الدكتور قاسم العمرو يكتب: حكومة الرزاز تحت القصف......لماذا ؟


أنباء الوطن -
المضحك المبكي في الاردن أن منتجي الإشاعات ومستخدميها جُلهم من أصحاب الصالونات السياسية، ومن المسؤولين السابقين الذين غادروا مناصبهم وكل ما باستطاعتهم فعله هو الكلام والنميمة السياسية، بعد أن فشلوا في تسجيل أي نجاح يذكر أثناء وجودهم بالسلطة، وكانوا يظنون أنفسهم باقون على كراسيهم وإلى الابد. حكومة الرزاز كأي حكومة أخرى أعضاؤها من أبناء الوطن ولو تغيرت كل يوم خمس مرات بعدد الصلوات لن تنال رضى الناس وشعبنا الكريم أصبح لديه ثقافة وإدمان على التغيير والتعديل والطامحون كثر، وهم لا ينامون الليل لعل يلحقهم الدور بمنصب وزراي . الإشاعات وترويجها مصدره معروف وهم أصحاب أجندات تضاربت مصالحهم مع الحكومة، فوجدوا أن أسهل الطرق للتشويش عليها، هي الاشاعة خصوصا مع سهولة تناقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي أفسدت بدورها الثقة بين المواطن والدولة وأصبح الشعب يشكك بأي سياسة ولا يصدقها حتى لو نزل بها نبي. الخلايا السياسية النائمة وهذا مصطلح ينطبق إلى حد كبير على الطبقة السياسية التي لا شغل لها إلا إعادة تدوير الإشاعة وتجميلها ونشرها لإعادة خلط الإوراق لعل يحدث تغيير ما على الواقع الحكومي ويصيبهم منه نصيب. هؤلاء نقول لهم، الوطن أكبر منكم ومن مناصبكم ومن محاسيبكم وأنسبائكم وأقاربكم، فاتركوا الرجل يعمل فإن أصاب أعناه وإن أخطا ساعدناه لتجاوز الخطا، وأمامه ملفّان خطيران يجب التخلص منهم سريعاً وهما (مطيع، والكردي) فالانتهاء منهما باسرع وقت يغير مزاج الشارع قليلاً، لتتمكن الحكومة من الانطلاق نحو البناء والانجاز في ظل حالة الهدوء النسبي التي يشهدها الاقليم. الملفات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ملفات ثقيلة وتحتاج الى جهود كبيرة وتركيز، فلا يمكن للرئيس أن يعمل، وهو تحت القصف المركز الذي يشتت الانتباه ويخلط الاوراق فيحرف بوصلة الحكومة ويليهيها بمسائل لا تفيدنا بشيء. إن المجتمع الاردني يشهد تغيرات عميقة فالثقافة السلبية والكسل والاعتماد على الغير يحتاج إلى خطط طويلة الامد للتغلب عليها، فشبابنا تفترسه السلوكات السيئة والاحباط والنظرة السلبية لمعظم الاشياء، ولابد من العمل لتحسين البيئة المحيطة بهم للاخذ بايديهم نحو العمل والانتاج. ولدي يقين أن من أفسد الحياة السياسية في البلد هم أبناء الطبقة السياسية المتناحرة للفوز بالمصالح الشخصية وإن اخر ما تفكر به هذه الطبقة هو المصلحة العامة. في ظل هذه النظرة التشاؤمية لن يستطيع الرزاز ولو جئنا بالف رزاز العمل، دون بيئة جيدة إيجابية تعينة على أداء مهامه فإن لم يقدر فطريقه الاستقالة وسيلقى من يخلفه ما لقيه....كان الله بعون الوطن.