ويمكرون


أنباء الوطن -

عاش اجدادُ اجدادِنا وأجدادُنا وآباؤنا وعشنا نحن في هذه الديار وهذا الوطن الغالي وفي هذه الارض الطيبة قروناً عديدة وأزمنة مديدة اُخوة في الدين او العروبة او الجيرة، أهدافنا واحدة وتراثنا واحد تجمعنا حياة مشتركة ملؤها الود والتقدير والاحترام، حياة نتقاسم رغيفها وطعامها وماءها وهواءها وترابها وضيقها وانفراجها حلوها ومرها محلها وغلالها ونسكن الأماكن نفسها مدنها وقراها وريفها وبواديها وسهولها وجبالها وأغوارها وهضابها ، ونواجه العاديات والأعداء معاً نحترم خصوصياتنا وأصولنا ومنابتنا وعقائدنا وأدياننا ومذاهبنا، ننبذ كل داعٍ الى فتنة ومن ينادي بعصبية جاهلية او بإقليمية او جهوية او طائفية ، و لا يصح ايماننا إلا بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره ، فكل دعوة تسيىء الى دين او نبي او مذهب او اصل او منبت هي دعوة باطلة ومشبوهة ، وأي دعوة تُفرق الصف وتبعثر الكلمة وتشتت الجمع وتُحرف البوصلة عن الهدف الكبير عن قضيتنا ( فلسطين) والأقصى ومقدسات المسلمين والمسيحيين فهي ملعونة ومرفوضة وبعون الله موؤدة ومهزومة ، وعلى الجميع مواجهة من يحاول المساس بالثوابت الوطنية والدينية والاجتماعية برص الصفوف وتوحيد الرؤى وتمتين جبهتنا الداخلية والالتفاف حول الوطن، لأن الأعداء يمكرون لشعبنا لتنفيذ أجنداتهم ومخططاتهم الشريرة بعد ان استطاعوا أضعاف الأمة وتمزيقها وتدمير حواضرها وتجويع وتهجير الملايين من شعوبها ، وهاهم يريدون الوصول الى هدفهم الأكبر بيهودية الكيان المغتصب وبالاستيلاء على كل فلسطين وأراضٍ عربية غيرها وتضييع آمال وطموحات وحقوق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس وهم يريدون إضعاف الأردن واضعاف موقفه الرسمي والشعبي القوي والمبدئي والراسخ إتجاه فلسطين وأهلها ومقدساتها ، ويعتقدون ان إضعاف او تغيير هذا النهج الاردني الثابت لن يتم إلا باضعاف الشعب وتجويعه ولذلك هم يخططون لذلك مع شركائهم في العالم وفي الإقليم ومع بعض من أبناء جلدتنا ومع من خانوا قومهم ووطنهم وأُمتهم ، لكن الأردن وشعبه وقيادته ، مؤمنون بعدالة قضايانا وفي مقدمتها قضية الأمة الرئيسية ، ولن يتزحزح عن الهدف الذي ضحى من أجله الأجداد وقدموا قوافل الشهداء والجرحى ولن يركع شعبنا الاردني النبيل بكافة مكوناته وأطيافه الموحدة لغير الله وسيلتف الجميع حول الوطن ويحافظون على الدولة ويرصون الصفوف ويعتصمون بحبل الله جميعاً ويفوتون الفرصة على الأعداء ويردون كيدهم في نحورهم ويدفعون شرهم ويخيبون مكرهم (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)