الدكتور قاسم العمرو يكتب: طاهر المصري وهموم الوطن

يتمتع طاهر المصري بسمو اخلاقه ودماثته وتواضعه وهوصاحب طرفة ذكية و سريع البديهة بأدب، يختلف باسلوبه عن بعض اقرانه من الرؤساء فمعالجاته هادئة مُحاور لطيف غير لجوج تألفه وتحب الاستماع اليه،عمل في القطاع العام لعقود طويلة ترأس الدبلوماسية الاردنية ردحاً من الزمن وخبِر الاسرار والخفايا وتعامل مع كافة الملفات ، وهو أبن نابلس من عائلة معروفة ولا يزاود عليه أحد في حب فلسطين والدفاع عنها، عشق الاردن وأخلص لها، وكان مثالاً للتواصل مع جميع الشرائح فمحبيه كُثر، يحاول احيانا خلط الاوراق وربما ذلك نابع من طبيعته كشخص هادئ غير ثرثار أن يلفت الانظار أليه.حديثه عن الوضع السياسي في المنطقة يدلل على عمق فهمه وواقعية تحليله وهو مدرك للحقائق، فلا يدلس ولا يخدع أهله بالنفاق والشعارات الزائفة، أوصل رسالة في محاضرته الاخيرة في نادي الثورة العربية الكبرى، بأن الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني والفلسطينين في ساحة المواجهة مع أسرائيل لوحدهم، وأن الملك يبذل قصارى جهده لمواجهة الطغيان الصهيوني والامريكي لتصفية القضية الفلسطينية، وعلى رأسها القدس بعد أن اصبحت صفقة القرن واقع وليس مخططات، حديث المصري ثمين فهو يدعو لتعزيز صمود الاهل في فلسطين وتمكينهم وزيادة الوعي لديهم ليكونوا اكثر توافقا وانهاء حالة الانقسام لمواجهة المشروع الصهيوني.مواجهة اسرائيل في ظل حالة الانقسام والضعف المزري للنظام العربي التي أشار اليها في حديثة؛ تدعو كل القوى الحية في العالم العربي لتعزيز الصمود الفلسطيني على أرضه وليس في ردهات الفنادق في العواصم العربية والعالمية.طاهر المصري معينه لاينضب شخصية وطنية يحظى بالاحترام وإذا تحدث أنصت له الجميع .