الدكتور قاسم العمرو يكتب: في حضرة الملك
تشرفت اليوم بمعية خمسة زملاء بلقاء جلالة الملك على مدار أكثر من ساعة، في سنة حميدة ينفذها الديوان الملكي بتوجيه ملكي للتواصل مع الاعلاميين وناشري ورؤساء تحرير المواقع الالكترونية، ليطلعوا مباشرة وبدون حواجز ويستمعوا لحديث قائد البلاد وليستمع جلالته لملاحظاتهم في بادرة نوعية وحيوية ومهمة في مثل هذه الظروف بعد ما كثرت التكهنات وغاص الكثير في هذا العالم الافتراضي لينسج كل منا على منواله ما يشاء ويحلل كيف ما يحلو له. كان اللقاء مفعما بالحيوية والشوق للاستماع لحديث جلالتة وأكد انه لا يقبل الا ان تكون حالة الحريات الاعلامية بخير ولا نريد ان تتكرر تجربة الاخرين هنا في الاردن لان لنا خصوصيتنا وبنفس الوقت يسعى الملك الى خفض مستوى الكراهية الذي يجتاح مواقع التواصل الاجتماعي . وللامانة ساد اللقاء جو من الحرية لم أتوقعه واستمع الملك لنا وناقشناه في كل ما يدور في خلد الشارع فكان متقدما في فكرة ويستجيب ويوجه مدير مكتبه للمتابعة وتلقي الملاحظات . في الحقيقة الملك مطلع ويشعر بما يشعر به المواطن ويريد رفع مستوى الحوار والنقاش بين المواطنيين للوصول الى تقبل كل منا الاخر لنحدد اولوياتنا من منطلق الحرص الوطني والحفاظ على نسيجنا الاجتماعي. شعرت شخصيا بأن هناك قصور مؤسسي في تلبية الطموحات في الوصول الى الهدف وهو تحقيق نهضة تنموية شاملة وان هناك من لا يريد لعجلة التنمية والتقدم ان تستمر وهناك من يضع العصا في الدواليب من منطلق شخصي، وهناك من يتحدث عن الفساد وهو لا يريد مكافحته وهناك من كان في موقع المسؤولية وساهم في الفساد واليوم في محاضراته يلعنه. هذه الحالة الغريبة وغير المفهومة في مجتمعنا تخلط الامور وتجعل من الاستحالة الوصول الى وضع نكون فيه صادقين مع انفسنا لتحمل النقد والمحاسبة، هموم الملك كبيرة بحجم قضايانا الداخلية والخارجية في ظل واقع سياسي مأزوم يحاول الملك لملمة الاوراق لخلق مشهد سياسي يعيد البوصلة الى اتجاهها الصحيح، وغدا سيتوجه الى واشنطن عاصمة القرار العالمي، ويأمل الملك من خلال هذه الزيارة الاطلاع على التوجه الامريكي في المنطقة في ضوء تعقد عملية السلام والحديث عن صفقات لتسوية القضية الفلسطينية، وكيف سيواجه جلالته الضغوط الامريكية خصوصا فيما يتعلق بقضية القدس وهو يؤكد ان القدس في الوجدان والدفاع عنها شرف وواجب، وننتظر بعد عودته اطلاع الرأي العام على آخر المستجدات. وعلى الصعيد المحلي فإن الامل يراوده بأن تقوم الحكومة باعداد تصور عن حاجة الاردن التنموية وعن الفرص الاستثمارية المتاحة وعن حجم التمويل الذي نريده لتحريك العجلة الاقتصادية لتقديمه في مؤتمر الدول المانحه في لندن، الملك يعمل ليل نهار ويواجه ضغوط في كل الاتجاهات، فلنعمل جميعا كل قدر استطاعته لتحسين واقعنا من خلال العمل والانجاز والوقوف بوجه الفساد والاشاعة والكراهية والمحسوبية والواسطة . الاستماع للملك فرصة حقيقية لفهم سماحة الحكم والتواضع والثقة وتحمل المسؤولية. حمى الله الوطن وقائده من كل مكروه.