الشهيد سائد المعايطة أيقونة الشهادة والبطولة الأردنية

هشال العضايلة
الكرك- منذ عام مضى وصورة الشهيد العقيد سائد المعايطة ترتسم كل صباح على حجارة قلعة الكرك، التي رفض الشهيد أن تلوثها أيدي الارهابيين السوداء.
هكذا هي صورة الشهيد المعايطة الذي اصبح ايقونة ورمزا للبطولة والشهادة لدى الاردنيين جميعا، واهزوجة جميلة على كل لسان، لما قدمه من بطولة وتضحية في سبيل أن يبقى الوطن حرا عزيزا، وأصبح أيضا رمزا لمواجهة التطرف والإرهاب وعنوانا من عناوين ملاحم الصمود والتصدي، لمن يحاول الاعتداء على الوطن، ورمزا لبذل الروح رخيصة ليبقى الوطن حرا ومستقرا.
ومنذ لحظة استشهاد العقيد المعايطة مع مجموعة من رفاقه بالسلاح في مواجهة الارهابيين الذين تحصنوا بقلعة الكرك، اصبح المعايطة وهو الجندي الأعلى رتبة بين من استشهد من أفراد الاجهزة الأمنية في مواجهة الارهاب، ونبض الاردنيين لارتباط اسمه بالبطولة والشجاعة.
ارتقى الشهيد المعايطة في تلك اللحظة ليكون في الوعي الشعبي بطلا من الابطال الذين يستند الناس اليهم في الملمات والمصائب، ولذلك عبر الناس باشكال مختلفة عن لحظات استشهاده التي كانت مقترنة بتاريخ قلعة الكرك المليء بالبطولة وصور الشهادة عبر تاريخها الطويل، حتى صار في المخيال الشعبي وبسبب شجاعته واقدامه، نموذجا من نماذج الشهادة والبطولة الاردنية.
فقد كان قائد وحدة المهمات الخاصة في قوات الدرك، في مقدمة صفوف من اقتحم القلعة لانهاء وجود الارهابيين فيها، وبذلك يضرب أروع الامثلة على تقدم القادة صفوف الجنود في مواجهة العدو.
وبحسب العديد من رفاق الشهيد المعايطة الذي توفي ولم يتجاوز من العمر 35 عاما فان الشهيد اب لطفلين هما عون وكنده، وكان ضابطا لامعا ومقداما لا يهاب الموت.
وما زالت كلمات محمود المعايطة والد الشهيد العقيد سائد على قبره يوم تشييع جثمانه حاضرة حتى الان، حين قال: انه يشعر بالفخر والاعتزاز لكونه والد الشهيد، الذي كان ذو عزم وصلابة في مواجهة المجموعة الارهابية التي حاولت النيل من الوطن العزيز.
وأضاف انه يعتبر شهادة ابنه فداء لبقاء الأردن مرفوع الرأس عاليا لا تناله قوى الارهاب والتطرف مهما كان مصدرها.
ومنذ تلك اللحظات صار الشهيد المعايطة، والذي سار على درب البطولة والشهادة كما العديد من جنود وبواسل الجيش العربي الاردني والاجهزة الامنية الذين ضحوا بدمائهم، رمزا من رموز الوطن في مواجهة الارهاب، ورفيقا لكل من راشد الزيود ومعاذ الكساسبة وغيره من ابناء الوطن الشرفاء الذين قدموا ارواحهم في سبيل الوطن، و عنوانا للبطولة على مواقع التواصل الاجتماعي مع الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده ورفاقه، ومدار الحديث في كل المجالس بين الأردنيين.
ويقول شقيق الشهيد المحامي صفوان المعايطة "عام وصوتك المدوّي يعيد التأكيد: ان الكواكب لا ترثى وهل يُرثى الحي إذا ارتقى؟؟..أنا فقط أقبّل جبهتك الدافئة كدمعة أخ مشتاق..أنا أشخص ببصري نحو قامتك العالية كمئذنة وأقول هنيئاً لك بنور الله الذي زين هامتك…أنا لا أرثيك..أنا فقط وجلٌ من هيبة المواكب.. من أسدٍ لُفّ براية الوطن العزيز وحملت على الأكتاف والمناكب ..أنا لا أرثيك وهل تُرثى الأوسمة التي تزين ياقة السماء".
في حين يقول النائب الدكتور مصلح الطراونه :" سلام لسادة الحق.. سلام للحق القائم على هيئة رجال.. سلام لسدنة الوطن في قبورهم، للذائدين عن ماء وجه الوطن ، للصابرين بكبريائهم على شَظَف.. لحالمين ما توقعوا أن تكتمل أحلامهم بهذا الجمال ...سلام على حجارة قلعة قُدر لها أن تتعالى فوق الشراذم".