هذه المبادرة وتفعيلها لما لها من أهمية للشباب؛ من خلال التواصل مع الجامعات وعمداء شؤون الطلبة، والمؤسسات الحكومية والخاصة المعنية بالشباب وبخاصة في المحافظات.
وقال المشارك قتيبة البشابشة طالب هندسة برمجيات في جامعة جدارا إن مشاركة الشباب في هذه الفعالية لإعطائهم أفكارهم وطاقاتهم وابداعاتهم، بحيث تتبنى المؤسسات الحكومية عن طريق مجلس الاعيان هذه الطاقات والابداعات الشابة التي لطالما بحث عنها الشباب الاردني لعدم وجود الجهات المعنية لتبنيها داخل الوطن مما يجعل الشباب التوجه لجهات خارجية لتبني وتطوير والاستفادة من هذه الافكار والطاقات والابداعات.
ويتطلع البشابشة من مجلس الاعيان عبر هذه المبادرة تبني أفكار الشباب وتقديم الدعم والرعاية لهم ومساعدتهم وفتح المجال للحوار والنقاش معهم للنهوض بالوطن نحو الأفضل.
وقال المشارك ناجي أبو لوز (34 عاما) أن هذه المبادرة تعزز رؤى جلالة الملك في الأوراق النقاشية ودعوته لوضع الشباب على سلم الأولويات في العمل الوطني.
ولاحظ أن الحوار هو ركيزة أساسية بين الشعوب والدول في العالم للتقدم، "فإذا لم يكن هناك حوار بين الشباب فسيحد ذلك من طموحاتهم، فيما راى أن الحوار "هو المفتاح لعلاج وحل مشكلات الفقر والبطالة والتطوير الصناعي والاقتصادي والاجتماعي".
ونبّه إلى ضرورة الاعتناء باحتياجات شباب بالمحافظات؛ الذين هم "بأمسّ الحاجة لتلبية حقوقهم وواجباتهم" وفق تعبيره. مؤكدا أن الشباب هم وقود الوطن بأفكارهم البناءة لخلق الفرص المرجوة لخدمتهم.
ووجهت الطالبة في جامعة عجلون الوطنية راما عناب شكرها الى القائمين على هذه المبادرة لما لها أهمية في تنمية قدرة الشباب على الابداع، والحوار مع بعضهم البعض، بحيث تكمن أهمية هذه المبادرة في تواصل الشباب مع الجهات المعنية لتقديم الدعم لهم، بالاضافة الى الأخذ بآرائهم وأفكارهم وتبنيها.
وعبرت طالبة العلاقات العامة والاعلام في جامعة اليرموك روكسانا ريحاني عن سعادتها باطلاق هذه المبادرة تدعم الشباب وأفكارهم وتوصل صوتهم للتعبير عن ارآئهم وافكاهم بطريقة الحوار وليس بطريقة فرض الرأي.
وأضافت : أتمنى استمرار هذه المبادرة ودعمها لتتطور بشكل أكبر واوسع على نطاق جميع مناطق المملكة في جميع المحافظات، لما لها أثر ايجابي على الشباب.
وعرض خلال حفل اطلاق المبادرة فيلم يتحدث عن اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الامير الحسين ولي العهد بالشباب، وأهمية الاستثمار بهم وتمكينهم، بالاضافة لعرض مسرحي لمحاور واهداف لجنة المبادرة بالتنسيق مع المركز الوطني للثقافة والفنون.
وتتألف لجنة المبادرة، التي شكلها رئيس مجلس الأعيان، من الأعيان: رابحة الدباس رئيسا، غازي الطيب مقررا، وعضوية حيدر محمود ووجيه عويس وحيا القرالة ويوسف الجازي وزياد الحمصي ومحمود ابو جمعه وعيسى مراد، فداء حمود وصخر دودين.